2010-07-11 23:00:43
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ
لماذا يستمر الحب ... بقلم : غالية طرابيشي

يستمر الحب لأنها تستحق الحب

لماذا يستمر الحب


ماذا كنت أنتظر أن تمطر السماء حباً, وأن يعانقني حب من إنسان لا يملك قلباً, ما هي إلا فكرة تراجيدية احتلت عقلي منذ ذلك اليوم أو منذ تلك اللحظة, عندما دخلت ورأيتهما معاً, وقتها لم تكد عيوني تعي ما ترى, ولم تعد قدمي تقوى على حملي, أمي وعمي معاً, إنها مصيبة بل كارثة, سيصاب والدي بجلطة لا محالة, وبعدما غادر عمي الذي كان دائماً صديقي ومكمن أسراري, انفجرت غضباً علي, أي سبقتني باللوم قبل أن أفتح فمي, كمن يحاول اللعب على حبل أخطاءه, ليدهشنا بها, ثم قالت لي ما الذي أتى بك باكراً, وبينما كنت أحاول أن أجيبها, دخلت غرفتها وأغلقت الباب بقوة, يبدو أنها لم تكن بحاجة للجواب, بعدما قطعت عليها عملها الشاق, لقد أصبحتُ الآن عندها شيء لم تعد تستطيع أن تراه, ربما كرهاً وربما خجلاً, أما أنا فلم أصدق أن هذه الإنسانة التي طالما كانت القدوة لي, والتي أحبها حب لم يعرفه أحد بعد, ولم يطله ويجربه أحد أبداً, قد جعلتني أرى ما يجب ألا أراه, وتركت عيوني ترسم هذه الصورة الإجرامية, وتحفر نفسها في ذاكرتي, ولا تكاد ترحل عن ناظري وخيالي وكوابيسي, لا ليل ولا نهار, قررت أن أحبس نفسي في غرفتي, لكنها لم تقدر على عقابي لنفسي بسببها, فطلبت من أختها الكبيرة التدخل فهي تعرف أني أسمع لها كلام, لتخرجني من هذه الحالة التي زرعتني فيها, وهي الآن تنتظر حتى تنمو لترى ماذا ستثمر لها, لكن خالتي عرفت بالقصة من صاحبة القصة مباشرة بعد إصرارها على معرفة سبب ما أفعله, فقالت لها بغضب : وتركتها ترى ذلك, هل تعرفين كم تحبك, لا أظن أنك تعرفين, يا قدوتها وتاج أحلامها, لقد كسرت قلبها لقد حطمت مشاعرها وأحاسيسها, لماذا دمرت قصر حبها لك, وبعد هدوء جارح سمعت دموع أمي تحاول الدفاع عن نفسها ولم تتركها الغصة المقيتة تقول نصف كلمة, تعلم أنها جرحتني بكل ما لديها من قوة, بينما أنا لم أعرف لماذا يستمر حبي لها, خوفاً عليها, أم غضباً منهاً أم لحبي لها أجل حبي لها, الذي ظننت أنه سيرحل لكنه بقي بل وأثبت وجوده ودعم وجوده أكثر في قلبي وحياتي, ولولا خوفي عليها لقتلت نفسي في حبها, إنه خطأها وأنا أدفع ثمنه, كحياة لا توجد إلا في خيالي, وما لمست شيء منها إلا غيابها وبحثي عنها, ورغم قسوتها لن يضيع قلب فيه حب مثل حبي, ولن أخسر حياة فيها أمل مثل أملي بالحياة, لكن لأتصالح معها يجب أولاً أن أتصالح مع نفسي, وأعيد النظر بما كنت أراه, عندها قالت لي خالتي والدموع تكاد تملأ البلاد, لا تبكي العيون الجميلة لا يليق بها البكاء, فقلت العيون الجميلة رحلت وانتهى مفعولها منذ هذا المساء, واعذريني لم أعد أراكي جيداً لأن عيوني تركتني ولم تعد لي, وفي الصباح عاد والدي وأخيراً, من سفره الطويل جداً هذه المرة, فقد كان قبل مجيئه مع زوجته الأخرى في المشفى والتي لم نعلم بوجودها إلا الآن, وهناك علم أنه عقيم لا ينجب, ولا أدري إن كان ذلك عقاب له أم لي, حاولت التصرف بوجوده كما كنت أتصرف كالعادة, كي لا يشعر بأي شيء, لكن لم أكن أدري أنه عاد عالماً, أي في قلبه علم عن الأمر, وفي خياله كان يرسم خطة الانتقام من أمي, ولأنه لم يحتمل فكرة أن يكون العشيق المجهول هو أخيه الغالي على قلبه, ذهب إليه وطلب منه مغادرة البلد لكنه رفض, وبعدما ذكر والدي الأمر له, حصلت مشاجرة عنيفة بينهما, انتهت بقتل والدي لأخيه الشاب المدلل, وفي هذه اللحظة كنت عند خالتي أحاول الاتصال بعمي ليتكلم مع والدي ويحل هذا الأمر, لكنه لم يجيب, وفي اتصال آخر وجدته مغلق, وبعد لحظة جاءتني رسالة منه بأن أبتعد عنه وأتركه