رأي سيريانيو
اكثر من
عشرين طفل ضحية قضية فساد لا احد يعرف تفاصيلها بعد، وهذه المرة في ادلب جزء من
الاراضي السورية التي تخضع لسلطة الائتلاف المعارض ولوزارته المؤقتة.
اهالي
ذهبوا باطفالهم ليأخذو اللقاح يبعدون عنهم المرض ، واذا بالترياق ينقبلب سما يذهب
بحياتهم.
مثل هذه
الجريمة من الصعب ان نوجد لها التبرير ، والا نطالب بمحاسبة المسؤول عنها.
والمحاسبة في هذه الحالة لها دلالات كثيرة يمكن ان تعطي مؤشرا حقيقيا وهاما فيما
اذا كان يوجد اي اختلاف فعلي بين النظام الحاكم في سوريا و"نظام" الائتلاف المعارض.
لا شك
ان تحويل الملف للتحقيق ومحاسبة المسؤول امر في غاية الاهمية اذا كانت الحكومة
المؤقتة تملك السلطة التنفيذية اللازمة لتحقيق هذا.
ولكن ما
نتوقع حدوثه امام هذا الحدث الكبير البشع هو اكثر من فتح تحقيق قد لا يصل الى اي
نتائج.
على
الائتلاف والحكومة المؤقتة ان تتخذ اجراءا واضحا وكبيرا بحجم الحدث ليتم الاعلان عن
استقالة "الوزير" المسؤول بغض النظر عن من هو الفاعل او حيثيات الموضوع.
حياة
هؤلاء الاطفال الابرياء، الذين لم يعيشوا يوما هانئا منذ ولادتهم في ظل الكارثة
التي نعيشها، حياتهم يجب ان تحترم من قبل الكيان السياسي الذي يطرح نفسه بديلا عن
النظام القائم وممثلا للشعب السوري، والحدث الذي ذهب بحياة هؤلاء الاطفال الابرياء
يجب ان يهز كيان الحكومة المؤقتة ويطيح بالمسؤول ويحاسبه هو ومن اشترك معه
بالمسؤولية حساب عسير.
بهذه الطريقة فقط يمكن ان يقتنع السوريين بان التضحيات التي قدموها قد تنقلهم الى
واقع افضل ونظام سياسي اخر يحترم الانسان ويعلي من شأنه، والا ستكون هذه الكيانات
الوليدة مسخ نشبه النظام الذي ولد من رحمه الفساد وطغى ليدمر كل شيء .. و"كانك يا
زيد ما غزيت" ..
|