الفن يبقى هو الفن بكل مجالاته وبالرغم من كل المحاولات التي تريد أن تطفئ بريقه ..

هل لاحظتم بالسنتين الماضيتين حال الفن  وحال الأغنية العربية وأنا لا أريد

الحديث إلا عن السنتين الماضيتين مع أني أعرف أن الوقت أكثر بسنوات وإلى متى سيظل المطرب يتخفى وراء عارضات الأزياء  وإلى متى ستتخفى المطربة في تقشيرالبصل وتقطيع البندورة وإرتداء فساتين آخر صيحات الموضى وأنتم تعلمون أن عدد المطربين الذين يتمتعون بشعبية عربية  لا يتعدى عددهم أصابع يد واحدة وكذلك المطربات وتجد أن المطرب أو المطربة  وبالرغم من أن بعضهم حديثي العهد وكثيرمن الناس لا يعرفهم أو يسمع بهم فإذا حاول أحد المؤلفين وعلى سبيل المثال أنا ومن تجارب شخصية أن يتقرب من مطرب أو مطربة ليعرض نصوصه لهم يتحدثون معك وكأنك تتحدث مع شخصية أسطورية أو خيالية والله يرحم تواضع عمالقة الفن في الجيل القديم الذي كنا نسمع عنهم وعن تواضعهم فهذه الأيام يكون المطرب أو المطربة وبالرغم من أن أهلهم أو رفاقهم فقط يعرفون بهم بأنهم يغنون إلا أنك تجد غرورهم من رأسهم لقدميهم قد غطاهم تماماًولم تعد قادراً أن تراهم وحتى أنك تترجاهم ليسمعوك صوتهم مبررين بالكريب أو تعب الحبال الصوتية مع أني أشك في وجود حبال صوتية لديهم مع أن العندليب عبد الحليم كان يتقصد الغناء في كثير من المقابلات وكثير من المواقف وحتى أمام أصدقائه وكل هذا مجاني ولم يكونوا يترجوه ليغني أما الآن فأنت مضطر لتترجى المطرب وتدفع له لتسمع صوته أو موال لأنهم أكبر  من أن يغنوا ويسمعوك نشاذهم وكل مطرب أو مطربة يكون لديهم مؤلفين وملحنين لعقود من الزمن ولايعطوك مجال ليسمعوا ما عندك من نصوص ويبقون غارقين مع أشخاص معينين يرسمون لهم الفشل وقد أعموا عيونهم عن كثير من المؤلفين والملحنين والمخرجين المبدعين والذين قادرين على تحقيق نقلة مميزة لهم بأفكارهم الجديدة في عالم التأليف والتلحين والإخراج ولماذا ترى الفشل السريع الذريع للكثير ممن يغنون وذلك بسبب الغرور فكل

أول خريف تتساقط أوراق الشجر ومعها عشرات المطربين وأنا أقول مطربين مع أن هذه الكلمة كبيرة على مثل هؤلاء الأشخاص الذين يسمون أنفسهم مطربين  وحتى أن الفن أسمى وأكبر من وجودهم في ساحته  ناهيك عن الذين يخرجون الفيديو كليبات وأحسهم مريضين نفسياً لهذه الأفكار التي يقدمونها في الفيديو كليب حيث ترى الدم للركب وكأنك تحضر فيلم رعب فلم تبق مطربة إلا ودخلت المطبخ لترينا براعتها في الطبخ ولم يبق مطرب إلا وجمع بجانبه عشرات الفتيات ويتباهى بعددهم بدلاً من أن يتباهى بصوته  هذا إن وجد له صوت  وكل هذا ليخفوا عيوبهم الصوتية والأداء وحتى كلام ولحن الأغنية وأما شركات الإنتاج فهم ينتجون فقط لمطربات النوادي الليلية ولبعض المطربين من بعد الإلحاح والواسطات ودائماً يقولون لك نحن لا نتبنى مؤلفين أو ملحنين ولكنهم يمتصون دمك ولا أريد الحديث بهذا الموضوع أكثر من ذلك ففشل شركات الإنتاج واضح وواضح قلة الخبرة لدى القائمين عليها الذين يتحججون بأمور تتعلق بحقوق الملكية وأنا اعرف كم تسعى مديرية حقوق المؤلف لتضمن حقوقهم إلا أن وجود المافيات ووجود أشخاص لايريدون الخير لهذا الوطن دائماً يقفون بالمرصاد لأي خطوة شجاعة من مديرية حقوق المؤلف فإلى متى هذا الإنحطاط وهذه المناظر المقرفة للنظر والأصوات المخرشة للأذن وكم أتمنى إعادة النظر في كل شئ  ذكرته فالتواضع مفتاح النجاح في أي مجال والمخلص لعمله يجب أن يسمع ويعطي المجال للمؤلفين والملحنين الجدد وكذلك المخرجين ولماذا لاتكون هناك خطوات من المطربين والمطربات أنفسهم ليكتشفوا ويغيروا  خطاهم وخياراتهم وليفتحوا المجال لهذا الجيل الشاب بأن يظهر ما عنده وما المانع أن يتواضعوا المطربين والمطربات ويمسكوا بيد هؤلاء الشباب ويتبنون أفكارهم وإبداعاتهم وصدقوني سيحسون بفرق كبير ويجدون أنهم ظلموا أنفسهم لسنوات مع الذين تعاملوا معهم في الماضي بسبب أفكارهم التقليدية وألحانهم المتشابهة وإعذروني لصراحتي وما يحدث داخل الفن اكبر بكثير مما تكلمت عنه ولكن يكفي القراء هذا حتى لا يكرهوا بعض رموز الفن المتطفلين والمتكلين على إبداعات غيرهم وسرقة أفكارهم فيجب أن نوقف كل هذا ونرتقي بالفن ونقدمه فن بكل معنى الكلمة وشكراً لكم ولكل من حاول في أحد الأيام مد يد العون لي أو تبنى أفكاري وآمن بإبداعي ..