2008-03-19 14:00:46 | ||
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ | ||
حدث في سوريا (27) عودة الابن البار... بقلم : ن. الحموي |
||
راجعين يا هوى راجعين.. يا زهرة المساكين.. راجعين يا هوى.. على دار الهوى.. على نار الهوى راجعين.. - This is nonsense!! What are you thinking of?? Back to Syria!! هكذا أجابته حين أخبرها.. "كلام فارغ" كان تشخيصها لحالات الحنين التي كانت تنتابه طوال سنوات الغربة و اليوم هي تصف قراره بذات الصفة: "nonsense"... رائحة القهوة تداعب حواسه.. يتناول الفنجان من يدها التي قبلها و شمها و كأنه لم يراها من قبل.. راح يرشف القهوة ببطء و هو ينظر حوله.. الشمس بدأت تشق الأفق و تذيب ظلمة الليل.. رائحة الأشجار التي في أرض الديار، صوت الماء المتدفق في البحرة، صوت طرطقة الصحون في المطبخ و رائحة الخبز المشروح الذي عاد به والده من المخبز بعد صلاة الفجر.. كانت رحلة طويلة من الطيران فوق المحيطات دامت ساعات و ساعات ما بين الولايات المتحدة و دمشق.. ما بين غربته و أرض وطنه.. و ما بين عام 1987 يوم غادر دمشق و اليوم الحالي عشرون سنة من الغربة.. عشرون سنة تحكي قصة شاب في ربيعه الرابع و العشرين وصل إلى الولايات المتحدة ليحقق حلمه الأمريكي ككل الشباب المتجمهرين أمام أبواب السفارة.. في عام 1987 وصل إلى بلاد العم سام.. بهرته أمريكا بحضارتها.. بهرته بتطورها، بتنظيمها، بناطحات سحابها، بشوارعها الواسعة، بجسورها و أنفاقها، و أكثر ما أدهشه يومها هو أن اللغة الإنجليزية التي تفوق فيها طوال سنوات دراسته لم تكن هي نفسها اللغة الإنجليزية المستخدمة هناك.. قرار العودة لم يكن وليد الصدفة بل هو قرار توأم لقرار سفره.. لا يزال يذكر وجه والده في المطار، يذكر دموع والدته، يذكر كل تلك الصور الباهتة التي سبقت سفره بأيام.. و يذكر أغنية فيروز في ذلك الصباح بينما كان يشرب آخر فنجان قهوة صباحي له من يد والدته بالقرب من البحرة: بكرا برجع بوقف معكم و إذا مش بكرا يل بعده أكيد.. إنتو احكوا لي و أنا بسمعكم حتى لو هالصوت بعيد.. يومها شعر بالقشعريرة تسري في جسده، ألقى نظرة قصيرة على أكوام الحقائب أمام باب غرفته ثم طرد من رأسه فكرة مجنونة بأن يلغي السفرة و ذلك حين أحل محلها قراره بالعودة بعد أن ينهي دراسته مباشرة.. و مرت الأيام و مرت معها عشرون سنة من الغربة و بقي ذلك القرار يسكنه و يشعره بتأنيب الضمير كلما سمع السيدة فيروز تشدو بذات الأغنية.. في أول يوم له في أميركا تناول ساندويش من البرغر في أحد المطاعم التي سمع عنها كثيراً من أصدقائه الذين زاروا بيروت و عادوا لينفشوا ريشهم متباهين بعلبة الـ Pepsi "التنك" و المناديل الورقية المطبوع عليها اسم المطعم.. أكان يجب عليه في ذلك اليوم أن يحتفظ بالمنديل الورقي و علبة الـ Pepsi الفارغة إلى هذا اليوم الذي يعود فيه إلى أرض الوطن لينفش ريشه أمام أصدقائه؟؟ أم أن أيام المراهقة تلك قد ولت إلى غير رجعة لتتبعثر ذكرياتها كهؤلاء الأصدقاء الذين تفرقوا في أرجاء الأرض؟؟ في أول يوم له في أمريكا تعلم أن النظام نظام و أن القانون يسري على الجميع.. تعلم أن الطرق العربية السورية بالتعامل من أمثال: (يسرها بتتيسر، دبرها بمعيتك، أنا من طرف فلان، و هي حق فنجان قهوة) لا تجدي نفعاً هنا..و هكذا ترك خلفه ثقافة أربعة و عشرين سنة ليبدأ من جديد في بلد جديد.. خلال أسبوعين بدأ يعمل على اختصاصه الذي جاء إلى أميركا من أجله.. كان مشغولاً بدراسته و التحضير لامتحاناته طوال الوقت و لكن لابد بين الحين و الآخر من وقت يمضيه مع الذاكرة، مع أطياف أحبة تفصله عنهم قارات و بحار.. وقت يمضيه ليستحضر رائحة البلد و صور من البلد.. ليعود إلى حيث ينتمي و لكن حتى الذاكرة لا يعود لها مكان في بلد لا تتوقف فيه عجلة الحياة لتنتظر أحداً.. الأيام في أمريكا تمر بسرعة مرعبة و لهذا فهو اعتاد على أن يكون سريعاً في كل شيء.. يتناول طعامه بسرعة، يستحم بسرعة، يغفو بسرعة، يستيقظ بسرعة، ينهي تقاريره بسرعة، و يقضي حاجته في حال اضطر لدخول الحمام بسرعة.. هنا لكل دقيقة قيمة و