2009-06-17 13:00:43
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ
من لا نأمن بوائقه ... بقلم : عادل الكزبري

أحببت أن أستفتح مساهمتي بالحديث الشريف التالي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل ومن يا رسول الله، قال الذي لا يأمن جاره بوائقه.

 والبوائق جمع بائقة وهي الداهية والشيء المهلك.


إن انتشار المباني المتقاربة و الشقق السكنية المتجاورة بالإضافة إلى عدم تجانس الفئات الاجتماعية التي تسكن في الأحياء، أدى إلى تضخم مشكلة اجتماعية ملحّة جداً ألا وهي إساءة الجوار، حيث تجد أن كل شخص يعتبر أن خارج حدود منزله من الفضاء الخارجي، لا دخل له به، حيث أنه من الملاحظ في هذه الأيام كثرة الخلافات بين الجيران وأذيّة بعضهم بعضاً عن قصد أو بدون قصد، ناهيك عن رؤية جارتين أو جارين يتراشقان المدائح وقصائد الحب التي عجز الشاعر الحطئية (الشاعر الذي هجا كل شيء في العالم حتى أمه ونفسه) عن تأليفها، وأحببت أن أروي بعض المواقف التي تعرضت لها من جواري الكريم.

على سبيل المثال، جيراننا الذين يقطنون في الشقة التي فوقنا يتميزون بأعلى مستويات الحس الرفيع من حيث أنهم لا يحبون إزعاج جيرانهم أثناء النهار بأصوات إزاحة المفروشات و أعمال التنظيف، فيؤجلون هذه الأعمال إلى الليل، وحصراًً بعد الساعة الثانية عشر ليلاً، حيث تبداً المفروشات بالتنزّه فوقنا محدثةً أصوتاً تساعد على الاسترخاء التام، والنوم الهانئ، وخاصة أنهم يفضلّون استعمال الأحذية ذات الكعوب الخشبية المدببة حرصاً منهم على أن تتواصل معهم من خلال الاحساس بخطواتهم.

 

و منزل هؤلاء الجيران يعتبر مركزاً للاجتماع و التواصل الأسري، وحفلات الأطفال أو هل أقول الملائكة، وعندما يلتم الشمل فوقنا ويبدأ الأطفال بالتراكض تكاد تسيل دموعي من شدة التأثر، وهل يوجد في الدنيا أجمل من الشعور بأن أطفال جيرانك بأتم صحة وعافية.

 

أحياناً لا أحتمل شدة الأصوات فوقي عندما تمتزج أصوات المفروشات المتنزّهة مع أصوات الكعوب و ركض الأطفال، أضطر آسفاً و بكل قلة ذوق أن أدق بابهم حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لأطلب منهم شيئاً غريباً، أريد أن أنام بالليل!! فتفتح لي الجارة، فأطلب منها أن يخففو من الأصوات قليلاً لأننا نريد النوم فتجيب و أسمى آيات الاعتذار بادية في صوتها: وهل يوجد جيران تحتنا؟ بيت مين أنتو؟ ثم ماذا تريدوننا أن نفعل؟ هل تريدون ألا ندعو الأطفال لبيتنا؟ واليوم فقط لدينا وضع خاص لأننا نقيم حفلة للأطفال.

 

هنا أعتذر منها و أستسمحها على ما بدر مني، و لكني أود التنويه إلى أن هذه الحفلة تقام مرة كل أسبوع، وأنني أخبرت هذه الجارة مراراً و تكراراً انه يوجد جيران تحتهم منذ حوالي 16 سنة ولكن دون جدوى، أما عن أعمال التنظيف فهي شبه يومية.

 

هذا حالنا مع الجيران الذين فوقنا، أما الحال مع الجيران الذين كما يقال (الباب عالباب) فهم حوالي 15 فرداً يعيشون في بيت واحد، منهم 7 أطفال و الباقي أب و أم وفتيات، ولا أعلم صلة القربى بين الجميع، ولكن الذي أعلمه أن الأطفال لدى انتقالهم لهذا البيت اكتشفوا لعبة طريفة جداً وهادئة، هي إغلاق باب القبو الذي نسكن فيه بقوة شديدة، بحيث أن عودتهم من المدرسة تأخذ من وقتهم حوالي نصف ساعة بين تدافع بروح دعابية عالية وصياح بريء جداً، وإغلاق الباب على بعضهم، وأحد هؤلاء الأطفال لديه طبقة صوت تذكرني بالقناة الفضائية الشهيرة (كوكب الحيوانات).

