2008-08-16 23:00:50
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ
حدث في سوريا (30) .. نكسة حزيران ... بقلم : ن. الحموي

هذه القصة لم تحدث في سوريا وأي تشابه بين أحداثها الخيالية وأي أحداث واقعية فهو مجرد صدفة..


صمت مدينتي يختزل كل ما قيل، كل ما يُقال وكل ما سيُقال..

من قال أن مدينتي تصمت؟؟

لا يا سادتي أن تصمت مدينتي هذا أمر محال..

 

**************************************

 

الأول من حزيران..

درج طويل كما لو أنه دون نهاية وشاب في ملابس بيضاء يركض مسرعاً نحو الأعلى وهي تحاول اللحاق به وتشعر بنفسها يكاد ينقطع..

الشاب حافي القدمين وتستطيع أن ترى الطين يغطي أسفلهما..

تناديه: (يا أستاذ.. يا أستاذ).. لكن الشاب لا يرد ويستمر بصعود الدرجات وهي تشعر بقلبها ينبض بقوة حتى يكاد يخرج من صدرها وحين يغيب الشاب عن نظرها تجد نفسها على سطح بناء مرتفع والظلام يحيط بها من كل جانب وتستطيع أن ترى أنوار المدينة كلها من بعيد كما لو أنها على قمة جبل قاسيون والرياح قوية تضرب وجنتيها..

تبحث عن الدرج كي تنزل لتعود من حيث أتت وحين تلتفت نحو الخلف ترى الشاب جالساً على الأرض يصدر صوتاً كالبكاء، كالأنين.. تقترب منه وتمسح شعره الأسود الفاحم ثم تنظر إلى كفها فتجده مغطى بالدم وقبل أن تصرخ يمسك الشاب بيدها المدماة ويسحبها بقوة حتى تصبح أذنها قبالة شفتيه فيهمس لها (هششششششششش ولا كلمة) تحاول أن ترى وجه الشاب ثم تسمع أصواتاً تعرفها جيداً تنادي اسمها:

 

-        شبك رنيم؟؟ شبك؟؟ شو صاير معك؟؟

-        رنيم.. رنيم.. قومي رنيم..

-        رنيم بسم الله الرحمن الرحيم عليك.. رنيم حبيبتي

 

حين تفتح عينيها تجد زميلاتها في الغرفة حولها وهي تتصبب عرقاً وعيناها متحجرتان تنظران في الفضاء ولسانها معقود.. تلمح الساعة تشير إلى الثالثة والنصف فجراً..

تشرب كوب الماء الذي ناولتها إياه غزل دفعة واحدة ثم تدفن وجهها في صدر عالية وتبكي وتبكي طويلاً.. قبل أن تعانق دبدوباً أهداها إياه مؤيد بمناسبة عيد ميلادها وتستسلم للنوم وكأنها قد خرجت لتوها من معركة ضارية مع كل شياطين وعفاريت الدنيا..

تنام رغم أن جسدها لا يزال يرتجف ورغم أنها لا تزال تشعر بقبضة الشاب الذي رأته في كابوسها للتو حول معصمها والذي لم تنقطع زياراته لها في كوابيسها منذ أشهر.. منذ الحادثة التي ضجت بها المدينة الجامعية بأكملها..

تنام وتشعر بأنها نامت سنوات طوال وحين تفتح عينيها ترى عقارب الساعة تشير إلى الرابعة والربع فجراً..

 

**************************************

 

الرابعة والربع من عصر يوم التاسع عشر من تموز 2006...

رنين الهاتف الذي زاد من ضخ الأدرينالين في دمها... شقيقتها ترفع سماعة الهاتف ولسان أمها يسابق الثواني في محاولة لتلاوة سورة أخيرة ودعاء أخير لابنتها بالنجاح وبالحصول على المجموع الكبير الذي تحلم به قبل أن تسمع النتيجة النهائية..

ثوانٍ قصيرة شعرت بها دهراً وهي تنتظر الخبر الذي سينقله شقيقها من مقهى الإنترنت الوحيد في القرية المتواضعة حيث اجتمع العديد من أهالي الضيعة بانتظار معرفة نتائج امتحانات الثانوية العامة..

جدها المُقعد يداعب حبات المسبحة بأصابعه المتعبه وعيناه تنظران نحو السماء وألف دعاء في فمه تقاطعه زغرودة طويلة خرجت من حنجة ميسون التي أقفلت سماعة الهاتف وهرعت تعانق رنيم وهي تصيح:

 

-        ألف مبروك.. ألف ألف مبروك.. 235.. 235..

 

حين هدأت ميسون استطاعوا أن يفهموا أن رنيم قد نجحت وأنها قد جمعت 235 علامة دون مادة التربية الدينية وعلى شرف رنيم أقيمت الاحتفالات في القرية البسيطة التي احتفل كل أهلها بابنتهم رنيم..

رنيم التي (رفعت راس الضيعة)..

بعد أربعة أيام عاد والدها من تركيا يحمل لها سواراً فضياً أخبرها أنه اشتراه لها خصيصاً من استانبول ليزين معصم ابنته التي رفعت رأسه بين كل أهالي الضيعة..

