مع ازدياد قسوة حرارة الصيف وعدم التوصل إلى حل حاسم بشأنهم تتدهور أوضاع الفلسطينيين اللاجئين اللذين هربوا بأرواحهم من العنف المشتعل في العراق وتشردوا في مخيمات متناثرة على الحدود السورية العراقية.
يوجد حالياً مخيم على الجانب السوري، وواحد على الجانب العراقي من الحدود لإيواء اللاجئين الفلسطينيين.
ومع ازدياد موجات الصيف الحارة التي تصل فيها درجة الحرارة إلى 50 درجة سيليسوس، أصبحت ظروف العيش في الصحراء تهدد حياتهم بالخطر خاصة مع انتشار الأفاعي، العقارب السامة والعواصف الرملية.
قال احد اللاجئين في مخيم التنف "الطقس حار جداً والناس تزداد غضباً وإحباطاً. لا يمكننا العيش ضمن هذه الظروف القاسية. نحن بحاجة للمساعدة".
من جهتها قالت سيبلا ويلكس، المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في سوريا "الأطفال على وجه الخصوص يعانون من مشاكل صحية لم تمر عليهم من قبل وذلك ببساطة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية".
وأضافت ويلكس "إن معنويات الناس هنا في المخيم منخفضة جداً وستزداد سوءاً". ولكن ورغم ذلك تبدو الأوضاع في مخيم التنف أفضل من نظيرتها في مخيم الوليد على الجانب الحدودي العراقي. فهناك 389 لاجئ في مخيم التنف يتلقون مساعدات إنسانية كاملة ويحصلون على احتياجاتهم الأساسية من الغذ1اء والدواء بالإضافة إلى إجراءات حماية من أخطار البيئة من قبل المفوضية.
ثمة مخيم ثالث على الحدود الشمالية السورية يأوي 300 لاجئ آخرين يسمى الهول.
ولكن الأوضاع في مخيم الحول أفضل بكثير من المخيمين السابقين حيث يسمح لهؤلاء اللاجئين بالدخول إلى سوريا ولم يتشتتوا على طول الحدود كما في مخيم التنف.
مرّ أكثر من عام اليوم على وجود اللاجئين في مخيم التنف دون التوصل إلى حل لازمتهم.
وكانت المفوضية قد أصدرت بياناً في السادس والعشرين من حزيران الحالي بينت فيه وجود حاجة ماسة لعناية طبية وحل إنساني فوري لأزمة اللاجئين المشتتين في المخيمات على الحدود السورية العراقية.
وفي ذلك البيان أشارت جينيفير باغونيز المتحدثة أيضاً باسم المفوضية إلى أن "أوضاع الـ 1400 لاجئ فلسطيني تتدهور يوماً بعد يوماً. لذا نحن نحث دول المنطقة وخارج المنطقة على تقديم المساعدة لإنهاء معاناتهم".
وذكر البيان أن فريق المفوضية زار في الأسبوع الماضي مخيم الوليد وأشاروا إلى وجود أربعة أطفال وشاب بحاجة إلى عناية طبية فورية.
ومن الجدير بالذكر أن المفوضية أنشأت مشفى عجزة صغير في مخيم الوليد، حيث قام الفريق الزائر بإيصال وافراً من الفيتامينات التي تكفي 120 طفلاً، وتوزيع 300 مظلة للحماية من الشمس. "ولكن بعض الحالات تعاني حالات مرضية متفاقمة وتحتاج إلى معالجات في المشفى".
وأضاف البيان بأن بعض هؤلاء الفلسطينيين تعرضوا الأسبوع الماضي لتهديدات الجماعات المحلية المسلحة.
وذكر مسؤولو الأمن والصحة في مدينة الرمادي التي يقع مخيم الوليد فيها، انم لا يملكون إمدادات كافية لمساعدة اللاجئين.
وقال احد رجال الشرطة في الرمادي دون ذكر اسمه خوفاً انتقام العناصر المسلحة "ليس لدينا ما يكفي من العناصر المسلحة أو عناصر الشرطة لإرسالهم إلى الحدود لحماية المخيمات. ومهما كان حجم القوات المرسلة لابد ستواجه مشاكل مع مسلحين يطوفون في الصحراء ليلاً نهاراً".
وقال مدير مشفى الرمادي العام، الدكتور أحمد دلامي إن مديرية صحة المدينة ليس لديها سيارات إسعاف أو موظفين لتخسرهم".
قالت باغونيز "إن الرعب والإحباط يسيطر بشكل كبير على اللاجئين الذين علقوا على هذه الحدود".
وكالة ايرين للأنباء
ترجمة هدى شبطا - سيريانيوز
