لا يخفى  على المهتمين بالمشهد الثقافي العربي مدى الهشاشة والترقق التي يعانيها واقع هذا المشهد من كافة أوجهه عامة ..

وينسحب هذا الخلل الأدبي على مضمار النقد

الذي من المفروض أن يكون أكاديميا ً

و موضوعيا ً وشفافا ً دون تحيّز أو تجن أو محاباة

او مخالفة للضمير المهني ...

منذ فترة ذهبت لحضور أمسية شعرية

في أحد المراكز الثقافية

وبعد تناوب الشعراء والشاعرات

على قراءة قصائدهم وخواطرهم

استضافوا أحد النقاد لكي يُدلي بدلوه

فيما سمعه من كلام

فقام بالتركيز على شخص معيّن

من بين الذين قرؤوا كتاباتهم

فكال لها المديح من بابه الفسيح

وقيّمها كشاعرة زمانها وسابقة أوانها

مُغرقا ً في الرمزية والغموض

في تحليله للنص المعروض

مهمّشا ً الباقين ومُبخسهم حقهم

موليا ًوجهه عنهم وعن شِعرهم

وتبيّن لاحقا ً أن هذه الشاعرة

هي ابنة أحد أصدقاء الناقد المقربين ..

باللهِ عليكم...

ألا يُفترض بأن يكون الناقد ذو مصداقية

 وضمير مهني يردعه من الإنحياز

لكاتب أو شاعر ما .. ؟

 ألا يجدر به أن لايخلع على هذا الكاتب أو ذاك

 صفات لا يستحقها وليست فيه ...؟

أليس حريٌ به أن يحترم عقول القارئين أو السامعين المتابعين لنقده ..؟

أسئلة ربما ضاعت إجاباتها في خضم هذا الوقت

المعطوب أخلاقيا ً وسلوكيا ً....