لكل ثانية دور.. هنا لا وقت للجلوس في مقهىً ما لتدخن نفس أركيلة يمتد ساعات و ساعات لينضم إليك الشباب و يشاركونك فنجان قهوتك و نفس أركيلتك كما يشاركونك و تشاركهم الأحاديث، الأحلام، الهموم، الأحزان و الأفراح، الضحكات و الدموع.. هنا تفتقد تلك الساعات التي تمر عليك طويلة لأنك لا تجد ما تفعله خلالها لأنك ببساطة ما عدت تجدها في بلاد كل ما فيها محسوب، كل ما فيها يسير وفق سيناريو محدد لا مكان فيه للارتجال.. على خشبة الحياة الأمريكية أمضى عشرون سنة حصل خلالها على شهادة البورد، خبرة لا تقدر بثمن و جنسية منحته إياها أقوى بلد في العالم.. عشرون سنة مرت دون أن تسعفه ظروفه و وقته الضيق ليختلس بضعة أسابيع يقضيها في بلده.. عشرون سنة من الغربة قرر أن يقطعها الآن ليمضي إجازة في ربوع بلده الذي اشتاق له ليحمل مخزوناً كافياً من الأوكسيجين الوطني الذي دخل إلى رئتيه منذ أن أطل على هذه الحياة.. عاد اليوم ليقبل يدي والدته و والده.. عاد لينعش ذاكرة عطشى.. و ليروي ظمأ شوق محترق.. عاد ليهيء الظروف كي ينفذ قراراً عاش معه طوال عشرون سنة من الغربة.. ها هو يعود.. لم يخبر أحداً بعودته.. أراد أن يجعل من عودته مفاجأةً سارةً.. - Don't you even think about it!! لماذا هو لا يفهم!! لا يفهم رفضها القاطع للانتقال معه إلى سوريا.. لا يعرف لماذا تتشبث برأيها بهذه الطريقة.. كأي شاب في مثل سنة و في مثل ظروفه لم يكن من السهل عليه أن يعثر على (بنت الحلال).. ما إن أعلن رغبته بالزواج و اقترب أول عطلة له بدأت أمه في دمشق مشوار البحث عن العروس المنشودة من بيت شقاع لبيت رقاع لبيت كتر الله أفراحكم.. بحثت له عنها.. عن ست بيت حلوة و مرباية تقبل السكن في الولايات المتحدة مع عريس يجب أن تتعرف عليه خلال وقت قياسي لا يتجاوز الأسبوعين قبل أن تحزم حقائبها و تلحق به إلى بلد غريب.. قائمة طويلة عريضة اسم البنت و اسم عائلتها و مواصفاتها و ملاحظات أمه و خالته و عمته على طرف القائمة و هو يجب عليه أن ينتقل مع أمه من بيت إلى آخر و أن يشرب القهوة التي ستقدمها له الصبايا اللاتي سيختار منهن عروسه.. كان يشعر بالحرج كلما ارتدى طقمه الكحلي و ربطة العنق المنقطة و جلس يرتشف قهوته و يسترق نظرة من الصبية التي قد تصبح زوجته بموجب عقد القران خلال أسبوعين.. كان يشعر بنفسه محشوراً في البدلة، مخنوقاً بربطة العنق.. كان يشعر بالقهوة حارة تحرق زلاعيمه و بالأوكسجين و كأنه معدوم و حين ينتهي موعد الزيارة و يخرج من البناء يتنفس الصعداء و حين تسأله أمه عن رأيه يخجل من أن يقول لها أن نفس الهواء الذي استنشقه أنساه العروس و الزواج و الصبية التي رآها للتو فيقول لها: "ما انشرح قلبي" كرد ديبلوماسي لا يجرح به والدته التي كانت تظن أن ذوقها في اختيار عروسة ابنها سيعجبه بالتأكيد و بأنها أخرجت الزير من البير.. مع اقتراب موعد عودته إلى الولايات المتحدة وصل إلى قناعة أنه لن يختار عروسه هكذا و سيحاول أن يجد طريقة ما يتعرف من خلالها على ابنة الحلال.. أما أمه فقد أعطاها أملاً بأنها ستنجح بإيجاد عروس له حين يأتي في المرة القادمة.. تكررت المرة القادمة مرات و مرات دون أن يعثر على بنت الحلال المناسبة و كأن القدر رسم له الا يتزوج من بلده و تبدد الأمل في ايجاد عروس مع كل مرة راما.. صدفة جمعته بها في منزل زكوان.. كانت صديقة زوجة زكوان و تسكن بالقرب منهما و حين رآها عرف أنها هي و أنها ستكون حبيبته.. خرجا سوية عدة مرات و تحدثا مطولاً، كانت مختلفة عن كل الصبايا اللاتي يقدمن له القهوة حين يزورهن خاطباً.. كان يستطيع أن ينظر في عينيها و أن يرسم ابتسامة على وجهها و أن يحفظ موضع كل خصلة من خصلات شعرها.. خلال بضعة أشهر أخبر أهله أنه وجدها أخيراً و طلب إيقاف عمليات البحث عن الإبرة في كومة القش.. و بعد سنة تقريباً تم الزواج في أمريكا بحضور والديه اللذان حضرا إلى أمريكا خصيصاً للتعرف على كنتهما.. كان يعرف أن لأمه رأياً آخر و أنها كانت تتمنى أن تخطب له بنفسها و لكنه في نفس الوقت كان متأكداً من أن أمه ستتفهم موقفه في النهاية و هذا ما حصل.. راما..
