كيف يمكن أن تقول إن شهر آب يتربص بنا؟ طبعاً لأن البلد تتحدث بسذاجة عن الحرب المدمرة التي من المفترض أننا نتوقع حدوثها هذا الصيف.

منذ أيام نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت على صفحتها الأولى مقالاً بعنوان صارخ "القنابل قادرة على إنهاء حياة الملايين وتدمير معظم البنى التحتية". وتساءلت صحيفة معاريف "هل سوريا تتجه نحو الحرب؟"

وتابعت الصحيفة في زاوية استطلاع الرأي تساؤلها "مؤشرات الحرب" وأرفقت على يسار الزاوية صندوقاً بعنوان "الأسباب الداعية لتجنب الحرب". إن كل هذه العناوين تكمل التحليلات السياسية التي كتبت تحت عنوان "هجومي أم دفاعي؟" ولكن الشيء المفقود هو لائحة الجوائز.

مع الإصغاء لأراء المصادر العسكرية المتسربة بدأ المواطنون الإسرائيليون يفكرون في تقديم طلبات للحصول على جوازات سفر أجنبية والهرب بعيداً عن هذا المكان. أليس من الرائع قضاء عطلة صيفية في مكان هادئ ومريح مثل لندن مثلاً قبل أن تندلع هذه الحرب التي يتنبأ بها المنجمون لدينا؟

روايات مختلفة نقلت عن مصادر دفاعية تناولت أخبار هذه الحرب المرتقبة. وتقول إحدى هذه الروايات إن هناك توقعاً لهجوم تتعاون فيه كل من إيران، سوريا، وحزب الله. وهناك رواية منقحة أخرى تقول إن حماس ستنضم لهذه الثلاثية. وتذكر رواية أخرى إن حزب الله سيشن الهجوم وسوريا ستساعده بصواريخها الطويلة المدى. ويرى البعض أن سوريا مسلحة من رأسها وحتى أخمص قدميها وقادرة على انتزاع الجولان دون شن حرب عارمة. وهناك أيضاً السيناريو الذي يروي قصة الجبهة الإسرائيلية التي قصفت بقنابل بالستية وعانت من السوريين في حرب الأيام الستة في تشرين 1973.

يقول قائد استخباراتنا العسكرية الجنرال عموس يالدين إن سوريا أعلنت في أكثر من مناسبة عن استعدادها للحرب، ولكن هذا لا يعني أنها مهتمة بالذهاب إلى الحرب. إن سوريا قد تكون مستعدة للحرب ولكنها لا تخطط لذلك في المستقبل القريب. أما قائد الأركان الإسرائيلي يصعد من احتمال اشتعال الحرب على الجبهة الشمالية وهو يرى أن سيناريو الحرب على الحد الشمالي ليس ببعيد أبداً.

سواء أكان هناك حرب أم لم يكن هناك حرب، هناك أمر واحد مؤكد: وهو أن قادتنا يمكنهم أن يقولوا اليوم بأنهم كانوا على علم بكل شيء- ليس فقط بما حدث وإنما بما لم يحدث.

وسط هذه الأوقات الحساسة جداً تقوم الوسائل الإعلامية بنشر صور مثيرة للخوف مثل طائرات إسرائيلية تحلق بتشكيلات مختلفة. وتضع تعليقاً عليها يقول :

"تدريبات على الطيران البعيد"، برأيي هذه الإيماءات خرقاء. وكأن طائرات الـ إف 15 والـ اف 16 لم تشترى سوى لأداء عروض في عيد الاستقلال. هل خطر ببال أحد كيف تترجم سوريا مثل هذه الصور ومثل هذه التعليقات؟

إن سوريا ليس من الدول التي تذهب الى الحرب فجأة. ولكن في الحقيقة إن فكرة اندلاع الحرب بأكملها هي فكرة عبثية تماماً. فلماذا تكون سوريا هي الدولة التي تصدر تصريحاً بالحرب بينما لم تقم أي دولة عربية بخوض حرب لوحدها ضد إسرائيل؟

لذا ومع تقرب الأسد من الغرب، وازدهار السياحة في سوريا وحث الدول الإسلامية العربية بقيادة السعودية للرئيس الأسد على التصرف بحكمة وحذر، يتوجب على القادة الإسرائيليين التركيز على مبادرة السلام التي طرحها الأسد والتوقف عن مضايقته بتنبؤاتهم الساخنة عن اندلاع حرب في هذا الصيف.

بقلم : ياول ماركوس - هأريتس

هدى شبطا - سيريانيوز