لا شك أننا نعيش اليوم بعضا من الانتعاش الكروي ، ولو بقدر !
فالناشئون والشباب والرجال وصلوا معا الى نهائيات كأس آسية ، وثمة ثلاثة فرق هي
الكرامة والاتحاد والجيش يلعبون في تصفيات كأس الاتحاد الآسيوي ، وكان يمكن للكرامة
أن يكون أحد فرسان بطولة أبطال الدوري أيضــا ! .
وخلال تاريخنا ، ومنذ وعينا شيئا اسمه كرة القدم ، وبدأنا
نتبارى مع فرق آسية على اختلاف مستوياتها ، لم يكن الفوز على منتخب الصين مثلا على
أرضنا ، والتعادل معهاعلى أرضها وضمن بطولة رسمية ، أمرا متاحا ذات يوم ! اليوم
حصل هذا ، وحصل أن فاز فريقنا للرجال على منتخبات كان الفوز عليها ومنذ فترة قريبة
، فيه المزيد من الصعوبة !! ومع ذلك تجد الكثيرين غير راضين ، حتى مع تصدر منتخب
الرجال مجموعته !؟
اليوم ، الدوري السوري ، دوري حماسي ، ومثير للاهتمام أحيانا .
وقد أفرز هذا الحماس ، اشتراك ثلاثة فرق هي الكرامة والاتحاد والجيش في بطولة كأس
آسية . صحيح أن فريق الجيش من سورية هو أول فريق يفوز بهذه البطولة ، لكن ضعف الفرق
المشتركة في حينه ، ثم استئثار الفرق الاردنية متواضعة المستوى آسيويا بهذه البطولة
زمنا ، جعل هذه المسابقة وكأنهاتحصيل حاصل، فخف الاهتمام بها بشكل عام ؟!
لكن التنافس يبقى تنافسا ، ويقوى مع الزمن ، ومن خلال متابعتنا
لمباريات الكأس الآسيوي أو كأس أبطال الدوري ، لم نعد نميز كثيرا بين مستوى هؤلاء
وأولئك ، وصرنا نجد في تصفيات الكأس فرقا أقوى من فرق أبطال الدوري . وما يهمنا
اليوم هو فرقنا الثلاثة المشتركة في بطولة كأس الاتحاد ، اذ بالرغم من أن فريق
الجيش هو ثاني الدوري المحلي ، وينافس على الصدارة ، الا انه قاب قوسين أو أدنى من
الخروج من هذه المسابقة بسبب عروضه المتواضعة جدا سواء في الدوري المحلي ، أو في
البطولة الآسيوية ! ومن أهم ما ينقص هذا الفريق برأيي أنه لا توجد لديه خطة معينة
للعب ، كرته أقرب الى العشوائية منها الى المنظمة ، لياقته ضعيفة ، معنوياته مهلهلة
، يفتقر الى الموهبة الحقيقية للتعامل مع الفرص أمام المرمى ، ومتميز باضاعة الفرص
غالبا ! فريق الجيش لم يكن هكذا عبر تاريخه الجميل ، وسقى الله أيام كان عشاق كرته
يفضلون مشاهدة مباراته أمام فريق الشرطة على أي من المباريات العالمية المشهورة في
بعض الأحيان !!
فريق الجيش ، بحاجة الى مدرب كفؤ ، بحاجة الى ادراي كفؤ وليس
بقرار ادراي ، يكلف بهذه المهمة من لا عمل له ؟!
الفريق الاخر ، هو فريق الاتحاد ، والاتحاد أحسن مستوى برأيي من
فريق الجيش حاليا ، ويقدم في بعض الأحيان كرة جميلة فيها نكهة كرة قدم حقيقية ،
ولكن ما يلبث أن ينهار الى الحضيض في أحيان أخرى فتتجرأ عليه أشباه الفرق ويضيع
الفرص المتاحة غالبا ؟!
ان فريق الاتحاد فريق جيد ، لكنه بحاجة الى من ينقذه من التذبذب
في المستوى ، بحاجة الى يد خبيرة مؤهلة وليس الى اناس من باب فض العتب ، حتى يصل
الى مرحلة يستقر فيه مستوى الأداء ما أمكن ، فيكون له تواجده القوي الذي يستحقه هذ
الفريق الجميل .
الفريق الثالث ، هو فريق الكرامة ، هذا الفريق الجميل الذي
حببنا بكرة القدم أكثر وأكثر ، وقد كاد يرسم البسمة الحقيقية لكرة القدم السورية في
المباراة النهائية لأبطال آسية لولا هذه الهفوة المقيتة التي جاء منهعا هدف الفريق
الكوري ، وأضاع مجدا وحلما كبيرا كا يتحقق !
فريق الكرامة حاليا من أفضل الفرق المحلية ولا شك ، في عروضه
تجده يقدم مستوى يرتقي فيه أحيانا الى مستوى كرة القدم الحقيقية ، لكن أكثر ما يعيب
هذا الفريق سقطاته القاتلة وفي لحظات الحسم غالبا ! كل الأمور تكون على مايرام ،
فجأة ، تتغير الأمور الى الحضيض دفعة واحدة ويتبخر الأمل ! الكرامة ، لديه مدرب جيد
، أهم ما فيه محبته لناديه ومحبة النادي له ، لكن ما ينقصه مع احترامنا الشديد خبرة
أكثر ، وتطور أكثر ، ولا عبون موهوبون أكثر ! وإن كانت الخبرة والتطور تأتي بشكل أو
بآخر ، لكن الحصول على اللاهب الموهوب فيه من الصعوبة الكثير ! وبتقديري فإن ثمة
موهوبين في فريق الكرامة ، ولكن بحاجة الى المزيد من الصقل والاستكشاف وتوظيف كل
الامكانات التي لديهم لاستغلالها بالشكل الأمثل في الملعب ، وعندما يتكامل ذلك سنجد
فريق الكرامة رقما صعبا في آسية ومرشحا دائما للتنافس المجدي ، مع تمنياتنا لكل
فرقنا السورية الغالية كل التوفيق وخاصة فريق الكرامة ، وصولا الى تحقيق الحلم
الكبيرفي التتويج والمنافسة دائمــــا .