رأي سيريانيوز
لم يكن الحدث من حيث الوقائع مهما ، اشتباكات وعدد من القتلى لا
تشكل حدثا في هذا الوسط المجنون من القتل ، القصف ، البراميل والمعارك المحتدمة في
مئات الجبهات ..
الحدث بان المسلحين تسللو هذه المرة الى قلب العاصمة السورية
"الميدان" ، اختلفت الروايات حول العدد الذي تسلل وما هي النتائج التي حققها ، قُتل
مِن قوات النظام ، قُتل كل من تسلل من المسلحين ، تبقى هذه تفاصيل للحدث.
تبدو الحياة في دمشق العاصمة طبيعية الى درجة كبيرة نسبة لباقي
المناطق وتعطي احساسا نسبي بالامان ، ولكن هل هذا شيء جيد ام سيء؟
بكل تاكيد لو كان الامان محققا وثابتا لكان هذا شيء ايجابي، ولكن
في الاسبوع الماضي حقق المسلحين التابعين لقوى معارضة مفاجئة عندما اقتحموا وسيطروا
على منطقة "الدخانية" المحاذية لاكبر تجمعين سكنيين في دمشق "الدويلعة" و "جرمانا"
، وادى هذا الى تهجير الاهالي بشكل كامل عن المنطقة واندلاع الاشتباكات العنيفة
واحتدام المعارك هناك الى حد اللحظة.
وكان قبلها مفاجئة سيطرة المسلحين على حاجز "عرفة" الذي اشعل معركة
جوبر التي باتت تهدد كل المناطق التي حولها على رأسها العباسيين.
ظهور المسلحين يوم امس الاثنين في الميدان يعقد المشكلة اكثر ويعطي
انذارا قوي على انه لا مكان في دمشق آمن ومع الاسف فانه يعطي دلالة ثابتة بان كل
الحلول التي اتبعت لحل الازمة في سوريا كانت فاشلة على كل المستويات وعلى رأسها
المستوى الامني.
من ينظر اليوم الى خريطة دمشق ويلاحظ السوار الذي بات حولها ، يرى
انه سوار مزيج من الدمار والموت واليأس والحقد والرغبة في الانتقام ، لقد خلقت تطور
الاحداث وطريقة ادارة الازمة عداوة مناطقية خطيرة للغاية توضعت على شكل "بؤر"
مستقرة ( نسبيا ) ، تحيط بها مساحات مضطربة وملتهبة يفصل بينهما جدار من ورق لا
يمكن تخمين اين ومتى يمكن ان يحترق لتدخل النار الى البيوت التي ما زالت "امنة" ..
|