راما... حكى لها مطولاً عن الشام و البيت العربي و قطته البيضاء (فلة) و عصافير (الأنايرة) و مربى الكباد.. حكى لها عن رمضان عن المسحر، العرقسوس و المعروك، حكى لها عن معمول العيد، حكى لها عن العيدية و اللعب بالمراجيح، حكى لها عن رائحة المحاشي، عن شراب التوت الشامي، عن صوت الأذان من الأموي، عن الكنائس في حارات باب توما و باب شرقي.. بعثر أمامها ذاكرته و ذكرياته، الكثير من الصور و الحكايا.. و هي كانت مبهورة بقصصه و مدهوشة من ذلك العشق الذي يحمله لمدينته و كانت دائماً تعلق ضاحكة كلما احمر وجهه قليلاً بسبب حماسته و هو يتحدث عن البطيخ الأحمر و المشاوير إلى عين الفيجة قائلة: - It seems that all Syrians have the same passion!! You sound like my dad when you talk about Damascus!! تتحدث عن السوريين و كأنها ليست منهم.. اعتاد عليها هكذا و لكنه كان دائماً يخشى أن تنتقل العدوى منها إلى "أنس" ذو السنوات العشر و "شام" ذات السنوات السبع.. ************************************* من نافذة الطائرة رأى دمشق.. أبنيتها، شوارعها.. صحونها اللاقطة التي علاها الصدأ.. المساحات الخضراء الضئيلة.. الكتل الاسمنتية الضخمة.. سحابة كبيرة من الدخان تلف دمشق.. و هو و من خلف النافذة.. و رغم أنه في السماء يكاد يسمع أصوات المدينة.. يكاد يسمع خشخشة أساور سيدة بدينة تشطف الدرج أمام باب بيتها، يسمع صوت أبواق السيارات، يسمع صوت صافرة شرطي المرور، ضحكات الأطفال في باحات المدارس، صوت أمه تنادي على أبيه و أصوات الباعة في الأسواق الشعبية.. من علو آلاف الأمتار يكاد يشتم رائحة الفلافل و شي اللحوم في المطاعم، رائحة الدهان التي تفوح من الشقق المبنية حديثاً، رائحة مولدات الكهرباء، رائحة نهر بردى الذي لم يبق لنا منه سوى مجراه و طبقة من العفن.. اليوم هو يعرف ما كان يراه في الماضي مستقبلاً و مع هذا فهو عائد ليبحث عن ماضيه الجميل بعد أن وجد مستقبله.. بينما كانت الطائرة تهم بالهبوط و بعد أن ربط حزام الأمان مر أمام عينيه شريط أيامه في الغربة.. مر بسرعة.. و خلال لحظات كان قد رأى أمامه عشرون سنة من الاغتراب انتهت بقرار لا يعرف إن كان قادراً على تحمل تبعاته بعد.. هذا في حال استطاع أن يظل متمسكاً به.. - I can't go back with you.. and at the same time I know how stubborn you are so, if you insist on getting back you have to start thinking about divorce.. لم يكن يتخيل أن الأمر سيصل لهذه الدرجة!! لماذا عليه أن يختار بين دفء عائلته و دفء وطنه.. بين برد فقدان أسرته الصغيرة و برد غربته..