كان والدها مجرد رجل بسيط ساعدته اللغة التركية التي تعلمها من والدته ذات الأصول التركية في الحصول على عمل كسائق شاحنة ما بين سوريا وتركيا لذا فهي كانت تعلم جيداً قيمة هذا السوار الذي جاء لها به فهو لم يكن مجرد سوار فضي جميل من بلد تحلم كل يوم بزيارته بل هو سوار سيذكرها كل يوم بوالدها المتعب، جدها المقعد، والدتها التي تنتظر عودة (عمود البيت) بالسلامة وأخوتها الذين يجب أن يتابعوا تعليمهم..

 

**************************************

 

الرابعة والربع فجراً.. تتلمس سوار الفضة حول معصمها لتتأكد من أنه لازال موجوداً ولم يسقط منها حين أمسك معصمها الشاب الذي في الكابوس..

تنهض من سريرها وتتناول حقيبتها، تخرج دفتراً ومحفظة الأقلام لتتناول قلماً فتقع يدها على بطاقتها الجامعية فتمسك البطاقة بكلتا يديها وتتأمل اسمها على البطاقة وصورتها وهي ترتدي كنزتها السماوية التي اشترتها من محل في سوق الحميدية..

 

**************************************

 

الأول من آب عام 2006...

تصل إلى دمشق برفقة والدها..

لأول مرة ترى دمشق والزحام في دمشق..

لم تكن تتخيلها مزدحمة لهذا الحد..

كراجات البولمان، الزحام، بائع اليانصيب وماسح الأحذية وعشرات الشحاذين وباعة العلكة معظمهم من الأطفال..

والدها يضع ذراعه حول كتفيها يحاول حمايتها من السيل البشري المتدافع وهي بجسدها النحيل تتلقى الصدمات بصمت وتحاول أن تركز على المدينة فقط دون أي شيء آخر..

ترى سيارات لم تر مثلها في حياتها سوى على شاشة التلفزيون..

في كل حياتها لم تر هذا العدد من السرافيس والباصات السيارات مجتمعة في مكان واحد..

في كل حياتها لم تر ما أخبرها والدها أنه الأوتوستراد..

واليوم هي ترى كل شيء دفعة واحدة..

 

حين نزلت من سيارة الأجرة ربت والدها على كتفها وهو يخبرها أن هذه هي كلّيتها..

وقفت أمام المدخل تتأمل الطلبة يدخلون ويخرجون.. تتأملهم وقد تجمعوا حول الأكشاك المختلفة..

نظرت إلى البناء، نحو عبارة (كلية الطب) مباشرة وابتسمت وهي تشعر بالسعادة ترقص في قلبها الذي راح يطرق كقلب عصفور صغير..

 

يومها تناولت الغداء مع والدها في مطعم في منطقة البرامكة ثم ذهبت بصحبته إلى  سوق الحميدية.. يومها أخبرها والدها الكثير عن تركيا وأسواقها المغلقة والثقوب الصغيرة التي في السقف والتي تتسلل منها أشعة الشمس..

يومها اشترى لها البوظة من محل بكداش وكنزات ملونة حمراء، صفراء، سماوية وبنفسجية ودفع ثمن الكنزات الأربع ستمائة وخمسون ليرة بعد ثلاثة أرباع الساعة من المفاصلة..

وفي اليوم التالي ارتدت كنزتها السماوية واتجهت إلى محل تصوير في منطقة المرجة التقط لها صورة ألصقوها على بطاقتها الجامعية..

 

**************************************

 

تنتبه عالية لحركة رنيم فتسألها إن كانت تريد شيئاً فترد الأخيرة بالنفي وتخبرها بأنها تذكرت شيئاً تريد أن تراجعه قبل الامتحان الذي ينتظرها في صباح الغد..

تمسك الدفتر وتضع رأس القلم على الورقة البيضاء.. بضع ثوان ثم تبدأ أصابعها بمراقصة القلم ورسم الكثير من الأحرف والخطوط.. ثم تتوقف وتسند رأسها إلى الجدار الذي خلفها وتنتبه إلى التاريخ المكتوب على الجدار.. تلمسه بأصابعها ثم تعود للكتابة وقد ترقرقت دمعة في عينيها..

 

**************************************

 

17 أيلول 2006

دخلت إلى الغرفة تحمل حقيبتها وبعض الأطعمة التي أرسلتها معها والدتها، عرفت يومها أنها ستتشارك الغرفة مع عالية، غزل ورغد..

وقعت على استلام دلو ماء ومكنسة بلاستيكية وراحت تعمل مع صديقاتها الجدد على تنظيف الغرفة القذرة..

صراصير في الزوايا، غبار على الأسرة، طين على الأرض، بقايا طعام عفن هنا وهناك، دم بعوض على الجدران.. كل ما في هذه الغرفة قذر.. حتى صنبور الماء بحاجة لصيانة، الأمر الوحيد الذي حبس دموعها ومنعها من البكاء هو وجود الصبايا حولها فقد كن طيبات، عفويات ومرحات بحيث شعرت أنها في بيتها ومع أخواتها رغم أنها قد تعرفت عليهن للتو..

