2013-10-14 04:43:31
لين وليلى .. قصة المأساة المستمرة في سوريا ..

عندما ركبتا طريق السفر مع العائلة كانتا متحمستين لكي يرى الاقارب والأخوال في "الضيعة" ، "شناتي" المدرسة خاصتهما ، فهي سنتهما الاولى في المدرسة في الروضة .. في مكان على الطريق انتهى هذا الحلم الطفولي الى الابد.


العائلة التي خرجت من حمص لم تصل الى القدموس اختفت في مكان ما على الطريق وانقطع الاتصال ، لينتهي فصل اخر من حكاية الازمة السورية .. نهاية مأساوية حزينة.

 

تزوج خالد ولجين والدا الطفلتين في العام 2006 بعد قصة حب وخطوبة دامت لاربع سنوات ، الاب تاجر لديه محل في شارع الدبلان في حمص والام تعمل في مكتب السورية للطيران في المدينة ، ورزقا بعد سنتين بطفلتين توأم" لين وليلى " .

 

لا احد كان في ذاك الوقت يمكن ان يخمن بأن حمص ، كما كثير من المدن في سوريا ، ستتعرض الى أسوأ كارثة يمكن لبشر تخيلها، كارثة ربما أسوأ من اي كارثة طبيعية حصلت في هذه الارض منذ وجودها.

 

فبعد درعا كانت حمص من المدن التي انضمت للمدن الثائرة في وقت مبكر من عمر الازمة ، واطلق عليها الكثير من النشطاء "عاصمة الثورة السورية" وبقيت لاشهر طويلة تتصدر الاحداث ، وفي نفس الوقت كان سكانها يتعرضون لكل انواع المعاناة وما زالوا.

 

لين و ليلى

وعائلة خالد كانت واحدة من قصص المعاناة هذه ، فإثر تصاعد العنف في المدينة وتعرضها للقصف واستمرار الاشتباكات فيها ، غادرت العائلة  حي "الانشاءات" في حمص ، الى "بلدتهم " الاصلية .. بلدة  القدموس التابعة لمحافظة طرطوس باعتبارها اكثر امنا من مكان سكن العائلة في حمص.

فقد الاب عمله ، واصبح راتب الام هو الدخل الوحيد للعائلة ، الى ان توقف اثر قرار صدر بوقف كل راتب لموظف لا يداوم في عمله، الامر الذي اضطر العائلة للعودة مرة اخرى لحمص والسكن فيها.

 

وبدأت القصة بحسب ما روى لسريانيوز احد الاقارب ، فان الخالة ( اخت الام ) قررت ان تقيم حفلة لوداع صديقاتها قبل عرسها المقرر عقده في وقت قريب ، ترددت ام الطفلتين في السفر بسبب التكاليف،  وكان القرار مرتبطا باستلام الراتب الشهري .. وهذا ما حصل وخرجت العائلة على الطريق ظهيرة يوم الاربعاء 2 تشرين الاول ، ليفقد الاقارب الاتصال معها بعد ساعة تقريبا ( الواحدة ظهرا ).

 

الطريق الرئيسي الذي يصل الى القدموس وهو طريق ( حمص مصياف ) وهو الطريق الذي يمر بقرى الحولة ( التي ارتبط اسمها باحد المذابح ) بات طريقا مغلقا منذ اكثر من سنة ، واصبح الطريق الذي يمر بقرية "القبو" هو الطريق الآمن نظريا الذي يسلكه المسافر بين تلك المناطق.

 

توزع المناطق الآمنة يعتمد على انتماء المسافر السياسي والطائفي ، وهذا اصبح اليوم من الظواهر السلبية الكثيرة التي افرزتها الازمة ، ويرى محللون ومفكرون بانها اخطر هذه الظواهر.

فالمناطق الآمنة لمجموعة من الاشخاص قد لا تكون آمنة لغيرهم ، وانتشار الحواجز والمليشيات في كل المناطق والتفتيش على "الهوية" افرز واقعاً جديداً جعل التنقل داخل سوريا مغامرة محفوفة بالمخاطر.

ونظرياً فان الطريق التي سلكته العائلة "آمن" وتنتشر على طوله قرى وبلدان "مؤيدة" للنظام وكان الاب بحسب رواية مصدرنا وهو احد اقارب الام "مؤيد" ايضا.

والد الطفلتين

 

ولكن اختفاء العائلة بدأ يثير المخاوف والشكوك ، لتظهر على ساحة الاحتمالات نظرية "الخطف" ،  الظاهرة الاخرى التي بات يعاني منها السوريين والتي لا تخضع للمعايير الطائفية . . الخطف من اجل المال ، العملية التي مارسها كل الاطراف بحسب كثير من الروايات التي تمت متابعتها من قبل سيريانيوز في تحقيقات سابقة ..

