هي من أشد المراحل حرجاً في عمر الفتى والفتاة.. بداية انفتاح على عالم أكبر من عالم الطفولة هي بمثابة عنق الزجاجة التي يتعين أن يعبرها خروجاً من حياة الطفولة دخولاً إلى حياة النضج..
فترة نتجاهلها ولا نعيرها اهتماماً رغم خطورة المشكلات التي تحاصر الشباب..في البداية تحدثت مع الشباب والفتيات وسألتهم عن عالمهم.
* نهى عزيز سنة أولى انكليزي: لم أشعر بصعوبة هذه المرحلة, كما لم أعشها بشكل عميق بسبب انشغالي بدراستي, كما أنني من النوع البيتوتي, لذك قضيت أكثر أوقات فترة المراهقة في المدرسة والبيت, وربما هذا النظام شكل لي حماية وأماناً من مخاطر هذه المرحلة الصعبة وتعمقت صحة اتجاهي بعدما كنت أشاهد وأسمع تجارب صديقاتي سواء من خلال البدء بالانفتاح على العلاقات مع الشباب أو الهروب من المدرسة لقضاء أوقات التسلية في الحدائق والمنتزهات والمقاهي العامة أو تحقيق متعة الذهاب إلى حفلات ومناسبات متعددة مع الأصدقاء.
وبشكل غير مباشر تؤيد كلامها (ربا العبد الله) وعلى المدى القريب, كنت ألمس ندم صديقاتي على ضياع هذه الأوقات بدون فائدة والوقوع في أخطاء متكررة نتيجة الانجذاب نحو حياة جديدة وصاخبة, ومن هنا استطعت اجتياز هذه المرحلة بهدوء ولم أشعر بصعوبتها إطلاقا أو الندم على تجاهلها فيما بعد لاقتناعي التام بأنها غالباً تكون مملوءة بالعثرات والتغيرات السريعة البعيدة عن الوعي والنضوج.
* مروان زينو طالب في كلية العلوم سنة ثالثة: من الضروري أن يعيش الإنسان كل مراحل عمره بشكل كامل ومريح وكما تتطلبه حاجات تفكيره الخاص وبرأيه أن الخطأ الكبير يحدث حينما يتجاهل الإنسان أية فترة عمرية ويتعامل معها بحياد فمرحلة المراهقة أساسية في حياة كل شخص وإن كانت مملوءة بالأخطاء وتؤسس كغيرها من المراحل للمستقبل والتكوين الفكري والحياتي اللاحق خاصة أنها تشكل البوابة الأولى للعبور إلى الحياة الحقيقية.
* ويتابع زميله (خالد الهندي): رغم تخبطي الشديد بدأت أنظر إلى هذه التصرفات بسخف وتهكم رغم شعوري بالندم على استمرار بعض مساوئ تلك المرحلة في حياتي الحالية, لكن بالمقابل حققت لي فائدة ملموسة استطعت من خلالها أن أبتعد عن كثير من التصرفات السيئة فشعرت بأنها ساهمت في تغيير تقييمي للأمور بشكل عام لأنها وضعتني ضمن سلسلة من التجارب المبكرة والمهم أنها عرفتني على واقعي بشكل حقيقي وأوصلتني إلى الخبرة والحكمة في التعامل مع كل الحالات والأشياء من حولي بعدما كنت أتعامل معها بطيش.
* وتقول منال القصير تعمل في مجال الكمبيوتر إنها مرت بمرحلة مراهقة قاسية لم تستطع اجتيازها بسهولة, وتعترف أن ملامح الحياة الجديدة ضمن هذه المرحلة جذبتها بقوة خاصة أن أكثر صديقاتها انجرفن في تيار البحث عن الترفيه بعيداً عن الالتزامات الدقيقة.
وبشكل تلقائي أصبحت أكثر اهتماماً بشكلي الخارجي, والخروج مع الأصدقاء بشكل مستمر وإعطاء أوقات واسعة لجولة التسوق والمناسبات انطلاقاً من شعوري بأهمية التغيير في حياتي والانفتاح على عالم جديد ما زاد من اعتدادي بنفسي, وعزمت عن الاهتمام بدراستي في هذه المرحلة الدقيقة رغم توجيهات والدي المستمرة ولا أنكر تأثري الشديد بمجموعة الأصدقاء الذين أحاطوا بي في تلك الفترة ومجاراتهم في أسلوب حياتهم ما خلف الندم الشديد في داخلي وأيقظ شعوري على الدراسة والتطلع إلى مستقبل جيد.
> بشار الأيوبي طالب في كلية الهندسة يرى أن المراهقة أدق مرحلة في عمر الإنسان خاصة أنها تفتقد للوعي والنضوج الكافي وبالنسبة لي انجرفت خلال وقت قصير في عمر مبكر نحو السهر واللهو مع شلة من الأصدقاء لا تأبه بشيء في هذه الحياة سوى بقضاء الأوقات الممتعة وربما انفلات الأمور من أيدي والدي حينما كنت بهذا العمر زاد الطين بلة, لكن تخلي الأصدقاء عني في مرحلة مبكرة جعلني أصحو من جديد كما أصبحت آراء الأهل تؤثر في قراراتي بشكل كبير وأهم ما تعلمته ألا أكون مسيراً بما تفرضه علي المستجدات وحب الاكتشاف.
* وتجد نزيرة عوض أن مرحلة المراهقة لا بد أن تمر في حياة الإنسان مهما كانت مبكرة أو متأخرة ولا تصدق أي شخص يقول بأنه لم يعش تفاصيلها وتحولاتها.
فأرى في زميلتي تصرفات المراهقة تبدو واضحة على سلوكها مع أنها تكبرني بعشر سنوات بعدما افتقدت معايشة هذه المرحلة الجميلة بكل مفرداتها لاهتمامها بالتحصيل الدراسي, وتحقيق الطموحات المهنية المرتفعة وطبيعة محيطها الأسري الصارم. فكانت توضح لي مرات عديدة أنها تشعر بالنقص في حياتها لأنها لم تعش متعة هذه الفترة بحرية وارتياح ما دفعها إلى التعويض غير المقصود في مراحل متقدمة.
نحو مراهقة آمنة
* ومن أجل مراهقة يكون تجاوزها عبوراً آمناً للمستقبل تقول المرشدة النفسية صفاء عازر:هذه المرحلة تعد من أخطر المراحل في عمر الفتاة طالما أنها تنفتح على الحياة وتندفع نحو الارتباط بصداقات مختلفة ومتنوعة خاصة أن الحساسية والرومانسية تسيطران على تصرفات أكثر الفتيات في هذه العمر ما يوقع الكثيرات في أخطاء تتفاوت نسبة تأثيرها حسب أصول التربية والتنشئة المختلفة من بيئة اجتماعية إلى أخرى, لكن تظل برأيي مجرد أخطاء عابرة ومؤقتة غالباً حينما لا تنعكس على مراحل العمر التالية, لهذا ترى شبابنا بانعدام أدوارهم لا يجدون أنفسهم في شيء يريدون بمظاهر يفتعلونها أن يشدوا الانتباه إليهم يصرخون ليقولوا نحن هنا.
الثورة