أما عن أهل الأطفال فهم من المعجبين بتناول المقالي وخاصة السمك في الساعة الثانية صباحاً، وحرصاً منهم على الحياة الجتماعية مع الجيران فهم يصرّون على فتح باب بيتهم أثناء القلي لتخرج الرائحة وتنتشر في بيتنا لدرجة أن أمي ظنت مرّة أنني أنا من أقوم بالقلي لا الجيران.

 

تنظيف البيت يكون على ألحان نانسي عجرم وتامر حسني بصوت عال لدرجة أنه إذا اتصل بي أحد الأشخاص هاتفياً يطلب مني أن أخفض صوت المسجلة ظاناً أن الأصوات من عندي، ولا أعلم لماذا يصرّ هؤلاء الجيران على إبقاء باب بيتهم مفتوحا معظم الوقتً، ولكنني أعتقد أن فتح الباب هو على سبيل كرم الضيافة وإغاثة الملهوف حسب صفات العرب، ناهيك عن الحفلات الراقصة التي تقام عندهم في المنزل، فتتعالى الزلاغيط والتصفيق والهتافات لإحدى الفتيات التي أخذها الحال في الرقص ظانةً نفسها في مسابقة كأس تمارى، ولديهم عادة نظيفة وهي خلع الأحذية قبل الدخول إلى المنزل مما يجعل الفسحة أمام باب البيت كبسطة البالة كما يقال لها.

و الأب قرر أنه يجب أن يصقل مهارات حياته بتعلم العود والغناء، ولكنه بحكم أنه مشغول طوال النهار، لذلك كان أفضل وقت للتعلم هو الليل، أو ربما هو من النوع الذي يأتيه الإلهام مع رائحة القلي لست أعلم، فيفتح باب المنزل ويبدأ مدربه بالدرس.

 

أما جارنا في الطابق الأخير فقد استولى على الأسطوح، وجعله مكاناً رائعاً لتربية الحمام، ووصلت به الوقاحة مرّة أن أهدى صحن الدش الخاص بنا إلى الجيران آنفي الذكر، وهو مشكور على كرمه الحاتمي، شيء مذهل، قال لهم ببساطة بإمكانكم استعمال هذا الصحن، فهو ليس لأحد، لو كنت موجوداً وقتها لصفقت من شدة الانبهار، حريص على راحة جيرانه، ثم خطر له في يوم من الأيام أن يلغي كل الصحون ويضع صحناً واحداً للجميع دون استئذان أحد، وذلك حتى تتوفر له مساحة أكبر لتربية الحمام.

 

آخر جار سأتحدث عنه هو الجار الذي يسكن بجانب منزلنا ولكن من مدخل آخر، أي هناك حائط فقط يفصل بين بيتي و بيته، هو شاب عمره حوالي 25 سنة، يسكن وحيداً، ولديه فرض لم يغيره منذ 5 سنين ألا وهو الاستماع إلى المسجلة بصوت عال بعد صلاة يوم الجمعة، وهذه العادة لا مقطوعة ولا ممنوعة، ولا يكتفي بالصوت العالي فيشغل معه مضخم الصوت، فيبدأ منزلنا بالارتجاج، وقد أخبرته عشرات المرات أن يخفض صوت المسجلة، فيعتذر مني ويخفض صوتها ثم في الجمعة التي بعدها يعيد تشغيلها بصوت عال، حتى أننا تشاجرنا مرة، وأخيراً اضطررت أن أتصل بالشرطة كي يحلّوا هذا الموضوع الذي استفحل، فكتب تعهداً بأنه لن يقوم بتشغيل المسجلة بصوت عال، ولكنه بعد فترة عاد إلى عادته وكأن شيئاً لم يحدث، وإلى الآن لم أجد حلاً لهذه المشكلة.

