syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
الفتح و الاغلاق....و الثقافة ... بقلم : محسن بري
مساهمات القراء

ورد في سيريا نيوز ان هنالك ما يدرس لتنظيم فتح و اغلاق المحلات في مدينة  حلب...

هنا اود مناقشة بعض التفاصيل:

في اول زيارة لي الى المانيا -منذ حوالى 18 عاما-استغربت و تضايقت ان المحلات تغلق بشكل كامل الساعة السادسة مساء بينما كنت انهي عملى في هذا الوقت و هذا لم يدع لى وقتا للتسوق...

عندما ناقشت هذا الموضوع مع احد الاصدقاء الألمان وافق على جزء من اعتراضي فقط و علق انه ربما يجب ارك المحلات حتى السابعة او الثامنة لا اكثر-وهذا ما اصبح يعمل به الان-....و عندما اعترضت اجاب ان المواطن الالماني العادي الذي يعمل او يدرس ينام خلال ايام الاسبوع بين الثامنة و النصف الى

التاسعة و النصف  و من الطبيعي ان يعود الى منزله قبل ذللك بساعة على الاقل ...فعندها لامعنى لان تكون المتاجر مفتوحة عندما يكون الجميع في بيوتهم....

و عندما تساءلت عن السياح و الزوار كانت اجابته ان المدن الكبرى قد تختلف اوقاتها تبعا\"للضرورات\".

 

-الذي اريد ان اقوله هنا ان المنطق الذي استعمله هذا الصديق الالماني كان بسيطا جدا فقد انطلق من عادات المستهلك-المواطن- ليحاكم...

-و لذلك ما اتمناه من اللجان الدارسة ان تـاخذ بعين الاعتبار من هم  المستهلكين قبل التقرير القسري للفتح والاغلاق....

 

-فمثلا انا اوافق بشدة ان تفتح محلات البقالة و الاكل و مايشبهها باكرا فزبائنها سيتواجدون منذ الصباح الباكر....

ولكنني لا استطيع ان افهم ان يفرض الفتح في التاسعة صباحا على محل يبيع المفروشات -على سبيل المثال- في مدينة لن يدخل احد الى مثل هذا المحل قبل الساعة الثانية عشر على الاقل....

-انا اعطيت فقط هذين المثلين لاوضح ان القرارات القسرية قد تفيد عندما  لها مكان ضمن ثقافة معينة (اقصد المعنى العام للثقافة كطريقة حياة)

 و لكنها لن تعطي اي نتيجة اذا لم تستطيع ان تؤثر في العقول...

*اليكم قصة كان يرويها استاذ العلوم الاقتصادية في جامعة حلب د.زكي حنوش -رحمه الله-:

 

\"كان عالم بيولوجيا الماني يدرس في مصر \"دودة البلهارسيا \" المنتشرة في نهر النيل....و قد اتخذ مساعدا له في اخذ العينات من النهر احد السكان المحليين و كان منبهرا بالسرعة و الدقة التي اصبح هذا المواطن

المحلي يلتزم بها بتعليمات العالم :

من لبس الكفوف و الجزمة العازلة و عدم ملامسة الماء لاي جزء من جسمه .....الخ

 

و لكن صدمة العالم لايمكن وصفها عندما رأى المواطن المصري عند اذان العصر يخلع الكفوف و الجزمة و يرفع بنطاله و يشمر عن ساعديه ليدخل الى النهر \"ليتوضأ\"...!!!!

-قد يتساءل البعض ما وجه الشبه بين ما اقوله و هذه القصة اقول لهم:

ان وجه التشابه انك عندما تفرض امرا قسريا دون الوصول به الى الى عقول الناس فلن يستمر هذا الامر ما لم يكن هناك ما يدعمه من داخل عقول و ثقافة هؤلاء الناس و الا عليك ان تغير الثقافة اولا..

و ثقافة الاستيقاظ المبكر غير موجودة -لدى معظم الناس- في حلب.


2009-12-20 13:00:40
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
حسن20102009-12-20 13:48:16
أحسنت
أحسنت
-سوريا