2010-09-23 21:13:01
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ
ذاكرة الجسد.. أم ذاكرة وطن ؟ .. بقلم ستالين

 ضمن مونديال الأعمال الدرامية التلفزيونية في شهر رمضان الماضي، والذي تسابق فيه حوالي ثلاثون مسلسلاً سورياً على مختلف المحطات الفضائية شارك مسلسل «ذاكرة الجسد» الذي كتبت له السيناريو ريم حنا والمقتبس عن رواية ذاكرة جسد للروائية الجزائرية (أحلام مستغانمي).


أخرج هذا العمل نجدت أنزور، ويشارك فيه العديد من الفنانين العرب (من سورية ولبنان والجزائر .....) حيث تجسد الجزائرية (أمل بوشوشة) شخصية (حياة) ابنة المناضل الجزائري الذي استشهد أثناء الحرب التحريرية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي بهدف نيل الاستقلال.. يغرم بها (خالد) رفيق والدها في الكفاح المسلح والموكل للحفاظ على أسرتها المؤلفة (منها ووالدتها وشقيقها) حيث يجسد شخصية خالد بن طوبال الفنان جمال سليمان، بينما تغرم هي بصحافي وكاتب فلسطيني يناضل في سبيل القضية الفلسطينية..

تعتبر رواية (ذاكرة الجسد) من أكثر الروايات التي أثير حولها جدل كبير وما زال حتى الآن على الرغم من مرور السنين على صدورها.. رواية ليست من النمط الكلاسيكي، ليس فيها عقدة أو حبكة الرواية التي ينتظرها القارئ .. بل هي مجرد تداعيات .. استخدمت فيها الكاتبة المونولوج الداخلي .. ليس على شكل اعترافات أو ما شابه إنما بطريقة التذكر والعودة إلى الزمن البعيد فالأقرب .. فالأقرب.. رواية تستعرض فيها أحلام مستغانمي مجموعة من الجمل الشعرية الجميلة التي هي أشبه بالحكم والأمثال والأقوال المأثورة يتعرف من خلالها القارئ على سير تسلسل الأحداث والفصول.. ومن خلال الرموز المتعددة توجه نقداً عنيفاً لكل الأنساق الاجتماعية المتسلطة، وهجائية للأحزاب والتنظيمات السرية التي تفوق في استبدادها وتحكمها بعد استلامها للسلطة سيطرة الحكم الواحد..

ترسم في الرواية صورة واضحة للبطل في منفاه .. حيث سقطت عنده كل مثاليات الأحزاب وحركات التحرر واكتسب سلوكيات جديدة ظلت مرتبطة بشي أقوى وأثمن اسمه (الوطن).. إنها رواية أشبه بوثيقة تعرية لتاريخ الجزائر الحديث .. تفضح فيه الأسباب التي أدت إلى ما آلت إليه الجزائر اليوم.. فالتطور الذي شهده المجتمع الجزائري منذ التحرر من الاستعمار الفرنسي دفعت العمل الوطني للانحياز لتشكيل الحزب الواحد تماشياً مع تيار المد القومي في الستينيات فأسست جبهة التحرير التي حكمت الجزائر وقتاً طويلاً ... ارتكبت خلالها الكثير من الأخطاء سواء عن حسن نية أو سوء نية.

يقول البطل:(بدأت التغيرات بالمصانع والقرى والمباني والمنشآت الضخمة وترك الإنسان إلى الأخير).

بدأ المجتمع بالتململ نتيجة الضغوط الاقتصادية والسياسية وحتى الثقافية ووصلت ذروتها بعد وفاة الرئيس الجزائري بومدين عام /1987/ بالإضافة إلى ما سماه بطل الرواية (البؤس الثقافي) إذ جاء على لسانه: (كانت الجزائر وطناً يصدر الأحلام مع كل نشرة أخبار إلى كل شعوب العالم).

كانت تصدر من الجرائد والمجلات والكتب ما لم تصدره اليوم المؤسسات الوطنية لا نوعاً ولا عدداً بالإضافة إلى جيش العاطلين عن العمل ... فبدأت المطالبة بالتعددية السياسية والانتقال إلى نظام أكثر ديمقراطية فكانت الانتخابات .. التي أتت بالجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد فوزها فوزاً ساحقاً في الانتخابات البلدية ثم الانتخابات التشريعية لكنها ألغيت من قبل السلطة مما أدى إلى لجوء أعضاء الجبهة الإسلامية إلى العمل المسلح وبذلك دخلت الجزائر حقبة من أشد حقبها دموية راح ضحيتها أكثر من /200/ ألف قتيل.. يقول بطل الرواية: (حولوهم إلى أمة من النمل .. تبحث عن قوتها وجحر تختبئ فيه مع أولادها لا أكثر).. من ناحية أخرى ..