- No Way جواب قاطع لم يترك مجالاً لأي نقاش.. No Way.. تخاف من أن يجبرها على البقاء كما لو أنه سيحبسها في قمقم.. تخاف من أن يطلقها في دمشق و يحرمها (بفضل المجتمع الذكوري كما تصفه) من أطفالها.. الغريب أنه ببساطة و بعد خمس عشرة سنة من الحب الذي يحمله لها و الزواج و خلال لحظات اكتشف أنها لا تثق به!!! - لك ما تريدين.. فلننفصل عن بعضنا قليلاً.. سأسافر إلى دمشق و سأمضي هناك أربعة أسابيع و سأخبرك بما وجدت.. دمشق تغيرت منذ أن تركتها.. دعينا نفكر بهدوء من فضلك.. ************************************* لا ينس لقاءه الأول بها بعد طول غياب.. يا اللللله كم اشتقت لك يا شام!! جلس بجانب سائق سيارة الأجرة الذي راح يثرثر و يثرثر دون أن يسمع من ثرثرته كلمة واحدة.. في حين تدور عجلات السيارة ليتحول طرفي الطريق ما بين المطار و قلب دمشق إلى شريطين يمران بسرعة من أمام النوافذ كما لو أنهما مربوطان إلى بكرة فيلم سينمائي.. هو صامت و كل ما يريده هو أن ينظر من النافذة بصمت.. أن ينظر إلى البلد.. أن يتعرف عليها من جديد.. أن يتحدث معها بلغة العيون.. بلغة مغترب عاد يرشف بلاده بعينيه الدامعتين المشتاقتين.. السيارة تسير، السائق يثرثر.. الزحام و الضجيج في باب شرقي.. نفق جديد لم يره من قبل و من ضمن النفق كنيسة أثرية تطل برأسها و كأنها تقول لكل من يزور البلد: "أنت في أقدم عاصمة مأهولة في العالم و كلما قلبت حجراً ستجد أثراً يؤكد هذا الكلام".. منظر الكنسية أثار دهشته و سائق سيارة الأجرة لاحظ ذلك فراح يخبره عن قصة النفق الذي تم شقه بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان لدمشق، تلك القصة المماثلة تماماً لقصة جسر كلينتون و عقدة الشام الجديدة و كل المشاريع التي نقيمها على شرف المناسبات الخاصة!! ساحة باب توما.. الازدحام الخانق.. أسماء جديدة لمحلات زارها مرات و مرات في الماضي.. العديد من محلات بيع الهواتف الخليوية و مقاهي الإنترنت، مصلحتان لم تكونا موجودتان حين غادر البلد قبل عشرين عاماً.. الكثير من السيارات و لا تزال الشوارع على حالها بل ربما هو يراها أكثر ضيقاً مما كانت عليه لكنها لا تزال تعبق بذات الروح.. بذلك السحر الذي كان و لا يزال يشده إليها كتعويذة شرقية.. كم يحب المهاجرين!! و كيف لا يحبها!! كيف لا يحب خورشيد و المرابط، المصطبة و الباشكاتب، شورى و الجادّات؟؟ كيف لا يحب طريق السكة من العفيف و حتى آخر الخط؟؟ كيف لا يحب كل هذه البيوت و كل هذه الأبنية و كل الباعة في الدكاكين؟؟ كيف لا يحب حارته.. الحارة التي ولد و عاش فيها إلى أن خطفته الغربة (كما يواسي نفسه) أو على حد تعبير صديقه (إلى أن ركله وطنه) ككل الشباب.. كيف لا يحب المهاجرين؟؟ يتذكر "شحاطة" بلاستيكية زرقاء يلبسها بالمقلوب و يركض حاملاً وعاءً بلاستيكياً كبيراً باتجاه محل أبو مصطفى الحمصاني على طريق السكة.. يتذكر الوقوف أمام مدرسة عادلة بيهم مع محسن و راجي و أغيد.. يتذكر مباريات كرة القدم.. يتذكر الدراسة على سطح بيتهم مع أصدقاءه طوال الليل و شقيقته تحمل لهم صينية كبيرة من النحاس اصطفت فيها صحون الحواضر الشهية.. يتذكر شذى حبه الأول.. يتذكر صلاة العيد في المسجد القريب و دموع والده و هو يدعو له بالنجاح و التوفيق أثناء السجود.. *************************************