وعانت منها الاسرة ذاتها اثر خطف احد افرادها في مدينة حماة في وقت سابق.

 

يقول قريب العائلة الذي تحدثنا معه ولم يرغب بالكشف عن اسمه ، بان لين وليلى كانتا قد ذهبتا الى المدرسة ( الروضة ) لاول مرة ، قبل خمس ايام من سفرهما ، وكانتا فرحتين جدا وتريدان ان ترى العائلة "الشناتي" الجديدة والكتب.

 

وككل البنات فان الطفلتين اللتين لم تتجاوزا الخمسة اعوام تحبان اللون الزهري ، فستان زهري ، جرابات زهرية ، "كندرة" زهرية .. اي شيء في حياتهما يجب ان يكون باللون الزهري ..

يستذكر قريب الطفلتين بصوت متهدج  كيف كانتا تناديا الجد والجدة ، كان حرف الجيم صعب عليهما .. "أدو" و "تيتي"..

 

 

في اليوم التالي عُثر على السيارة  في قرية "القبو" التي تعتبر من القرى الموالية بشدة للنظام بدون لوحات ما عزز عند العائلة سيناريو الخطف.

في اليوم الذي يليه تم الاتصال باحد الاعمام ( من اشقاء الاب ) واستدعي الى المشفى العسكري ليتعرف على جثث الام والطفلتين .. ومن ثم عثر على جثة الاب ايضا بعد عدة ايام .

 

تبادلت الاطراف الاتهامات ، وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات للجماعات " الارهابية " بقتل العائلة والتمثيل بجثثها لان الاب "مؤيد" .

فيما اتهمت صفحات نشطاء معارضين مؤيدي النظام و"شبيحته" بانهم وراء هذه الجريمة ودليلهم على ذلك بان القرية التي اختفت فيها العائلة هي قرية معروفة بولائها المطلق للنظام وعدم وجود اي فصائل او عناصر للمعارضة في كل تلك المنطقة ، وعلى طول الطريق الذي سلكته السيارة.

 

لا احد يمكن ان يعرف اين الحقيقة في قصة عائلة خالد ، كما في مئات او الالاف القصص التي يتعرض لها المدنيون في سوريا اليوم ، المعاناة، الالام ، الجوع ، الخوف والموت .. اصبحت حقائق لا يختلف عليها اثنان .. ولكن الخلاف ابدا يبقى من الفاعل .. ؟ من المسؤول .. ؟ واحيانا كل هذا لكثير من الاسر السورية.. لم يعد هذا يهم ..

 

وبالنسبة لقريب العائلة الذي تحدثنا اليه .. فانه اليوم لا يرى الا طيف الطفلتين وهما تقفزان فوقه وهو نائم  تلعبان وتضحكان .. بالنسبة له ربما هذا المشهد هو اخر الذكريات التي يريد ان يحتفظ بها ليتذكر .. لين وليلى .. ليتذكر سوريا ..

 

 