مع نهاية النهار وبعد أن تمت عمليات التنظيف أخذت حماماً واستلقت على السرير ثم دونت تاريخ اليوم: 17 أيلول 2006 على الجدار..

من يومها أصبحت هذه الغرفة بيتها، زينت الجدار بصور مختلفة، اشترت حوض نباتات، قامت بتركيب رف خشبي وضعت عليه كتبها، ومن مصروفها جمعت ثمن شرشف جميل باللون الوردي..

 

**************************************

 

مزقت الورقة التي كتبتها..

نظرت إلى الصفحة الفارغة أمامها ثم بدأت الكتابة من جديد: \"حبيبي مؤيد\"..

 

**************************************

 

\"سنة أولى كلية الطب\" كم كانت تشعر بالفخر والسعادة وهي تردد هذه العبارة بينها وبين نفسها..

كانت سعيدة لأنها بدأت بتحقيق حلمها الذي لازمها منذ طفولتها.. \"سنة أولى كلية الطب\"..

كانت كل حياتها بين الكتب.. لا وقت تضيعه..

كانت حريصة كل الحرص على استثمار كل ثانية بالقراءة والبحث حتى خلال ساعات الفراغ بين المحاضرات.. كانت تتناول سندويشة زعتر مع كوب شاي ترتشفه بسرعة مع زملائها وزميلاتها قبل أن تتجه إلى المكتبة لتغوص بين الكتب..

ضحكت كثيراً حين علمت أنهم اطلقوا عليها اسم (حلزونة) بسبب كثرة اهتمامها بدراستها ولكنها كانت سعيدة بوجودها بين الكتب فبالنسبة لها هي موجودة في دمشق لهذا الهدف بالذات.. وكانت كلما شعرت بالضعف تنظر إلى السوار الفضي وتتذكر كم يتعب والدها في سبيل تأمين مصاريف دراستها ومع هذا لم تستطع مقاومة هذا الطفل الشقي المدلل الذي يأسر قلوبنا دون استئذان..

إنه الحب..

سبب إضافي جعلها تصر على التفوق أكثر والدراسة أكثر والاجتهاد أكثر فأكثر..

زميلها من نفس دفعتها، يشاركها ذات الأحلام وذات الطموحات.. ترى في عينيه بريق يمنحها المزيد من القوة والمزيد من التصميم لتدرس أكثر وتجتهد أكثر..

مؤيد..

مجرد تكرار اسمه في سرها كان كفيلاً بمنحها سعادة لا توصف..

مؤيد..

مؤيد وحارات دمشق القديمة، وإطعام الحمائم بالقرب من الجامع الاموي، مؤيد والبوظة من محل بكداش وطعم شراب العرقسوس، وأصوات الباعة ورائحة الخشب في القباقبية، مؤيد ورائحة المعسل وطعم كوب الشاي في النوفرة.. مؤيد ورائحة التوابل والشموع في البزورية.. مؤيد وألف ألف ذكرى..

 

**************************************

 

 تمسح دموعها وتستمر بالكتابة وتحاول جاهدة أن لا تصدر أي صوت إلا أن عالية تسألها وهي نصف نائمة:

-        شو لسه ما نمت؟؟ شو عم تعملي؟؟ عندك فحص بكرا نامي والله بعرفك دارسة منيح..

تخفي وجهها وتتظاهر أنها منهمكة بما تفعله وترد عليها:

-        هلق بنام بقيان لي شوي.. نامي إنت لا ينشغل بالك..

وتستمر بالكتابة: \"أعرف أنكم ستلوموني ولكن أرجوكم أن تسامحوني\"..

 

**************************************

 

17 آذار 2008

في ذلك اليوم استيقظ الجميع على خبر كالصاعقة..

\"منير انتحر\"..

يومها حاولت أن تتذكر وجهه.. أن تتذكر وجه ذلك الشاب الذي كان يجمع الشباب والصبايا حوله في حديقة المدينة الجامعية ليستمعوا لعزفه على العود..

تذكر أنه كان في السنة الخامسة في ذات كليّتها وأنه كان مرحاً، محبوباً يجيد عزف العود..

تذكر أنها كانت تراه في المكتبة أو الكافيتريا أحياناً وأنها كانت تمر به جالساً في حديقة الجامعة يعزف على العود وهي متأكدة من أنها رأته البارحة يركض باتجاه وحدته يحدث نفسه، صدمها وكاد أن يوقعها ومع هذا فلم يتفوه بكلمة اعتذار واحدة بل تابع جريه إلى غرفته وكأن شيئاً لم يكن، وكأنه في عالم آخر تماماً..

 

صوت سيارات الاسعاف والاطفاء والشرطة..

حالة من الفوضى عمت المدينة الجامعية بأسرها والجميع في حالة من الذهول والصدمة..

قصص كثيرة تُروى عن مشاكله النفسية والمالية وضغوطات مورست عليه.. عناصر الأمن ضربوا حصاراً على المكان ومنعوا الطلاب من الذهاب إلى محاضراتهم وبدأت التحقيقات التي لم توفر أحداً إلا وجعلته طرفاً فيها..