- I need to know now, I can't go on this way, I can't take it.. this is my life too, and it is my children's life and I am not going to let you ruin it because of some crazy obsession هوس و جنون و كلام فارغ.. أحياناً هو يشعر بأنه يتحدث لغة مختلفة عن لغتها تماماً!! يشعر أنه من كوكب مختلف و بأنه و رغم أنه أحبها حقاً و رغم أنه عاش معها خمسة عشر عاماً إلا أنه يشعر كلما صارحها بأحلامه التي يحبها و مشاعره التي يحملها بأنه حقاً يعيش في غربة!! و بأنه يتحدث بلسان مختلف عن لسانها و ينبض قلبه بضربات ذات إيقاع مختلف تماماً عن ضربات قلبها و يعيش في عالم سري خاص به هو وحده مختلف تماماً عن عالمها.. و يتساءل: متى تفهم أن دمشق مختلفه و أن روحها مختلفة و أن أمريكا (على عظمتها و كل محاسنها و مغرياتها و ناطحات سحابها) لا تكاد تجاري حارة من حاراتها؟؟ متى تفهم أن التفاصيل الصغيرة التي تعتبرها مجرد ذكريات فارغة و مشاعر يستطيع الإنسان أن يعيش دونها هي ما يمنحه السعادة؟؟ متى تفهم أن الفرق بين دمشق و أمريكا أو دبي التي تفاوضه على الانتقال عليها بدل دمشق هو كالفرق بين امرأة جميلة و امرأة أصبحت جميلة بعد عشرات عمليات التجميل؟؟ متى تفهم أن للمدن أرواح و أن لدمشق روحاً شفافة لا يراها إلا من يعرف دمشق؟؟ متى تفهم أنه في أمريكا هو يأكل و يشرب و يعيش ككل البشر و لكنه لا يشعر بآدميته و لا يكون سعيداً حقاً إلا في دمشق؟؟ متى تفهم أنه حتى و إن رضخ لتهديدها و وقف عاجزاً على الاستمرار بالمعركة حين استخدمت أنس و شام دروعاً بشرية لتحمي عنادها سيظل قلبه معلقاً بحلم سكنه منذ سنوات.. متى تفهم أن سور الصين العظيم الذي صنعته من طفليه لم و لن يفصله يوماً عن مدينة تسكنه؟؟ متى تفهم أن من نعم الله على الانسان أن لا أحد يستطيع أن يتحكم بأحلامه.. و بأنها مهما حاولت أن تسيطر على وعيه فهي لن تتمكن يوماً من السيطرة على لا وعيه و على ذكرياته و دمشق التي تسكن جنباته.. متى تفهم أنه حتى هذه اللحظة و رغم أنه يحمل تذكرة العودة و جواز السفر و رغم أنه ودع كل زاوية من زوايا البيت و رغم أنه ألقى نظرة أخيرة على القطط التي راحت تتعارك على المشرقة كعادتها في شباط، و على قفص عصافير (الأنايرة) في أرض الديار، و على الفلة و الياسمينة و شجرة الكباد و (الكوشوكة) و قلب عبد الوهاب و البحرة في منتصف أرض الديار و كل غرفة من الغرف و رغم أنه عانق والديه طويلاً و قبل أيديهما طويلاً و ودعهما و طلب منهما أن لا يتاخرا باللحاق به و اتجه نحو الباب ليستقل سيارة الأجرة التي ستوصله إلى المطار إلا أنه لايزال ينوي العودة يوماً ما.. في الطائرة.. جلس على مقعده و أرجع رأسه إلى الوراء ثم تنبه حين جلس بجانبه شاب في أوائل العشرينات من عمره من الواضح أنه لم يركب طائرة من قبل، لا تزال أثار الدموع بادية على وجهه، يحتضن مصحفاً إلى جانب جواز سفره بين كفيه، يتمتم عشرات الأدعية و يحاول أن يسترخي.. ربت على كتفه مطمئناً و قال:
- أول مرة بتسافر؟؟ - إي أول مرةة - طالع زيارة و لا سياحة و لا بدك تكمل دراستك؟؟ - لأ بدي كمل دراستي و اختصاصي بالطب إجاني مقابلات بعدة مشافي..
- (تناول البطاقة التي أشعرته ببعض الاطمئان) شكراً كتير دكتور كلك ذوق.. ممكن اسألك سؤال؟؟ - تفضل - قديش صار لك مغترب؟؟ - (بشيء من الحزن) عشرين سنة - و ما فكرت ترجع أبداً.. - (يطلق تنهيدة طويلة و يبتسم ابتسامة يشوبها بعض الحزن) فكرت كتيييييير بس الظروف ما سمحت.. - أنا مقرر إني بعد ما خلص دراستي ارجع دغري على الشام.. أنا متل السمك ما فيني عيش برات الشام.. ما فيني عيش برات الشام.. (عادت الدموع لتترقرق في عينيه) يسمع قراره الذي استمر بالدوران في رأسه طوال عشرون عاماً بصوت مختلف.. ذات القرار.. ذات النبرة المتوترة القلقة، ذات الشوق لأرض بلد لم يغادرها بعد و ربما لم يغادرها يوماً و ذات النظرة في العينين... يبتسم، يربت على كتف الشاب مجدداً قائلاً: (إن شاء الله.. إن شاء الله بتحقق كل يلي بدك ياه).. و بينما كانت الطائرة تقلع و ترتفع في الجو مبتعدة عن دمشق راحا يدندنان معاً أغنية فيروز:
إنتو احكوا لي و أنا بسمعكم حتى لو هالصوت بعيد.. و السؤال: إيمتى بيجي بكرا يا بلد؟؟ |
||
وفاء عبد الرزاق حمصي 2008-03-31 14:04:36
و السؤال: إيمتى بيجي بكرا يا بلد؟؟
لله درك يا "نون"
كلما قرأت رغبت بالمزيد
كل من يقرأ ماتكتبين يحس أنه يعيشك يتنفسك يرى الصور بعينيك يسمع الزغاريد بأذنيك