قسم التحقيقات-سيريانيوز


فاتح ناصع الاصفر 2013-10-21 17:21:20
القيادة الحكيمة
النظام نجح في كل شي الا في بناء سورية!!
-سوريا
عايد العايد 2013-10-20 08:49:46
شي بيحرق القلب2
تقولون لماذا اتهم النظام او شبيحته المجرمون اقول وبكل بساطة من اوصل سوريا الى ان تكون مرتع لكل المجرمين وشذاذ الافاق هو النظام اما عبر عفوه المشؤوم عن اكثر المجرمين والقتلة وتجار السموم والكثير الان بيننا منهم يمارسون التشبيح والقتل والخطف او عبر جعل البلد في فوضى عارمة سمحت لكل مجرمي العالم بدخول وطننا الحبيب وممارسة شذوذهم واجرامهم وبالتالي جعل سوريا العوبة في ايد دول وعصابات نقول اللهم انتقم من كل من عمل او يعمل اي اذى لهذا الوطن او اهله هل من قام بهذا العمل انسان ذلك مستحيل
-سوريا
عايد العايد 2013-10-20 08:45:09
شي بيحرق القلب1
اولا كائن من كان مرتكب هذه الجريمة هو وحش بل حتى اسوأ من ذلك بكثير ثانيا المؤلم اننا دائما نبدأ بقذف الاتهامات كل طرف على الاخر اكراما لهؤلاء الشهداء كائن من كانوا ومن اي ملة او دين كانوا يجب ان يقف السوريون الشرفاء الان وهم كثر ففي وجه هذا التدهور الاخلاقي النتن الذي نذهب اليه نسأل الله ان ينتقم من كل من يجرم بحق سوريا والسوريين وينتقم ممن اوصلنا الى ممانحن عليه نعم المجرم الاساسي معلوم ومعروف ومن اوصلنا الى مانحن عليه وسمح لكل شذاذ الافاق بممارسة اجرامهم على ارض سوريا هو النظام
-سوريا
uعامر مصطفى 2013-10-15 22:53:11
بدل داخلي
نرجو من إدارة الموقع ايصال صوتنا إلى الجهات المختصة نحن مجموعة من خريجي كلية الطب نرجو طرح موضوع البدل النقدي الداخلي للخريجين الجامعيين ودراسة قانون الخدمة الوطنية الذي طرحه سيادة رئيس الجمهورية حيث أن الكثير منا يضطر للسفر للخارج ودفع البدل النقدي فيما يحرم الوطن من الاستفادة من امكانياتهم وخبراتهم صحيح أن البلد في أزمة وحالة حرب، إلا ان الأزمة اثبتت أن السلاح ليس كل الحل ويجب تضافر كافة فئات المجتمع لتكوين حصن داخلي يحمي الوطن فنحتاج إلى أطباء ومهندسين وقضاة
سوريا
سارة 2013-10-15 21:11:21
الرحمة عليهم
الرحمة لهذه العائلة و اللعنة لمرتكب هذة الجريمة البشعة كائنا من كان . كفانا اقتتال و طائفية فرّبنا واحد وسورية الحبيبة لكل السوريين منذ الازل رحم الله كل شهداء سورية الابرياء ولشهداء الجيش العربي السوري الابطال.
سوريا
ماذا لو لم يكن المغدورون من طائفة معينة 2013-10-14 17:07:28
اللعب على وتر الطائفية
محاولات يائسة من مرتكبي الجريمة وكاتب المقال الذين يبدو أنهم من نفس الفريق من أجل إيجاد معادل موضوعي لجرائم الإبادة الجماعية في ريف اللاذقية وأيضا لاستغلال طائفة المغدورين لخلق فتنة أو على الأقل تحييد جمهور طائفة من طوائف الأقليات بعد ما أصابها الضرر من ثورة****
-سوريا
pincil 2013-10-14 17:04:44
بأي ذنب قتلوا
توقفت الحروف والكلمات لدي لوصف هذه القصة وأين تذهب بنا وبأي مستنقع غصنا هل إنكشف واقعنا بهذه القذرة وأين كانت تلك الوحوش مختبأة ومن أيقظها، ليست المسألةليست قتل عائلة بل قتل الإنسانية والأخلاق ، في هذه الأزمة التي عرت بعض الأشخاص أثبتت بأننا تفوقنا على الحيونات التي تنازلت للبشر عن عقولها وخافت أن تكون مثلهم ، وأخيرا، ستبقى العائلة حية وفي هذه الحياة سيلعون القاتلون أنفسهم حين تنقلب أعمالهم وحوش تلاحقهم وتقتلهم وتنهش نفوسهم ببطء .
سوريا
معارض سابق 2013-10-14 14:55:08
للجزراوي واسماعيل
ولكل شبيح ومؤيد متطرف ولكل معارض متطرف ...يارب ايمتى بدنا نخلص منكم ومن افكاركم ومن كلمتكم الطائفية ...انتو نزعتو وخربتو سوريا
-سوريا
syr 2013-10-14 13:58:42
syr
النضام هو مسؤول عن كل شئ2zan
-سوريا
مفيد 2013-10-14 13:51:36
من قام بهذا الفعل
من قام بهذه الجريمة ليس النظام ولا المؤيدون ولا الشبيحة ولا المعارضة، من قام بهذه الجريمة هو شخص ( أو أشخاص ) مجرم لا أكثر ولا أقل