وشأنه, استغربت خالتي وقالت لي هذا ليس عمك, مستحيل أن يفعل ذلك أكيد هناك أمر ما يحدث معه, تركتها تحاول الاتصال به, وعدت البيت كانت أمي خارج البيت وعندما عادت لم تنتبه لوجودي في غرفتي, وظنت أني ما زلت في الجامعة, وفجأة جاء والدي قبل سفره كالعادة, ليتحدث معها لكن بطريقة أخرى هذه المرة, فقد أخرج السكين الذي قتل به عمي من دون قصد, ليقتل به أمي عن عمد, سمعت ذلك ولم يتحمل عقلي, وفجأة رأيت الكبريت في يدي والنيران حولي, ثم خرجت صرخات لم تسمعها سوى أمي, وبدأ والدي يطفأ النار, وسيارة الإسعاف في طريقها لتنقل جسدي المشوه للمشفى وربما للقبر, لكني رقدت في المشفى كقطعة فحم لا أعرف لما يحتفظون بها, وما هي فائدتها, انصرفت فكرة مقتل أمي من رأس والدي وطلقها وتخلى عني وعن نفقته لها ولي, ونقلت هذا الخبر إليها خالتي, وقالت لها الحمد لله أنه لم يتزوجني أنا واختارك أنت, يا أختي الصغيرة سارقة العرسان, وفي طريق السفر تعرض والدي لحادث أليم جداً ولم يكن هذا الحادث إلا عقاب الله تعالى الحقيقي له, يمكن أن يهرب من مسؤوليته نحوي, لكن أين سيهرب من عقاب الله تعالى, كانت خالتي تتكلم معه وقتها عندما كان يقود سيارته, وتسأله عن عمي وعندما قال لها لا أعرف, خرجت في وجهه شاحنة ضخمة مر من تحتها بسرعته الكبيرة, تلك السرعة التي تستخدم عادة عندما يكون الشخص في مهمة هرب, فطار سقف السيارة ليطير معه رأسه, لقد تخلى عني بكل سهولة بعد كل تلك الأيام الرائعة التي قضيناها معاً, وإن لم أكن ابنته أين ذهبت العشرة الجميلة الصادقة, تركني مع أمي التي لا أعرف كيف سأسامحها, مما أنا فيه الآن, وأنا لم أسامحها بعد مما كنت فيه في الماضي, لكنها لم تتخلى عني وخرجت للعمل لتؤمن لي كل ما أحتاجه, وتركت كل شيء لتعتني بي, ولتعوضني عما حدث لي بسببها, لعلي أسامحها وأعود لها من جديد, لكن كيف أسامح وأنا سأقضي بقية حياتي معها, ومع ما فعلته من حرام, وقد رسم براثن غضبه على جسدي ووجهي, بعبارات مشوهة مقيتة مخيفة حتى لمرآة روحي, كنت شمس في الليل وقمر منتصف النهار, وأنا الآن لوحة رسمها النجار, كتب لي الله تعالى عمر جديد لكنه كان عمر مشوه, ليس عقاب لي بل عقاب لها كلما رأتني ورأت ما ارتكبته يداها الآثمتين, ورغم كل ذلك لم أعرف حتى الآن لما يستمر حبها في قلبي, ربما لأن عقولنا تطمح للحب أكثر من قلوبنا, أو ربما لأنها(أم) ومهما فعلت الأم سنفديها بعقولنا, لكن كان عليك أن تعلمي أماه أن لا طهارة في حب لا ينتهي إلى مرضاة الله تعالى, وأنا أحب الله تعالى ومن سواه يعلم ذلك, وأعلم أنها لم تكن إلا زلة منها, قد أخذتني في جروف التيار بدل عنها, ولم أدري إلا وأنا في قاع الفاحشة أدفع ثمنها, لكن لا تزيدوا الأمور تعقيداً علي, فقد اقتربت تأخذ لي عقلي, وإن كنت سأفديه لها, ورغم مصيبتي التي كانت هديتي منها, أحب الخجل الذي يعتري صدرها, وأعشق الكلمات التي تخرج من فكرها, ولا يعلم بي سوى الله تعالى, فلما أشكو لغيره حالي وحالها, أحبها..؟؟؟؟؟


غالية طرابيشي 2010-07-14 02:30:42
سلامي للجميع
السلام عليكم الحمامة البيضاء شكراً وفعلاً لا شيء يبقى في الخفاء طويلاً.. أخي باسل شكراً لك على رأيك الذي أعتز به.. وأنا فعلاً كنت مرشحة هههههه ... سلمت يداكم دمتم بخير
-سوريا
الحمامة البيضاء 2010-07-12 11:21:16
الحمو الموت
الله يجيرنا من هيك أمور بجد التعامل معها والتأقلم كثير صعب وأي حل رح يكون مر وما في اصعب من هدم القدوة وهل من الممكن تتخبى هيك قصة كل هالوقت وتبقى مستمرة
-سوريا
باسل 2010-07-12 09:11:12
تعقيب
إذا كانت القصة حقيقية (وهذا مستبعد) فالله المستعان وإذا كانت من بنات أفكارك فأنت مريضة لا محالة
سوريا
copy rights © syria-news 2010