هي السبيل للخلاص من همومي و أحزاني...صفحة بيضاء تنير حروفها عتمة ليلي الحالك ...هو قلم يعزف نبض قلبي...اليكم قرائي الاعزاء و دمتم بخير
ماذا أقول كلما أتى الليل
ماذا أقول كلما أتى الليل بالظلام
و استوحشت الحياة من حولي
كاليتيم وحيدا... و من حولي
ليسوا سوى أطياف ستزول
و أبقى وحيدا...
و أبقى وحيدا في غربتي
سواد العيش...ها هنا
و طعم المر...لقمتنا
و الحنظل...شرابنا
ماذا أقول كلما أتى الليل
و شيطان شعري قد جن
و فكري إليكم راح يحن
تريد غربتي لي أن تذل
تعلمني الصبر...الحلم
تعلمني كيف أكون رجلا
صلبا ...جسورا...صنديدا
تعلمني كيف استمد قواي
منكم...من دعواتكم
من صلواتكم
من بعدي عنكم
من شوق يلتهب بقلوبكم
أماه
ماذا أقول كلما أتى الليل
و راحت العواطف
تجيش... تعتصر
تمزق صدري
تفجر كياني
تلهب لساني
فيثور قلمي و يغلي...
ينسكب حبرا على هذه الصفحات
يجعلها كلمات من حديد
موسيقا وقت الجليد
عاصفة ثلجية هوجاء
باردة ...كغربتي
داكنة... كحياتي
مريرة مملوءة بالعذاب
بالآهات و الأوجاع
بالأنين المنحبس في الأعماق
أعماق صدري
أماه
ماذا أقول كلما أتى الليل
ماذا أقول يا أماه
أخاطبك مع نور القمر
و صوت النسيم الصامت
أخاطبك مع سكون هذا الليل
أحدثك أماه فاسمعي
كلمات من حديد
عن غربتي الملعونة
حلوها كالعلقم يا أماه
ماذا أقول عن شوقي إليكم
عن الحنين الملتهب في جوف صدري
عن الليالي الباردة
عن شرور هذه الغربة
عن الخواطر التي تدور برأسي
بعيد عنكم
بعيد عنكم مر الحياة أتذوق
بعيد عنكم
هناء العيش يفتقد
بعيد عنكم
أضيع أتشرد
أصبح كاليتيم
لا يعرف احد
كمتسول يجوب الشوارع
بحثا عن الدفء
عن مكان آمن ينام فيه
ينام و لا تقر له عين
أماه
كلما جاشت عواطفي
أمسكت القلم
و بصقت على هذه الصفحات
ضيق صدري
و علقم عيشي
و زفرة الألم
دونت فيها ذكرياتي
في هذه الغربة يا أماه
عذاب لحين و ألم دفين
في أعماق صدري
أزفر به أنين
و أتنشقه جمرا لاهبا
كالحميم...
كلما أتوق لرؤيتكم
أداعب قلمي
و أرسم وجوهكم في خيالي
أجالس دمعة في عيني
تجمدت على جفني
أبت النزول على وجنتي
كنت عندكم ولا أبالي
و اليوم لفراقكم أعاني
أخاطبك يا أماه
أخاطبك في سكون هذا الليل
مع نور القمر
فهل يا ترى تسمعين
خطابي
هل تسمعين وحي فؤادي
يا ليتك تسمعين
شاعر الغربتين
