السلام عليكم ...

نحن وطن عربي مسلم واحد وسنبقى بإذن الله تعالى كذلك ..

ولن تزيدنا هذه الخلافات الأسرية سوى ترابط ومحبة ووحدة

وكل عام والامة العربية والاسلامية بألف ألف خير

هل من خلافات أخرى

أشياء غريبة أو ظواهر جديدة أصبحنا نعايشها هذه الأيام, من خلافات بين الدول العربية, فمنذ فترة عايشنا الخلاف الذي كان بسبب كرة قدم بين الدولتين العربيتين الشقيقتين مصر والجزائر, واليوم نشهد وللأسف خلاف جديد وبسبب فيلم كرتوني للأطفال, بين أيضاً دولتين عربيتين الكويت والمغرب, وهو من إنتاج كويتي بعنوان بو قتادة وبو نبيل, يتناول هذا الفيلم وكما قيل, والذي هو لأطفالنا, وهنا تكمن الملاحظة لأطفالنا, إلى تشويه صورة المغرب العربي الشقيق, فإن كان هذا ما يرمي إليه الفيلم, فهو بذلك يسعى لتشويه عقول أطفالنا في المقدمة, ليكبر وفي ذهنه تلك الصورة السلبية عن العلاقة بين الدول العربية, والتي من المفترض أن تكون أعمق من ذلك خاصة عندهم وفي قلوبهم قبل عقولهم, ومن خلال مصادر عدة اطلعت عليها, قرأت هذه العناوين التي تحزن وتدمي القلب حقيقة وهي, سجال كويتي ومغربي بسبب مسلسل كرتوني, وحرب بين الكويت والمغرب بسبب فيلم كرتوني, وأخيراً تنديد مغربي رسمي واستياء عارم من مسلسل كويتي يسيء للمغربيات, وخاصة الأمهات على أنهن ساحرات يسعين بشتى الطرق لخطف رجال خليجين وتزويجهم لبناتهن في بعض الحلقات, وفي حلقات أخرى تطرقت لبعض الظواهر في المغرب كالسحر والرقص والسخرية التي اعتبرها المراقبون المغربيون عمل مقصود للإساءة إلى كرامة الشعب المغربي عموماً والمرأة المغربية خصوصاً, لكن المصدر الآخر والمسؤول, أوضح وبالعودة إلى بعض الحلقات, أنها لا تحتوي على أي تلميحات غير أخلاقية تمس أهل المغرب بأي سوء, بل كانت كل فكرتها تصوير بعض من سلوكيات خاطئة من مواطنينا خاصة, وإن يوميات الفيلم الكرتوني كان كل اهتمامها متابعة الممارسات الكويتية في الداخل والخارج, ومع ذلك قدم المصدر المسؤول اعتذاراته ومعزته للأخوة المغاربة الذين هم من فهموا هذه الحلقات خطأ, وتناولوا ما قدم فيها من دعابات بحساسية مفرطة, وإن أردنا متابعة مجمل الحديث عن الخلاف, والذي يبدو أنه وصل إلى ظاهرة أخرى خرجت على أثر هذا المسلسل, وهي زواج بنات مغربيات من رجال الخليج, وبعد استطلاع أجري مع بعض الفتيات المغربيات, ها هي فتاة مغربية تبدي رأيها بهذه الظاهرة وتقول, أجد زواج المغربيات من الخليجيين فكرة غير منطقية، إذ لا بد في الزواج من مراعاة عدة خصوصيات منها ثقافة أهل البلد وعاداتهم وتقاليدهم, إنه زواج غير ناجح وإن كتب له النجاح فلن يكون ذلك إلا استثناء، فمن اللائق والأفيد إذن أن تتزوج المغربيات بأبناء بلدهن عوض الهروب إلى أحضان الآخر، فعلى الأقل نعلم سلبيات وإيجابيات الرجال المغاربة ونعلم طريقة التعامل معهم على عكس الخليجيين, وأخرى لها رأي آخر فتقول, ما الفرق بين الرجل الخليجي والمغربي..؟ تجمعنا ثقافة عربية وتقاليد مشتركة ولا نختلف إلا في أشياء قليلة, فإذا التقيت بأحدهم  وتوفرت فيه الشروط التي أراها ضرورية في زوج المستقبل، فما المانع من ذلك..؟ المهم لدي هو توافق الزوجين على الثوابت التي سوف يحددانها لمسارهما الأسري, ولا أظن أن الجنسية تؤثر على هذا المعطى إن أُحسن استثماره على قناعات مسبقة دون الاستناد إلى اعتبارات هامشية أخرى، قد يكون سيدها الطمع وتحسين الوضعية المادية, ففي هذه الحالة الفشل هو نتيجة حتمية لهذا الزواج, وفتاة أخرى قالت وباختصار, إن اجتمعت كل الشروط التي أريدها في شاب مغربي فأنا سأفضل المغربي دون تردد, إذاً القضية ليست قضية مهور قليلة, ولا وضع مادي أفضل, ولا البحث عن الاستقرار, أو التعرف على ثقافة أخرى, بل القسمة والنصيب كما يعرف الجميع, وليس كما قيل لولا الفقر لما تزوجت ابنة الدار البيضاء من الخليجي, فالعديد من الدول العربية والإسلامية يتزوجن من بعضهم وما الخطأ في الأمر, طالما أننا أخوة وعرب ومسلمين وتجمعنا ديانة وأخلاق واحدة ومصير واحد, عندها لن تكون الجنسية الفاصل في هذه العلاقة, بل الأخلاق والدين, قال الله تعالى : (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم ... وهناك آراء عديدة جمعتها تصف مدى روعة وأصالة الفتاة المغربية وهي على العكس تماماً مما تصوره بعض الأقاويل, فإن المرأة المغربية  لو أحبت,أحبت من قلبها و تعمل المستحيل لأجل زوجها مهما كانت جنسيته أوروبية أو عربية, ولها تقاليد الأصالة التي تعلمتها من جداتها وهي احترام الزوج وأينما عاش تعيش معه, وهي تقدر الحياة الزوجية وتعرف كيف تسعد زوجها, وأخيراً هل يعلم الجميع أن أول عربي يصل إلى القطب الشمالي هي امرأة مغربية, وأن مديرة البنك الدولي أيضاً هي امرأة مغربية, وفي النهاية علينا القول أننا ورغم كل الخلافات المقصودة والعفوية التي حصلت, نبقى وطن عربي مسلم واحد, ولن نترك المجال لأعداء الأمة والإسلام أن يصيبوا مبتغاهم من وراء هذه الخلافات, لكن يبقى السؤال الأخطر هل من خلافات أخرى في طريقها إلينا, لا بالطبع.. فكلنا نرجو خلاف ذلك, فنحن سنبقى شعب وقلب واحد رغم كل ما يحاك لنا من مؤامرات خارجية هدفها تفرقة شمل العرب والإسلام, وهذا الذي لن يحدث رغم بعض تلك الخلافات, وسنعود ونكون يد واحدة أكثر وأعمق مما كنا بإذن الله تعالى .....