 تناولت الكاتبة ثلاثة أنماط للمرأة في روايتها.. فالمرأة الأولى: هي أم البطل التي أحبها بجنون وبقدسية عظيمة حتى أنه لم يحاول أن يذكر اسمها الآخر .. إنما رمز له (بين ألف الألم وميم المتعة كان اسمك تشطره ماء الحرقة ولام التخدير). ذلك الاسم الذي أوصاه السي طاهر أن يسجله في السجلات المدنية والذي قال عنه (لا يقرأ وإنما يسمع كموسيقا تعزف على آلة واحدة من أجل مستمع واحد). كان حبه لها جنونياً .. عاصفاً .. خجولاً .. شاملاً .. مستحيلاً.. حبه لها حولها من امرأة إلى مدينة، إلى وطن .. وهي حولته من حجارة كريمة إلى حصى. أما المرأة الثالثة .. فهي كاترين .. اللذة المحرمة .. طريق يسلكها البطل وكأنه أمر لا مناص منه في بلاد الغربة .. حيث يختلط الجنس مع عناصر المكان (المرسم .. اللوحات .. الغيوم .. السماء .. الخوف من الافتضاح).

قد يؤخذ على الرواية أن فيها الكثير من التوصيف للعديد من الجسور تجسدت في لوحات بطلها.. ولم لا؟؟

ومدينة قسنطينة جميلة .. تاريخها موغل في القدم .... جميلات المدن في المغرب العربي .. لوحة فنية طبيعية .. بوابة شرق الجزائر والمنفذ الرئيس للصحراء.. اشتهرت بأنها (مدينة الجسور المعلقة) فيها سبعة من الجسور المختلفة إلى جانب أنها أنجبت العديد من الأدباء والمفكرين والعلماء وشهدت الكثير من المعارك ضد المستعمر الفرنسي.. يتساءل بطل الرواية: (هل الأدب ينسب إلى اللغة أم إلى الجغرافية؟؟).. علماً أن الكاتبة بدأت روايتها بإهداء إلى مالك حداد «ذلك الروائي الذي كتب بالفرنسية وهو من مدينة قسنطينة ولم يستطع أن يكتب باللغة العربية فمات بحسرتها .. قال: (اللغة الفرنسية منفاي).. ملاحظة: من هي أحلام مستغانمي؟؟ كاتبة جزائرية.. ولدت عام /1953/ في تونس .. ترجع أصولها إلى القسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها وشارك في الثورة الجزائرية وعرف السجون الفرنسية بسبب مشاركته بالمظاهرات عام /1945/ .. تخرجت من كلية الآداب في الجزائر ليسانس أدب عربي..

عملت أحلام في الإذاعة الوطنية مما شهرها كشاعرة ... ثم انتقلت إلى فرنسا في سبعينيات القرن الماضي وتزوجت من صحفي لبناني... نالت شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون .. بدرجة ممتاز تحت إشراف المستشرق الراحل جاك بيرك.. تقطن حالياً في بيروت .. حائزة على جائزة نجيب محفوظ عام /1998/ عن روايتها ذاكرة الجسد التي صدرت عام /1993/ .. والتي صنفت من ضمن أفضل مئة رواية عربية.. ترجمت أعمالها إلى اللغات الفرنسية والكردية والإيطالية والصينية والإنكليزية .. أكملت ثلاثيتها (ذاكرة الجسد ــ فوضى الحواس ــ عابر سرير).

 قال عنها أحمد بن بلة: إن أحلام مستغانمي شمس جزائرية أضاءت الأدب العربي .. لقد رفعت بإنتاجها الأدب الجزائري إلى قامة تليق بتاريخ نضالنا .. نفاخر بقلمها العربي والتزامها القومي افتخارنا كجزائريين بعروبتنا.

نادن ميرزا www.syriancp.org

 


ماجد محمد 2010-09-25 08:00:23
شتان مابين الرواية والمسلسل
شتلن مابين الرواية والمسلسل .. لأنني من خلال الرواية استطعت أن أحصل على جمالية الكلمة التي كانت تشع منها رائحة كل شيء حتى الجسد في الرواية كان مساحات ممتدة على مساحة النضال في الجزائر . لكن المسلسل بتر الرواية كما بترت يد خالد. ليت أنزوري يعيد تركيبته في الفانتازيا وليت الروايات لاتمس بهذا الشكل.. فشل المسلسل وبقيت الرواية وبقيت أحلام مستغانمي رائدة في الرواية العربية
-سوريا
عاشت الأسامي يا ستالين!!!!! 2010-09-25 02:37:07
لا عرفان تنقي اسمك!!!
لمعلوماتك الروايات الثلاث ليست من تأليف أحلام مستغانمي بل من تأليف عشيقها المصري وهو على ما أذكر (الشاعر فاروق شوشة)، ابحث على الانترنت وستجد الأدلة
-سوريا
alias 2010-09-24 03:49:19
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
أنا معجبة جداً بالأديبة الرائعةأحلام مستغانمي.. برأيي رواية ذاكرة الجسد رواية استثنائية لكن للأسف المسلسل لم يلامس روح الرواية و لم يقدم منها إلا الأسماء و الأشباح الذابلة ..أنا أعزو ذلك إلى المخرج الذي فقد مصداقيته و مكانته في الدراما السورية.. تحياتي
-سوريا
copy rights © syria-news 2010