وبين كل هذا الضجيج كانت هي في غرفتها تحاول أن تجد حلاً لمشكلتها وأن تتذكر وجهه وحين سألتها غزل عن رأيها بما حصل قالت لها بأن لا شيء في الدنيا يمكن أن يبرر الانتحار..

 

**************************************

 

كتبت: \"انتبهي يا ميسون فكثيرة هي الأقنعة في هذه المدينة.. الناس هنا لا وجوه لهم.. كلهم كلهم مجرد أقنعة..ابتساماتهم وضحكاتهم كلها مزيفة وعيونهم من زجاج لا تجدين فيها دفئاً ولا بريقاً ولا حقيقة.. هم مجرد أقنعة\"

 

**************************************

 

 

23 آذار 2008..

كانت في طريق عودتها من الضيعة بعد أن أمضت العطلة مع أهلها..

كانت تعرف أنها تبدو شاحبة ومتعبة ولهذا كانت ترد على أي استفسار بعبارة (دراسة وسهر)..

ارتدت هي أيضاً قناعاً أخفى خوفها وقلقها والعملية التي تمكنت بواسطتها من سرقة عقد عمتها الذهبي..

كانت متأكدة من أن عمتها ستكتشف السرقة مع نهاية هذا اليوم وكانت لأول مرة تشعر بالسعادة لأنها لا تمتلك هاتفاً خليوياً ..

سيكتشفون السرقة اليوم ولن تضطر للتظاهر بالمفاجأة حين يعلمونها بالأمر..

سيكتشفون السرقة اليوم ولن يشكوا بها ولو للحظة واحدة فرنيم \"العاقلة\" التي \"رفعت راس العيلة\" لا يمكن أن تكون محط شبهة..

سيكتشفون السرقة اليوم وطبعاً سيبلغ زوج عمتها المختار بالأمر والذي بدوره سيتظاهر بأنه قادر على إخراج الزير من البير ولكنه في نهاية الأمر سيحل القضية (حبياً) ويضيع العقد الذهبي إلى الأبد..

سيكتشفون السرقة اليوم ومع نهاية هذا اليوم ستبيع العقد الذهبي وتتخلص من تلك المصيبة التي وقعت فوق رأسها من حيث لا تدري.. ليتها لم تذهب إلى ذلك الحفل وليتها لم تره في حياتها..

 

كان حفل عيد ميلاد دُعيت إليه كل الفتيات في دفعتها وبعد إلحاح صاحبة العيد وبعد أن استدانت خمسمائة ليرة من غزل لتشتري هدية ذهبت إلى الحفل..

طوال الوقت كانت تنظر إلى ساعتها وتطلب من رفيقتها أن تنهض معها لتوصلها بسيارتها كما اتفقتا إلا أن الأخيرة لم تهتم كثيراً وقالت لها:

 

-        كل البنات بيتأخروا وما بصير عليهم شي.. ليش إنت كل هالقد خايفة؟؟ خلص زودها وفرقها عشر دقايق..

 

حين وصلت إلى المدينة كان الباب مغلقاً..

توسلت إلى الحارس طويلاً كي يسمح لها بالدخول..

بكت كما لم تبك من قبل وأخبرته أنها لم تتأخر من قبل ووعدت أنها لن تتأخر بعد اليوم مهما حصل وانها مستعدة لتحمل أي عقوبة إلا البقاء خارج المدينة وكم كانت محظوظة حين أشفق عليها قاسم الحارس الآخر وسمح لها بالدخول..

كانت ممتنة له إلى أبعد حد وهكذا أصبحت تسلم عليه كلما مرت به وتحضر له معها في كل مرة تعود فيها من الضيعة مختلف الأطايب..

 

**************************************

 

الخامسة فجراً..

تنظر من النافذة نحو السماء..

خطوط من النور بدأت تبدد ظلمة الليل  زقزقة العصافير تقتل سكونه.. ثم تتابع الكتابة: \"مؤيد.. تأكد أني أحببتك بكل صدق وأني سأظل أحبك دوماً إياك أن تصدق أني ولو للحظة واحدة تخليت عنك..\"

 

**************************************

 

-        إنت تغيرت كتير.. ما بدك تطلعي لمحل ولا بدك ندرس سوا ولا نحكي سوا.. لك شو قصتك؟؟

-        ما فيني شي بس أنا حابة ركز على دراستي..

-        ليش انا عم عطلك؟؟ هي نحن عم ندرس سوا.. لك بالعكس نحن عم نستفيد أكتر لما عم ندرس مع بعض..

-        (تنفخ نفخة انزعاج وتسأل بغضب) هلق إنت شو بدك مني؟؟

-        أنا شو بدي منك؟؟ رنيم.. أنا بحبك وخايف عليك.. إنت كتير متغيرة ومو حاسة على حالك

-        والله هي أنا عجبك عجبك ما عجبك كل مين حر بحاله

-        طيب بقدر أعرف وين كنت مبارح؟؟ ليش ما نزلت على المكتبة متل ما كنا متفقين؟؟

-        قلت لك كنت تعبانة وراسي واجعني وكنت بس بدي نام

-        رنيم أنا آسف بس إنت كذابة!!

-        كذابة!!