استوقفتني بض العبارات
"إلا أنه لايزال ينوي العودة يوماً ما"
"متى تفهم أن للمدن أرواح و أن لدمشق روحاً شفافة لا يراها إلا من يعرف دمشق؟
اسمحي لي أن أختم قصتك
أن دمشق التي أنجبتك وليداًافتخرت بولادته
لن تفخر وأنتسوريا
ابو الريم الحلبي 2008-03-24 13:08:25
ان اختلف معك بالرأي لا يمنع انك اخي في الانسانية
نداء الى الاستاذ نضال نزولا عند رغبة قراء سيريا نيوز قررنا ما يلي تعيين مدام نعمت رئيسة قسم مساهمات القراء و دمتمسوريا
yanni 2008-03-24 04:56:08
3
!يقولوا صعب لنا؟ و هل ستجد دين أفضل من ديننا؟ !!بقدر ما هم بسيطين و كريمين بقدر ما هم اغبياء و نظرتهم للحياة مغلقة!!.و أشكر الكاتبة المحترمة على هذه المساهمة الجميلة-اليونان
yanni 2008-03-24 04:55:14
2
و زيتكم و نبيذكم وووالخ يقولوا لي طبعا أفضل شيئ في اليونان, يعني العالم!!و من ثم ينتقل الحديث إلى الزواج و المرأة و يسألوني الا تريد الزواج من هذه الجزيرة؟طبعا ليس من اليونان من الكرة الأرضية هي crete!!اقول لهم ربما اذا وجدت الإنسانة المناسبة ,يقولوا مناسبة؟ طبعا سوف تجدها نسائنا أفضل و أشرف نساء !!و ثم اقول لهم ديني غير دينكم و هذا صعب لكم -اليونان
yanni 2008-03-24 04:12:36
إلى السيد البراغماتي1
تعليق بسيط للبعض.نعم يبقى الوطن هو كل شيئ من محبة و احترام.عشت في جزيرة يونانية اسمه crete لمدة أكثر من15 عام و اهل هذه الجزيرة شعب بسيط و كريم و لكن في نفس الوقت يفتكرون هذه الجزيرة هي الكرة الأرضية و لا يوجد عالم أخر الا سواهم! في حين كنت اجلس معاهم اقول خبزكم لذيذ يقولوا لي نعم هو أفضل خبز في اليونان يعني العالم!!-اليونان
sad syrian 2008-03-22 08:51:41
(إلى أن ركله وطنه)
لهلق عم تجعني الرفسة على قفايي...بس أنسى وجعها يمكن أرجع !!! سوريا
لمى . ص 2008-03-21 02:09:33
العزيزة نعمت
شكرا على التوضيح وأحب أن أضيف أن الكوشوكة هي الجلد الذي يحمله المغترب فوق جلده كي يتحمل الصدمات والالام وهي التي تجعله يحس بتصحره في بلاد أخرى ... شكرا مرة تانية -سوريا
أسامة حمود 2008-03-20 20:02:02
مساء الخير
مساء الخير لقلمك ، مساء الخير لإبداعك ، مساء الخير لتفردك ، مساء لتميز ما تكتبين ، مساء الخير مدام حمويسوريا
فيصل عبيد 2008-03-20 17:40:46
.... إيمتى بيجي بكرا يابــــــــــلد؟
.... فعلآ..! إيمتى بيجي بكرا يابـــــــــلد؟
(لاتعليق)
مع التحية والتقدير.شـــــكرآ. سوريا
ابن الضيعة 2008-03-20 17:20:01
كم أنت رائعة
اعذريني دائما أقف حاراماذا أقول أما ابداعك سوريا
حسام سلمان بركي 2008-03-20 16:00:23
راجعين ياهوا راجعين ...
وعاد الحنين كعادته بقصوص الذكريات دمشق والهوى وفيروز الحلم تلك المفردات التي طالما عششت داخلنا نحن من طحنتنا الغربة . سوريا
ن. الحموي 2008-03-20 01:53:08
أحبتي.. أسعد الله مساؤكم جميعاً
شكراً لكم تعطير مساهمتي بتعليقاتكم الغالية التي تفرحني و التي أتعلم منها دائماً.. نعم أعترف مساهماتي طويلة و أشكر صبركم على قرائتها و لكني حين أكتب تقودني الكلمات و أنسى عد الصفحات، فاعذروني إن أطلت عليكم.. للعزيزة لمى أقول: الكوشوكةهو اسم لنبتة طبيعية تبدو أوراقها كما لو أنها مصنوعة من مادة الكاوتشوك.. سوريا
نورا 2008-03-20 01:36:40
العود احمد
عزيزتي اخبرتنا انه مرت عشرون سنة لم تسعفه ظروفه لزيارة الشام اذا متى بحث عن عروسه ودار من بيت شقاع ورقاع كما انه المفروض به يعيش في بلد حرية وحضارة كان يجب ان يعرف الفتاة التي تزوجها جيدا افكارها شخصيتها قبل ان يتورط ورغم هذا وصفك للحنين الى الوطن جميل -سوريا
متآمرك ..؟؟-1/3 2008-03-20 01:18:17
عرفته عن قرابة عقد أو ما زاد ببعض
