منذ أن دخلت أجهزة الهاتف النقال السوق السورية بدأ يرادف كل موديل اسم غريب مستوحى من شكل الجهاز, فمثلا برز اسم ( السكودا) و( الشحاطة) على الأنواع الأولى (للموبايلات) الداخلة إلى السوق,
ثم ظهر الهامر والغسالة والذكي والشيطان والباندا والجاسمي, وتعتبر هذه الظاهرة خاصة بالشباب السوري الذي يلجأ إلى هذه الأسماء دون الأرقام التي يتعامل بها الشباب العرب في دولهم.
قلما يستخدم الشباب السوري أرقام الأجهزة ليس لأنهم لا يتقنونها بل لأنهم مولعون بصنع الألقاب كنوع من أنواع كسر الروتين الذي يغلف حياتهم, كما أن استخدام هذه الأسماء فيها من الطرافة ما يجعل المرء يحار بماذا يرد على سائله ( شو نوع الجهاز يلي معك) فيحتار هل الجهاز الذي بيده ( أصالة ولا راغب علامة أو كاظم الساهر) بعد أن بدأ الفنانون يسوقون للأجهزة الخلوية وأحدهم رد على سائله ( لا والله معي جهاز جورج بوش) فرد عليه السائل ( والله كنت مفتكر الجهاز يلي معك جهاز أسامة بن لادن).
وفي إحدى المرات كنت في محل لبيع الأجهزة الخلوية وكان يقف مجموعة من الشباب الذين يسألون صاحب المحل الذي هو بعمرهم أيضا ( خيو بدي الدمعة) فرد آخر ( يازلمة خود فرخ الدمعة ميزاتو أحسن وبتنزل الصور يلي بدك ياها) فسألني البائع بماذا تريدين إبدال (موبايلك) فبدون تردد قلت له ( من فضلك فرخ الدب) التفت الشباب نحوي بسرعة حتى ظننت أنهم سوف يلومونني على هذا الاسم وقالوا لي ( ليش نزل الموديل).
الثورة