-سوريا
سوري 2013-10-14 13:24:47
الدم
40 عام ونحن ندعي اننا ابطال فعالا نحن اقوى شعب ايضا الشعب الألماني بقيادة هتلر كان اقوى شعب لكن مالفرق بين الألماني والسوري
سوريا
samer alfarra 2013-10-14 13:14:35
حسبي الله ونعم الوكيل
انالله وانا اليه راجعون على هالمأساة الله يرحمون ويصبر أهاليون انشالله يارب منشوف يوم أسود بالخليجين ولادالحرام الي عم يمولو المعارضه بشكل مانوطبيعي الله ينتقم منن حسبي الله ونعم الوكيل مامنسامح
الكويت
بنت سوريا 2013-10-14 11:40:53
لك حرام عليكم
لك حرام عليكم حراااام حاج نتهم بعض مؤويدين معارضين .. إسلاميين مسيحين أكراد دروز مدري شوو مانكون شايفين انو عم ندبح ببعض والعالم كلو يصفق؟ لك متل إخوة ببيت واحد يدبحو بعضن والجيران يشمتوا هاي هي قصة سوريا.. واذا ماساعدنا حالنا ماحد رح يساعدناهدول الي عم نقسم بعض بمؤيد ومعارض وطوائف كنا نقعد ع نفس المقعد نتشارك كيس بطاطا ابو ليرتين ونتبادل قلم أحمر بيناتنا .. هلا وطن بطولو وعرضو ماعاد يوسعنا كلنا؟
-سوريا
حميد 2013-10-14 11:05:57
اولاد ضيعتي
عائلة عطفه من أرقى العائلات عندنا, ليس المهم الآن أن نضيع في متاهات من المسؤول ومن الذي قتل ويقتل(باعتبار أن كل الأطراف تمارس هذه المهنه الشريفه! )ولكن المهم أن يتوقف شلال الدم السوري ويحاول الجميع الخروج من هذا المستنقع الذي سيُغرق الجميع .
-سوريا
سوري وطني 2013-10-14 09:55:40
الله يرحم الجميع
والله دموعي سالت عندما قرأت هذا الخبر الحزين .بلدي الحبيب سوريا كانت من أكثر البلاد أمانا في العالم ولكن ومنذ بداية الأحداث ماذا جرى: قتل وخطف وذبح عالهوية وتدفق الأسلحة والأموال والأجانب من أجل الجهاد وجهاد النكاح ولكن ضد من ؟ ليس ضد العدو الإسرئيلي ولكن ضد السوريين من الأقليات والمسلمين المؤيدين للنظام . ما رأيناه في سوريا من أعمال إرهابية فاق كل تصور وكل ذلك من أجل ماذا؟ هل كان هذا هو الحل الوحيد من أجل الوصول للديمقراطية المزعومة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-سوريا
جزراوي 2013-10-14 08:35:50
الرحمة على هذه العائلة و لعن الله السفلة و المجرمي
و الله لا يستحق في هذا الوطن الدموع و الألم سوى الأطفال و ما نحن فيه الآن ليس سوى ثمرة سكتونا كل هذه العقود و جبننا و ما نحن عليه الآن ما هو الا ضريبة تربية البعث و القائد و المجتمع المتخلف اللذي ربط كل عقده الاجتماعية بالاسلام، نستطيع ان نتابع الكذب على الذات عن الوطن الجميل و الأمان، ليذهب أحدكم الى اي من الدول المجاورة، و الله اكثر أماناً من عندنا و خاصة النساء،مجتمعنا، مجتمع منافق فهلوي، جبان، متستر بعبائة الدين و جهة قبضة الامن الطائفية المجرمة السافلة، الشعب السوري يستحق كل ما يحصل الآ
-سوريا
حسكاوي مغترب 2013-10-14 07:33:50
كارثة
الصبر و السلوان لاهالي الضحايا :(( و يبقى السؤال : من المسؤول عن كل ما يجري ؟؟
-بولندا
بشار 2013-10-14 07:16:03
تبا لكم
تبا لكم يا من احرقتكم البلد و قلوبنا و اطفالنا بمشاعل حريتكم. تبا لكل معارض و موال و من هو على الحياد و لم تتحرك فيه غير اصبعه الضاغطة على الزناد تبا لكل غبي اصبحت تتحكم افكاره المتخلفة ببلدنا العظيم. و اخيرا . تبا لنا جميعا
-سوريا
اسماعيل 2013-10-14 06:43:50
عيب
شكلو يلي كاتب المقال مؤيد 100% نفس طريقة النظام التشكيك بالحقيقة لحتى القارئ يقول الكل كذابين , عدم ذكر انن من الاقليات يلي بدعي النظام حمايتها ( اكبر كذبة ) في فرق بين التوازن بنقل الخبر و نقل شي متأكد 100000000% انو غلط بس لتشكيك القارئ و صحيح هدول قتلو من الجماعة الارهابية الاكبر بسوريا , جماعة النظام يلي صرلهن عم يأرهبو الناس اكتر من 43 سنة , بس بدي اسأل كم واحد انخطفلو قريب و إذا كان عندو واسطة بالمخابرات رجعلو بالسلامة بدون حتى ما يدفع شي
-سوريا
copy rights © syria-news 2010