 

أعلم أن هناك الكثير من الجيران ممن هم أشد سوءاً من جيراني، كالذين يستمتعون بإيذاء جيرانهم الذين يبنون غرفاً إضافية، أو يضيفون أي شيء لمنزلهم، فيسارعون إلى إخبار البلدية كي تهدم هذه الغرف، وذلك إشباعاً لغرائز لا يعلمها فرويد نفسه، هذا غير إلقاء القمامة في المدخل و من النوافذ، والذين يحولون بيتهم إلى مأوى للعفيفات(بيوت الدعارة).

 

أود التنويه إلى أن المشاكل التي ذكرتها حقيقة، ليس فيها مبالغة، ربما يجدها البعض بسيطة ولكن عندما تجتمع كلها تحول حياة أي شخص إلى جحيم.

 

أطلب من القراء الكرام أن يعطونا حلولاً لمثل هذه المشاكل، تساعدنا على العيش بشكل مريح، و تجعل الجيران يهتمون لبعضهم أكثر، ولكم جزيل الشكر.


الــــطـيـر الـمهــــــا جــر 2009-06-18 08:38:56
الــــجـا ر قـــبـل الــدار
مشكور على طريقة كتابتك للموضوع المضحك المبكي : سيدي الكريم :بيقول المتل ( كل امرءٍٍٍٍ من اهله ما تعود)جيرانك متعودين ومتربايين على الفوضى واذا طبعهم هيك غير الخلقهم مابيغر هذا الطبع عليك ان تكلم رب الاسره بالموضوع وان تصبر واذا لم يفلحو عليك تبليغ الامن والك الله ( انا لو محلك ابيع البيت بل البنايه والله ) ( الصبر طيب )
-سوريا
مواطن يعاني مثل الكاتب 2009-06-18 01:32:43
الكل الا الاحذية على الباب
لست ادري من اين اتت عادة ترك بسطة الاحذية على الباب. الشقة التي امامنا فرشها كالقصر وكل شي فيها تمام ولعله لحمايتها من العين وضعو بسطة الاحذية على الباب وفرحت اخير بوجود فارة في البناية ولكن للاسف لم تردعهم الفارة عن وضع الاحذية على الباب وانما يتأكدو ان الفارة ليست بالحذاء قبل ارتداؤه وكل شيء كما كان ولكم يخجلني قدوم ضيوف لمنزلي من منظر البسطة
-سوريا
عصام حداد 2009-06-17 21:38:53
الله يعينّا جميعا
كلامك صحيح ويجب أن يكون القانون شديد في هذه الأمور لأنها تسبب مشاكل كبيرة وخطيرة .. فلو أن الذوق يشترى أو يستورد لكانت محلوله لكن ماذا تفعل بقليل الذوق والوجدان والأدب .. يقول المثل إذا جارك سيء ليس عليك إلا الرحيل وأنت وحظك يمكن يكون الرحيل الى الأسوأ .. وفعلا أخ عادل ليس من المفروض أن يقع الإنسان تحت رحمة طبائع ومزاجيات الغير لذلك أنا برأي أهم قانون هو تنظيم العلاقة بين الجيران في هذه الأيام .
-سوريا
ضوء السراج 2009-06-17 17:37:23
مقال رائع
مع تعاطفي الشديد مع الكاتب إلا أن من محاسن هؤلاء الجيران أنهم أمتعونا بمقالك الرائع وطريقتك الرائعة في الكتابة ..أخي الكريم: ليس لك بعد الله إلا الصبر عليهم ودعوتهم بالحسنى، ولا مانع أن تخبرهم بوجود شيء اسمه "الإتيكيت " وفن الذوقيات، لعل الجماعة لم يسمعوا به في حياتهم.. فإن استمر الموضوع فما من طريق إلا القانون .. وربنا يعينك .
سوريا
مواطن سوري 2009-06-17 15:25:43
الله يعينك
شو بدي قلك غير الله يعينك ويهدي هالشعب التعبان.الحقيقة وبشكل عام عنا ما في ذوق وكل واحد مفكر حالو مالك البناية كلها وانو عايش بالفلا وما في حدا ساكن جنبو وماحدا الو حقوق غيرو. خلي واحد منن شي شغلة تزعجو من الجيران بيصير اكبر منادي لحقوق الجيران بالعالم وبيصير يفهم بالذوق والاحساس....آخ لك شوبدو يحكي الواحد خليها لربك يامواطن
-سوريا
copy rights © syria-news 2010