ما هو تعريف الاغتيال المباشر أو غير المباشر، إن علم المجني عليه أن هنالك من يلف حبل المشنقة حول رقبته أو أن قناصاً يراقبه ليطلق رصاصة غدر عليه...
أمثلتنا عربية ودولية كبيرة لسنا في وارد ذكرها... ولكن!
من منّا لم يتأثر بما رآه من امتهان لكرامة الإنسان أولاً والإنسان المسلم ثانياً والعربي ثالثاً بمشهد قتل الرئيس صدّام حسين باكورة عيد الأضحى المبارك، حولوا عيدنا إلى ألم...
لا دفاعاً عن الرئيس صدام، فهو رئيس العراق شاء من شاء وأبى من أبى، ولا دفاعاً عما ارتكبه بحق شعبه وتاريخ بلده، ولكن غصة لسياسة الكيل بمكيالين، لما لم يعامل صدام حسين كما عومل الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش أو الجنرال بينوشيه...
إن ما حدث يوم التاسع والعشرين من كانون الأول لم يكن بأي حال يختتم سنة دموية عراقية جديدة بقدر ما يفتتح سنة دموية أخرى أبطالها أشلاء الجثث التي لن تكون جثة الرئيس صدام آخرها!!
إن ما حدث هو جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى جنائي وسياسي، واغتيال ولكن ليس لشخص الرئيس صدام بقدر ما هو اغتيال للعراق وشريحة كبيرة من العراقيين، ورصاصة اللؤم على ما بقي من كرامة العرب ورسالة للمسلمين بكل معانيها السياسية... وهنا أهنئ السيّد بوش بانتصاراته الجديدة التي أعلنها مجدداً على العرب بجيوشه في أفغانستان والعراق أولاً واليوم في الصومال وبأجهزة مخابراته في لبنان وفلسطين والسودان...
إن من أعدم على يد عملاء لم يتكلفوا بتحية الرئيس صدام حسين كقائد عسكري كما فعل الجنود والضباط الأمريكيون المختفون خلف الكاميرات ليس صدام حسين، بل كرامة العرب التي شنقت حتى الموت...
وتبقى صورة صدام وهو يمشي باعتزاز وكرامة إلى حتفه، صورة لرجل في زمن الرجال فيه قليل...
عزاؤنا في قطر عربي مزقه التشرذم والفرقة .