-        إي كذابة لأني مبارح شفت غزل بالمكتبة وحبيت اطمن عنك ولما سألتها عنك قالت لي إنها ما شافتك طول النهار مع إنها ما طلعت من الغرفة غير لتجي على المكتبة..

-        أنا كذابة؟؟ وعم تحط جواسيس عليّ كمان؟؟ ماشي يا مؤيد

 

تنهض غاضبة فيمسك يدها محاولاً تهدئتها:

 

-        رنيم أنا خايف عليك.. احكي لي شو صاير معك؟؟ شو قصتك؟؟ غزل خبرتني إنت عم تشوفي كوابيس كل الليل لدرجة ما حدا عم يعرف ينام شو قصتك؟؟

-        قلت لك ما في شي اتركني.. اتركني.. لك حل عني..

 

تفلت من يده وتركض باكية..

 

**************************************

 

تخرج مغلفاً أبيض تحمله مع ولاعة وتخرج من الغرفة حافية..

تسير ببطء وهدوء.. تتلفت حولها وتتأكد أن ما من أحد يراها.. ثم تتجه نحو الدرج وتصعد الدرجات ببطء

 

**************************************

 

مساء الأول من آذار 2008

كانت تناول قاسم سلة تحوي بعض المربيات والجبن حين دعاها لشرب كوب من الشاي.. لم تكن ترغب بالبقاء إلا أنه أصر وخافت أن يفسر رفضها كبراً وتعالياً خصوصاً بعد موقفه الشهم معها في ذلك اليوم..

راحت ترتشف الشاي بسرعة وحين نهضت لتتجه إلى غرفتها هاجمها وحاول الاعتداء عليها إلا أنها استطاعت أن تحرقه بمحتويات إبريق الشاي الساخن قبل أن تهرب منه وتتجه إلى غرفتها غير عابئة بتهديداته التي راح يطلقها يمنة ويسرة إن هي أخبرت أحداً ويعدها بأنه سينتقم منها على ما فعلته به..

 

بعد هذه الحادثة لم تعد رنيم تتحرك دون أن تكون بصحبة أحد ما إما مؤيد أو صديقاتها.. وأصبحت ترتجف خوفاً كلما مرت بالقرب من المحرس حيث هاجمها قاسم.. وبعد أسبوع واحد وجدت هذا المغلف الأبيض تحت باب غرفتها وكم كانت مفاجأتها كبيرة حين رأت ما بداخله..

خمس صور لها بوضعيات مشينة..

لم تصدق ما رأته عينيها يومها..

من أين أتى المغلف؟؟ من أين أتت هذه الصور؟؟ كيف ستثبت أنها ليست هي الموجودة في الصور؟؟ من له مصلحة بهذه المزحة السمجة؟؟ أم أنها ليست مزحة؟؟

حين قلبت الصور عرفت أن الأمر ليس مزحة بل انتقام وابتزاز وأن المنتقم والمبتز واحد: \"قاسم\"..

 

**************************************

 

تستمر بصعود الدرجات حتى تصل إلى سطح البناء.. وهناك يفاجؤها الهواء المنعش النظيف..

لم تصعد إلى السطح من قبل..

تسير حافية، تدوس على أعقاب سجائر، قطع بلاستيكية وحصى وأوساخ مختلفة لكنها كما لو أنها منومة مغناطيسياً لا تشعر بشيء..

تتجه إلى زاوية محمية من تيار الهواء.. تجلس على الأرض وتمسك بالمغلف وتحرقه وتتأمل النار تأكله قطعة قطعة وترى وجه قاسم يحترق بين اللهب..

 

**************************************

 

-        قاسم حرام عليك شو بدك مني؟؟

-        إنت بتعرفي شو بدي..

-        فشرت يا كلب.. أصلاً إنت واحد كذاب..

-        بجوز كون كذاب بس معي دليل والناس رح تصدق الشي يلي رح يشوفوه

-        بس هي مو أنا.. مو أنا

-        ومين رح يصدقك؟؟ رفقاتك بالغرفة؟؟ أهلك ولا حبيب القلب؟؟ ما حدا رح يصدقك ما حدا..

-        هات إيدك لبوسها هات رجلك الله يوفقك لا تفضحني

 

تحاول أن أن تقبل قدمه إلا أنه يركلها ويقول:

 

-        شو في وليه أنا ما لي ابن حرام مشان هيك رح أعطيك هالظرف إذا بتعطيني خمسة وعشرين ألف ليرة..

-        من وين بدي جيبهم؟؟ والله لو ببيع ما فوقي وتحتي ما بلاقي هالمبلغ..

-        مو مشكلتي دبري راسك..

 

\"دبري راسك\"..

وتأتي الفرصة على طبق من فضة (لتدبر راسها)..

تسافر إلى الضيعة وترى العقد الذهبي يزين عنق عمتها..

تسافر إلى الضيعة وتغافل الجميع وتسرق العقد وتعود إلى دمشق..

تعود وتبيع العقد قبل أن يعرف أحد باختفائه وتسلم النقود لقاسم الذي يناولها المغلف بدوره فتخفيه عن العيون وتصعد إلى السطح بعد منتصف الليل وتدوسه وتحرقه وتتمنى لو أنها تحترق معه..

كم شعرت بالقرف من نفسها !!

