2007-03-24 09:20:57 | ||
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ | ||
قصص قصيرة جدا ... بقلم : خلدون عزام |
||
لوحة علي جانب الطريق، وجد الشخص لوحة مرسوم عليها نصف رغيف، موقعه باسم رسام مجهول وقد كتب تحت التوقيع، اكلت النصف وابقيت الآخر لأخي الجائع... نظرة نظرت اليه، حركت شفتيها، ظن انها تقول احبك، عبرت الشارع المزدحم بالمارة، تابعها بنظراته وهو منصب على حافة الرصيف، و البشر بدفعونه منزعجين من وقوفه الغريب، لكنهم لم يدروا أن أحلامه كانت ترسم دوائر وخطوطا مبهمة،
ساعة تك ... تك ... تك ... صوت غريب ملأ سمعها فاندفعت الطفلة ذات الثلاث، نحو والدها وضعت الساعة على أذنه فرحة باكتشافها، أخذ الوالد الساعة، حضن ابنته بحنان، ثم قالت بطفولة: بابا هناك عفريت في الساعة، نظر الي ابنته قائلا: هو ليس عفريت يا صغيرتي، إنها حياتنا تمضي ببطئ.
غروب راقبها وهي تقرأ، كان وريد رقبتها يضهر ويختفي برقة، فبدت كأيقونة مقدسة، نهض سار نحوها ثم جلس معها علي الكرسي المقابل لها ، قال لها اعذريني على تطفلي أحب أن ترفعي رأسك لتشاهدي الغروب معي، طوت الكتاب فبدت عينيها الزرقاوان تشعان بالصفاء، لهف قلبه، وضعت نظارتها السوداء ، ثم امسكت بالعصى وسارت تائهة بين الطاولات تتلمس طريقها الأسود.
مجتمع... ساروا مع بعضهم ذات صباح، جميعهم متشابهين، بعضهم يعرف الحياة أكثر، و الآخرون لم يجربوها، تاهوا في منعرجات الأرض، كان الذين عرفوا الحياة ينهضون بسرعة ليتابعوا بقوة، مشوا طويلا، لكن وقت الظهر دخلوا الغابة، يضحكون... يتسامرون.... قلة منهم كانوا صامتين، وعند المساء خرج بعض الأشخاصٍ سالمين يسخرون.. فقد كانوا يعرفون أماكن الحفر، الممرات، والأفخاخ، التي نصبت بين الأغصان المتشابكة....
شطرنج.... اتخذت أحجار الشطرنج، فوق الرقعة، أماكنها تقدم الفيل الأبيض ضرب الأسود بعنف، حزن، نقم، سعى لتقدم شكوى ضد الأبيض في الأمم المتحدة، لكن القاضي رفض شكوى الفيل الأسود بحجة محاولة تغيير شروط اللعبة.
مشغول.... ضربه على خده فسال الدم من أنفه، لأنه لم يحاول صد الضربة فقد كانت يداه مشغولتين.
حمار..... نهق الحمار لن أعمل بعد الآن، فقد تعبت، ثم ضرب الأرض بحافره، ناهقا: لماذا يبقى ذلك الثور جاسا في حضيرته ولا يخرج إلا قليلا، ألست أنا من يحرث الحقل ليطعمه. جِمال بروطه.... مثل تونسي. وبروطة بئر في تونس، بابه واطئ، يدخله الجمل صغيرا، ثم يربط الى عجلة دواره من أجل سحب الماء، ليبدأ عمله الأبدي، بالدوران حول مركز العجلة، حتى تمر السنون، ويكبر هذا الجمل ليصبح عاجزا عن العمل، وعندما يردون إخراجه يجدون أن هذا الجمل قد كبير، وصار صعبا أن يخرج فيذبحونه، ويخرجونه قطعا، ثم يبيعوه... . |
||
خلدون 2007-03-25 08:27:29
الشكر لكم، رد على سامح ود.بسام
شكرا لكم جميعا، أما بالنسبة لما قاله الدكتور بسام، أقول طبعا هناك فكره واحدة هي فكرة إنسانية تعددت طرق معالجتها، أما بالنسبة إلى سامح إني عندما قلت راقبها وهي تقرأ وكان وقتها هو وكان القارئ لا يعرف أنها عمياء، وقد تكون الفتاة تتصف بالكتاب متظاهرة بالقراءة من دون أن تراه فبدت له أنها تقرأ.-سوريا
Ram 2007-03-24 23:51:41
شكرا لك
قصص جميلة جدا
ومعاني أجمل
شكرا لك -germany
ن. الحموي 2007-03-24 22:42:19
بانتظار المزيد يا خلدون
قصصك رائعة، معبرة و تحمل العديد من الماعني و الأفكار.. حصوصاً التي تتحدث عن الجمل و المجتمع..
دمشق - سوريا
ansab 2007-03-24 21:57:37
جميل جدا
ما احوجنا هذه الايام الى قصص قصيرة ساحرة معانيها مثل قصصك..... فعصرنا السريع لم يترك لنا نفس اذا فكرنا بقراءة قصة.......غير قصيرة
شكرا لك-france
sameeh 2007-03-24 18:13:40
رائع
فكرة جميلة ركيكة - راقبها وهي تقرأ - ثم كتب - تتلمس طريقها الاسود - غريب منذ متى فاقد النظر يستطيع ان يقرأ وكل من يقرأ لن يصاب بالعمى لان ثقافته تضئ طريقه شكرا قصص جميلة بالعمموم-syria
souri 2007-03-24 15:55:18
معقولين
عجبتني غروب و شطرنج، تسلم ايدكالغابة السورية
sakhet 2007-03-24 14:55:37
ya eib alshoom
سئل البحتري من قبل أحدهم: لماذا لا تقول ما يفهم، فأجاب لماذا لا تفهم ما يقال.
الله يعطيك العافية يا خلدون -يا عيب الشووم
ريما 2007-03-24 13:39:59
رائعة يا خلدون
طوت الكتاب فبدت عينيها الزرقاوان تشعان بالصفاء، لهف قلبه، وضعت نظارتها السوداء ، ثم امسكت بالعصى وسارت تائهة بين الطاولات تتلمس طريقها الأسود..أنا من أشد المعجبين بنهج القصة القصيرة جدا..لا بل وانني بدأت بكتابتها ايضا.أبدعت..شكرا لك
-بلد الحب والجمال..سورية
Dr. Bassem 2007-03-24 13:18:00
take care
أكاد لا أجد في كل ما قرأت فكرةواحدة أورسالةما. عفوك سيدي، يفترض في هذا النمط من الكتابة أن يكون لماحا، يلتقط، يكثف ثم يقول قولادسما بكلمات قليلة.
هذا سهل ممتنع.-France
Samer 2007-03-24 12:36:31
very nice
i like them really thanks-Syria
|
||
copy rights ©
syria-news 2010 |