سليل عائلة عريق أطيان ومال وبستان وسمان مليان وموظف كمان ومستاء دوما قرفان يشتم ويلعن والكف بالكف يلطم وشعره أكيد رأسه ينتف غلب التصحر بقمة إيفيريست لهامته الشماء و أكديمي وبضربة حظ كيف وقع بيده كرت زيارة للعم سام على أنه لن يعود مهما كان النهي والأمر و جزم وعقد العزم وشد الحزام وطار لنخسر نور الضياء ولكن بعد وبعد بضع أسابيع -سوريا
متآمرك ..؟؟-2/3 2008-03-20 01:16:50
عاد كالجرذ الجريح مالك يا عتيد زمانك أي حرب
أتت عليك بهذا الانطواء ومكسور الكاحل ولن يقع ناظر هر عليك لتغدو بالحال مجبور و بالحارة عالي الهامة قال لأروي مما نال قدري من مهانة وأنا سليل الأصالة هناك بالعمل كالدوامة ممنوع الوقوف وأكيد لن تنعم بثانية جلوس ولا راحة للسيكارة عتالة بعتالة السوبر ماركت بالوظيفة قلما تكون الكرامة عندهم مهانة والتأخير ربعة ساعة خصم عليك ساعتين وليس ساعة -سوريا
متآمرك ..؟؟ *3/3 2008-03-20 01:13:46
النوم لا تنل حقها عقارب الساعة عندها لعن الساعة
بعد أن كسرها وللعم سام أعلن عليه الخصام غادر دياره دون للوداع سلام ودموع الفراق أتته كدموع الغبطة بخذلان أماله وأوهام أحلامه .. كل من سلم عليه لم يسلم من لعنة لسانه بنعته بالمختل مجنون كيف لعاقل تطأ قدماه جنة العم سام الموصوفة أحلا من حمام نور الدين بالشام ويعود وقلبه ليس مقهور و يهدأ ويستكين دون أن ينال نعمة نعيم الحمام عذرا سيدتي القصة حقيقية..؟؟-سوريا
BADR 2008-03-20 01:09:03
اشكرك ن.الحموي من اعماقي
فعلا لقد عزفتي على اوتار قلب كل مغترب.بلوحة بديعة واحساس مرهف.لانني لم اتمالك قطرات الندى من ان تسيل على هضاب وجناتي وانا احلق معك في كل سطر وكلمة.لان لسورية عشق لا يفارق الوجدان بالرغم من الشوك الكثير الذي ينبت حول وردها الشامي.اتمنى لك التوفيق وان لا تطيلي الغياب برائعة اخرى تحاكي فيها قلب كل انسان. مغترب في فرنسا سوريا
شاب مغترب في امريكا 2008-03-19 22:59:54
المقارة رااااااااائعة
المقالة رائعة جدا جدا و مملؤة بمشاعر و احاسيس صادقةو لكن المشكلة كانت خلال قراءتي انني مثل ذلك الشاب الذي جلس بجانبك في الطائرة!!فانا ايضا في امريكا الان، وصلت منذ 7اشهر لاكمل دراستي وكلي امل وانتظار ليوم الرجوع،ولكن كلامك هذا اشعرني بالخوف وذكرني بكل الذين قالوالي قبل رحيلي:"يلي بيروح على هديك البلاد ما بيرجع!!"فياترى هل هذا صحيح؟ !!! :سوريا
لحظة رواق 2008-03-19 21:57:27
آه يا وجعي
آه يا قلبي اللي وجعني و الله ان من البيان لسحرا ، و يسلم هلقريحة و هلاحساس المرهف و ما تطولي الغيبة علينا بين المقالات ..-سوريا
دملاك 2008-03-19 21:28:45
قرأت حبك في قلبي ........
الله عليك يا حموي......أنت كمان بتعرفي السكة والحمصاني وأخر خط المهاجرين والله قلبي فرح لسيرتهم والصدق:أنت مؤرخة تجيدي وصف الأماكن والأحداث بطريقة شيقة وبنت الشام الأصيلة وفقك الله -السعودية
مغترب 2008-03-19 21:23:02
يسلم ايدين الي كتبوا
الحقيقة هاي فيديو كليب اوفيلم مو قصة مكتوبة يمكن يدركها اكتر المغتربين الي مروا بتجارب مشابهة -سوريا
عابر سبيل 2008-03-19 20:55:27
حلو
يبدو انو مقال ممتاز بس طويل متل مسافة الصين الى سوريا في ناس ما بتحب المقالات الطويلة .لو عملتيه على شي ثلاث مراحل او اربعة اقسام.و شكرا لجهدك الممتاز-الدومينيكان
البراغماتي 2008-03-19 20:22:44
إلى فينيقي
كيف ترى العالم كله بلادك والحنين لأول منزل , كيف أشعر أن جذوري في أي مكان وهل يمكن للشجرة أن تنبت جذورا أينما وطأت . إذن لن أنضج أبدا ياسيدي وسأظل غرا طائشا وطفلا يبهره رذاذ البحرة ويسحره سواد العرقسوس , ينام على صوت المآذن العالية ويصحو على قرع أجراس الكنائس الغالية . ما أجمل أن أكون غرا طائشا لايستهلكني النضوج . شكرا ن. الحموي -سوريا
Dr.Arar 2008-03-19 18:53:39
لاتفسدي علينا الحكومة يامدام