 

سارقة.. سرقت عقد عمتها ثم باعته وأعطت المبلغ لحشرة قذرة..

كم شعرت بالقرف يومها..

 

**************************************

 

ترى المغلف أمام عينيها وقد تحول إلى رماد.. والرماد لا زال ساخناً.. ثم تنظر إلى الزاوية التي خلفها حيث أحرقت المغلف الماضي.. ثم تسير ببطء وهي تنظر إلى بقية الأسطح.. لتتأكد إن كان أحد قد رآها..

 

**************************************

 

عاد يهددها من جديد..

يريد المزيد من المال وهي لا تريد أن تسرق مرة أخرى..

لا تريد أن تشعر بنفسها قذرة..

لا تريد أن تخفي على مؤيد المزيد من الأسرار..

كيف تقول له أنها لم تذهب إلى موعدها معه لأنها كانت في سوق الصاغة تبيع مصاغاً مسروقاً؟؟

كيف تخبره أن حشرة مثل قاسم يهددها؟؟

أتخبره؟؟

ماذا تقول له؟؟

هل سيصدقها؟؟

ماذا لو لم يصدقها؟؟

ماذا لو علم قاسم أنها أخبرت مؤيد؟؟

ماذا لو شعر قاسم بالتهديد إن هو علم بأن مؤيد كشفه فقام بنشر الصور بين زملائها وزميلاتها؟؟

ماذا لو وصل الخبر لأهلها؟؟

كيف سيتحمل والدها الخبر وما الذي سيحل بسمعة أسرتها؟؟

هي تتوقع من قاسم كل شيء وأي شيء.. ولم تعد تريد المغامرة..

 

**************************************

 

تتجه إلى الحافة..

تقف حافية على الحافة تماماً وتفتح ذراعيها وتنظر إلى المدينة الصامتة..

إلى كل البيوت التي لا زالت نائمة..

تشعر بالهواء يضرب وجنتيها كما في كابوسها.. تغمص عينيها ثم تفتحهما لتنظر إلى الخلف إلى حيث أحرقت المغلف الأبيض فترى الشاب الذي تراه في الكابوس.. جالساً على الأرض كما في الكابوس.. فتهلع وتخاف وتتسع حدقة عينيها وتنزلق قدمها وتسقط من أعلى السطح..

تحاول أن تصرخ ولكن لا صوت لها..

تحاول أن تصرخ وتصرخ لكن لا صوت لها..

حتى وإن صرخت من الذي سيسمعها؟؟ من الذي سيصدقها؟؟

سقطت نحو الأسفل بسرعة..

كانت لا تزال تنظر نحو السماء الصافية.. سماء حزيران.. وشمس حزيران الدافئة وغيمة صغيرة هنا وأخرى هناك، تنظر إلى تلك البقعة من حيث سقطت وتحاول أن تصرخ لكنها ترى ذات الشاب من الكابوس يقول لها (هششششششششش ولا كلمة) ويلقي بمغلف أبيض نحوها وحين ارتطم جسدها بالأرض رأت وجه الشاب.. إنه منير.. ولكن لا وجود للمغلف..

 

الأول من حزيران 2008

في ذلك اليوم استيقظ الجميع على خبر كالصاعقة..

\"رنيم انتحرت\"..

صوت سيارات الاسعاف والاطفاء والشرطة..

حالة من الفوضى عمت المدينة الجامعية بأسرها والجميع في حالة من الذهول والصدمة..

قصص كثيرة تُروى عن مشاكلها النفسية والمالية وضغوطات مورست عليها.. عناصر الأمن ضربوا حصاراً على المكان ومنعوا الطلاب من الذهاب إلى محاضراتهم وبدأت التحقيقات التي لم توفر أحداً إلا وجعلته طرفاً فيها..

وبين كل هذا الضجيج كان هناك أحد في غرفته يحاول أن يجد حلاً لمشكلته وأن يتذكر وجهها..

 

عثروا على الرسالة لكنهم لم يعرفوا يوماً لماذا كتبتها ولا لماذا انتحرت ومع هذا لم يتمكنوا من مسامحتها يوماً..

 

كانت تلك نكسة حزيران.. فهل يأتي بعدها انتصار؟؟


Dr. Feras Al-Lahham 2008-08-21 00:41:01
يعني يا هيك القصص يا بلا
لو بتضل هالقلم يكتب هيك قصص,,,رح يجينا شي رمضان كلو مسلسلات الكاتبة الرائعة ن. الحموي ....تابعي على نفس امنوال وشكرا كتير الك
سوريا
أحمد الببيلي 2008-08-20 01:11:37
النكسة الثانية
كلمة نكسة هي تعبير (لطيف) تعمدت الدول العربية استعماله للتخفيف من هول الكارثة والفضيحة والطامة الكبرى التي ألمت بهذه الأمة في السادس من حزيران.. أما النكسة الثانية فهي أن هذا المقال الجميل ظهر في شاشاتنا مائلا ومنحازا إلى جهة اليمين بحيث ضاعت أول كلمة من كل سطر منه.. فصارت النكسة نكستين .. وعلى قول بعض الناس: الله يجيرنا من الثالثة.. شكرا لك يا أخت نون
سوريا
سيريانا الدمشقي 2008-08-18 14:11:57
تحية لك مدام ن
التفوق العلمي لا يتعارض مع طيبة القلب و لا يمنع استغلال صاحبه من ضعاف النفوس الفتاة من بيئة قروية بسيطة و استغلال قاسم لها افقدها الثقة بمن اكبر منه ولكي لا تهتز صورتها امام حبيبها عضت على المها و انهت حياتها أعرف شخصا(غير عربي) يعمل بشركة اصيب بإنهيار عصبي لأن احدهم(عربي) اتهمه بالكذب وقال له انت كاذب المسكين لم يحمله عقله و انهار وعندما شفي قدم استقالته الناس تختلف في ردات الفعل منهم من يضحك ومنهم من يغضب ومنهم من ينهار ومنهم من ينتحر
-سوريا
م.ياسر 2008-08-17 20:15:22
نكسة حزيران
نحن لانريد هكذا نهاية للبطله-مطلب الجمهور- نريدها اقوى تتحدى الصعاب لاتياس ولاتتحطم رغم كل ظروفها نريدها- سوبروومن -لانحب النكسات لان الجماهير قد اتخموا بالنكسات -لقطات محترفي كتابه تشكري على هذا المجهود وهذا الوقت-
السعوديه
د.ناهد 2008-08-17 15:53:11
سيدة نون
شكراً لك على السرد الرائع, عندما سمعت بهذه القصة بقيت ثلاثة أيام حزينة وبكيت كثيراً وأنا أتخيل مقدار الألم الذي شعرت به هذه الطفلة حتى وصلت إلى هذا الحل, شعرت أنها عاقبت نفسها على سرقتها بعقوبة أقسى بكثير من الجرم نفسه, فلو علم أهلها بجرمها حتماً لن يكون العقاب الموت...وعن الابتزاز فهذا الأمر أصبح شائعاً في أيامنا ويجب على الفتيات تعلم التعامل معه وتعلم ممن تُطلب المساعدة في هذا الأمر. اسلوبك يسحرني شكراً لك
- بريطانيا
سوزان 2008-08-17 13:58:32
تحياتي مدام نعمت - لكل حصانٍ كبوة
القصة ضعيفة جداً، شخصية البطلة غير صحيحة من الناحية النفسية، إنسانة ذكية وناجحة مثل البطلة في العادة عندما تواجه مأزقاً وتشعر أنها غير قادرة على تجاوزه بمفردها تلجأ إلى إنسان مناسب تثق به، وتختار هذا الشخص المناسب بعناية من بين المقربين لها، ولكن بالتأكيد لا تكسر منظومتها الأخلاقية وتسرق هكذا بدون تردد، إنسان ذكي سوي وصل إلى هذا العمر ولم بسرق في حياته لا يسرق أبداً تحت ضغض مأزق من هذا النوع. خصوصاً أن القصة لم يظهر فيها ما يدل على مشكلة ثقة بينها وبين والدها، خوفها من أن لا يصدقها أحدغير مبرر.
-الإمارات
Mic 2008-08-17 13:23:01
Nothing personal
التفوق يعني ان الشخص قد جمع علامات اكثر من غيره في احد الامتحانات و لا علاقة لذلك لا بالمهارات الاجتماعية و لا بالصحة النفسية و لا بمستوى الاخلاق الحميدة فهو يمكن ان يكون لص و يمكن ان يخون اهله و يبيع شرفهم و ثقتهم و سمعتهم من اجل علاقة سرية يسميها حب و يمكن ان يودي به جنونه الى الانتحار و اكيد لازم يدرس طب التعريف يبدو معقول جدا امام تسلسل الاحداث الدرامية المستقاة من وحي مسابقات الجمباز في الاولمبياد اما قفلة الفوتوشوب فيخر مخرجي بوليوود و هوليوود امامها راكعين
-الولايات المتحدة
أسامة حمود 2008-08-17 11:27:56
-
بغض النظر عن التفاصيل التي أوردتها الرواية - والمختلفة نوعاً ما عن باقي الروايات المتعلقة بالحدث - فقد كان بالإمكان أن تتعامل - وهي الطالبة المتفوقة والذكية - مع مشكلتها بطريقة أخرى ، سيما وقد شاعت أساليب الابتزاز بهذه الصورة ، ولو أن كل فتاة تعاملت بذات الطريقة لامتلأت ساحة المدينة بالمنتحرت . أدبياً لن أضيف كثيراً عما قاله المعلقون قبلي فأسلوبك السردي الروائي بات متفرداً بكل المقاييس ، صباحك الخير
سوريا
haniba3l 2008-08-17 09:58:13
الى السيدة ن