نحن المغتربين عندما نرى كل سنه أمور جديده وجميله وتحسن في الخدمات والطرقات في سوريا,نفرح من صميم قلوبنا,لأن ذلك يسهل علينا قرار العوده.الآن عندما تقولي أن تحسين الطرقات والأبنيه هي"عمليات تجميليه",رح تفسدي علينا الحكومه ويمكن يوقفوا.الله يخليكي تراجعي عن هذا التصريح-الولايات المتحدة
Dr.Arar 2008-03-19 18:19:26
مقالة تصف حالة كل مغترب
وصفت مدام حموي تماما شعور كل واحد يعود من أمريكا وبما يفكر على طريق المطار.أوافق العودة ليست بهذه السهوله,ولكن أسأل كل مغترب:هل البقاء هنا هو ...بهذه السهوله.... -الولايات المتحدة
خلدون شاويش 2008-03-19 18:02:25
ياجبل البعيد خلفك حبايبنا
من نافذة الطائرة رأى دمشق.. سحابة كبيرة من الدخان تلف دمشق.. و هو من خلف النافذة.. و رغم أنه في السماء يكاد يسمع أصوات المدينة.. يكاد يسمع خشخشة أساور سيدة بدينة تشطف الدرج أمام باب بيتها.... و كأني كنت في الطائرة , صورة رائعة جدا شكرا لك مدام نعمت و نتمنى عودة كل أبنائنا بالسلامة للوطن.-سوريا
خلدون شاويش 2008-03-19 18:02:04
يا جبل البعيد خلفك حبايبنا
أتذكر هذه الأغنية بعد أن ودعنا أخي حين سافر الى الولايات المتحدة قبل خمسة أعوام , حين أدرنا المذياع ليطلع لنا صوت فيروز تقول ياجبل البعيد خلفك حبايبنا , يومها ساد الصمت و ترقرقت الدموع في ماقي الجميع , مر عام وجاء أخي بزيارة قصيرة لمدة اسبوعين و غادر ثانية كان الوداع الثاني صعبا أيضا ذكرتني بتلك اللحظات القاسية. -سوريا
لمى . ص 2008-03-19 17:53:07
مدينتي البعيدة
أنا كمان مابعرف عيش بعيد عن كل ذاكرتي واحلم يوميا بالعودة..فنجان قهوة في الصباح مع اهلي يساوي كل مدن العالم الاخرى..اكثر ما اخافه هو الموت غريبة..رائعة حكايتك يان توقظ فينا الاختناق مع غصة الم في كل الحروف المكتوبة..لايعرف الغربة الا من ذاق طعمها..شو يعني كوشوكة -سوريا
lady 2008-03-19 17:39:10
ياريت
لو ضلت الشام شام كان الكل رجع -سوريا
Bashar Al Faham 2008-03-19 17:19:12
آه يا شام
كل التفاصيل التي تصور لنا هذه المشاعر وكأني أشاهد شريطا مصورا أمامي لا كلمات للقراءة أمتعت وأبدعت وأصدقك القول أن بعض عباراتك كادت أن تنفر الدمعة من عيني
مهما اغتربنا تظل الشام ساكنة حنايا القلوب وتبقى معنا ذكريات الفتوة والحلبوني وبياع الفول والملعب البلدي وليس لنا في غربتنا الا مقدار ظل الأذن كما يقولون -السعودية
محمد أبو جاسم 2008-03-19 16:28:56
تستحق القراءة مرتين
قديما كان المهاجر يرجع ويشتري بيت ويفتح مشروع صغير لأن الحياة كانت بسيطة ورخيصة نوعا ما لكن الان الحياة اصبحت في سورية مكلفة ومعقدة مما يضطر المهاجر ان يرجع فقط للزيارات .....وتحية لك يا مدام حموي -كندا
وسام 2008-03-19 16:50:07
شكرا نعمت
والله بكيتيني زكرتيني بحالي وحال كل الشباب ياللي متلي وزكرتيني بسندويشتين الشاورما والكولا اديش كانو طيبين بكيتيني والله بلدنا حلوة والله يسامح ياللي كان السبب بغربتنا
راجعين يا هوى راجعين-سوريا
فينيقي 2008-03-19 15:46:46
بلا توازن
المقاله طويله يشكل غير جيد, وفيها الكثير من التكرار, فكرتها بسيطه ان دمشق جميله وابناؤها يا حرام مولعين بها,المسأله ليست دمشق بل هي مكان ولادة اي انسان( كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزل) لكن قمة النضج عندما تستطيع ان ترى العالم كله بلادك و ناسه كلهم جيرانك واهلك , في هذا العالم ما هو اجمل بالف مره من البحره و العرق سوس-سوريا
XXX 2008-03-19 15:15:43
XxX
رأى أمامه عشرون ولا عشرين ؟؟؟؟؟
سوريا
F 2008-03-19 14:46:44
عن جد انك بتجني
عن جد انك بتجني -سوريا
Nada 2008-03-17 21:34:48
آآآآآه
راجعين يا هوى راجعين.... الله يرحم هديك الأيام وفيروز وبرنامج مرحباً يا صباح قبل وصول باص المدرسة... أين أيامك يا مهاجرين؟؟؟ وأيام المدرسة والصديقات ووو... احكي لنا عن شيء آخر يا ن. حتى لا تغرورق العيون بالدموع وما عود شوف شو عم أكتب.. سلام للحبيبة ر. -فرنسا
|
||
copy rights ©
syria-news 2010 |