اولا لن اعلق على روعة القصة فأنت بغنى عن التعريف وقصصك بغنى عن تعليقاتي واظن القراء قد قاموا وسيقومون بهذه المهمة ** شكرا لك ...ذكرتني بمنطقة البرامكة وانا احبها جدا ولي فيها ذكريات جميلة لايمكن ان تتكرر ذكرتني بعشقي بين حلب ودمشق .....الله يسامحك ... تحيا سورية
الإمارات
شرف الدين 2008-08-17 09:36:57
رواية مؤلمة جدا
فتاة بعمر الورداجبرتها شريحة واسعة من مجتمعنا(المغلق على نفسه)على اختيار بشع, حلا لمازق وقعت به, لا لوم على من فقد ضميره وكان سببا مباشرا لذلك الحل, فاالملامةكلها على العقلية المهترئة التي زرعت فيناوهي الخوف من مصارحة من يهمهم امرناباي مشكلة قد تحدث. اسفي وحزني على رنيم مع تحياتي لابداعك اخت نعمت.
-كندا
TAREK 2008-08-17 09:46:45
المبدعة نعمت
أحلام ضائعة ومسروقة.أشخاص غلفت قلوبهم و عيونهم المال.وأصبحوا يحللون ما يريدون.ما أكره أن يستغل الأنسان أخية الأنسان.كيف تمكن قاسم من يمارس أستغلاله للرنيم.كم من قاسم موجود بيننا؟برأيي الأعدام يجب أن يكون من نصيب ذاك الحقير.مدام نعمت أستطعت بأبداعك أن تجعلينا ننتظر نهاية قصتك التي ضجت بها المدينة؟شكرا" سيدة نعمت
سوريا
ابن الضيعة 2008-08-17 08:44:01
صباحك ياسمين يا مبدعة
لاأدري ماذا أكتب وماذا اعلق فلم يعد لكلامي معنى بعد هذا الابداع 000لك مني كل التقدير والاحترام سيدتي
سوريا
mike tarrab 2008-08-17 07:42:52
thanks a lot
everyone should read this article. it'll help us a lot to understand the reasons behind those situations. unfortionatly our cultur still need a lot more experiences and time and brave and to be more open minded, to execuse that person or whatever made him or her to do that. thanks for showing the human side of that real story. you did a great job. just like every other article we read of you.
الولايات المتحدة
The Canadian Guy 2008-08-17 01:30:02
Amazing….
Amazing…. I have no idea how to describe how happy I was to see your story…. Fantastic story…. Keep them coming… can’t wait for the next one…
-كندا
عشتار 2008-08-17 01:17:22
شكراً لكِ
و يعود إلى خاطري ذاك السؤال من جديد الانتحار ؟؟ أيا تراه حلٌ أم أنه نوع من الهروب ؟؟ لو أنها لم تنتحر فما الذي من الممكن ان تقوم به لتداري فضيحة كانت طيبة قلبها هي المسبب الأول لها .. أما عن المساهمة فماذا أقول؟؟ سرد جميل .. قصة واقعية .. أحداث متقنة الوصف .. تفاصيل مرهفة الحس .. نقلتِ "السكيتش" من مسرح الحياة إلى سطور هذه الصفحة لنقرأها أو بالأحرى نعيشها بأم أعيننا..
-سوريا
عبد الله أنيس 2008-08-16 19:19:54
نكسات و نكسات و نكسات
أحلام مسروقة و طموح مسكوب و هزائم متوالية و خيانة في تفسير اللين ليصبح ضعفاً في نظر القوي الذي لا يرحم ...رنيم و نظائرها من الشباب ضحية عدم وضوح الطريق و أسس هلامية من طريق زلقة حبلى بالمصاعب و النكسات و المتاعب و الشدائد يتبعها ضيق في التعامل مع النكبات يستدعي فشلاً ذريعاً في النتائج لتنتهي عقماً في التعامل مع الواقع المنهك أصلاً ...شكراً لك على تعريتك أيتها الروائية الواعدة
سوريا
نديم 2008-08-16 06:31:20
أعجز عن الكلام
بكل ما قرأت وسمعت عن تلك الفتاة وقصص نسجت واعمل الخيال فيها لم اقرأ أو أسمع أفضل وأجمل مما كتب بهذه المساهمة...مع شديد حزني وأسفي لما حل بتلك الفتاة وامتعاضي واحتقاري لكل الظروف والمسببات المؤدية لانتحارها،أتت هذه المقالة لتحفر قصة لن تمحى بسهولة أو بوقت قريب....شكراً نون الحموي فقلمك(أو الكيبورد) قد خط فينا قصيدةً تتحدث عن الإنسان.......
سوريا
Reviewer 2008-08-16 03:38:10
Thank you
Thank you Mme. and I thank all people who care about what you care about!
سوريا
safa 2008-08-16 00:43:56
!!!........
مارح قلك بتعقدي اصلن ايا كلمة مابتوصف كلمياتك بس اديش في متل رنيم بس اختارت اسهل طريقة واكبر غلط انها تستسلم كان فيا تلاقي حل وشو ماكان الحل واديش ماخسرت المهم ماتخسر الاخرة كمينا لذلك قال المسيح "لا تحلفوا البتَّة. لا بالسماءِ لأنها كُرسيُّ الله. ولا بالأرض لأنها مَوطِيءُ قدميهِ. ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر ان تجعل شعرةً واحدةً بيضاءَ أو سوداءَ. فكيف فينا نقرر عن روحنا الي مو ملكناهيه امانه بس المشكل منا قد هيك امانه شكرا مدام حموي....
-Deutschland
copy rights © syria-news 2010