syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
أشواق ضائعة ج1 ... بقلم : غالية طرابيشي
مساهمات القراء

كلامك القاسي احن على قلبي من ندى الربيع

وكلامك الجارح بلسم على جرحي من قلب رضيع


ليست قصة حقيقية وربما ليست خيالية, هي قصة الجميع وربما قصتي وحدي, لتكون عبرة لي قبل غيري, فليس من المعقول أن تقنع شخص ما بأضرار التدخين وهو يرى سيجارة في يدك, أشواق ضائعة ما هي إلا قلوب تاه منها الإيمان فتشعر أن نار الآخرة بانتظارها, وويل لقلب يرتكب المعصية وهو على يقين تام أنها معصية, ولله الحمد وبه نستعين ....

 وبينما أنت تحمل هذه القصة وتقرأ هذه الكلمات إياك ثم إياك أن تلتفت إلى اليسار ولا إلى اليمين ولا إلى للوراء ولا إلى الأمام وإياك أن تقول كلمة أو أن تعجبك كلمة ولا تظهر فرحاً ولا حزناً ولا استغراباً ولا قبولاً ولا تبكي ولا تضحك وإن شعرت بعطش شديد جداً حتى الموت, سأسمح لك بألا تشرب, ولا تفكر لحظة بالنجاة, ولا ترفع عينك عن الكتاب, ولا تشاهد ولا تسمع الحياة فإن كنت ممن يحملون شوق ضائع في قلبه فأخبرني للأمانة, كيف تأكل وتنام, وأنت ما زلت تظن انك إنسان, ورميت مهمة العقل بين الأكفان, وهل حقاً نسيت مهمته..؟ إنها العبادة, وحذاري أن تنساك كما نسيتها عندها لن ينفعك أن تصبح ندمان, فلو كنت جاهلاً فما هو ذنبك, أما إن كنت لا تريد أن تتعلم فهو ذنبك وذنبك وذنبك, ولا تكن نصائح لا تُسمع ولا يُتعظ بما يَنتج عكسها, والكارثة أن مع كل ما يحدث من مآسي وعبر وحكم, ولا أحد يكترث بل يستمرون في أخطائهم رغم معرفتهم أنها أخطائهم, وكل مرة أحدث نفسي التي لم يبقى لي غيرها لأحادثه, وسألتها رغم معرفتي للجواب, لما لم يعد أحد يتعظ, لقد أصبحوا شوق ضائع عن طاعة وحب الله تعالى, ولأن القيم التي وجدنا عليها انتهى عمرها وسحب بساطها من تحت أقدامنا, ومن تجارب أشواقي الضائعة كتبت بعض هذه الكلمات فالبقية كتبت نفسها بنفسها بعدما مت وفارقت الحياة, بعدما قرأت خلاصة ما رأيته عبر أفكاري التي يصفها البعض بأنها الجنون ونقمة لحياتهم ومضيعة لأوقاتهم, وكان لي لأفكاري فكر آخر, إن هذا الكلام غير صحيح, لأننا وبإمكاننا أن نحول الشيء الغير صحيح إلى شيء صحيح, عندما نحرك ذلك المخ والدماغ الذي نحمله في رأسنا, فلم يكون جنوني سبب في ألم حياتي ولا مضيعة لأوقاتي, بل بالعكس زاد في إحساسي لقيمة الوقت وإقبالي على الصلاة وفي وقتها, فيكفي أن أقول أنه وقت الصلاة, ويجب على العاقل وهو قادر على ذلك أن يضع لكل شيء قدره ويعرف قيمته وينظم وقته, ويميز بين الخطأ والصواب, ويعرف حدوده وطاقاته ويسخرها نحو الخير وليس نحو الشر الذي يراه يشبه الخير, ولست أعلم كيف سأجعل ذلك الشوق الضائع يهتدي, لقد بدأت أشعر بالفشل والهزيمة أمام ما يحمله من عادات وتقاليد لأيام زمان وما تربى عليه, وذلك بحد ذاته كان شوق ضائع ولكن من نوع آخر, فهل أعلن عجزي واستسلامي, ومن شدة تفكيري بهذه الأمر رأيت نفسي في حلم غريب, أن اتصال جاءني من شاب زميل, كان يصر علي كي أخرج معه, وأعرف تماماً أن هذا شيء لا يجوز أبداً, وكان كلما اتصل بي يظهر اسمه على الشاشة باسم مراقب مع أن اسمه لم يكن كذلك, وكنت أتحدث معه كل مرة بسرور, لكن مع إصراره على الخروج غضبت منه وأغلقت الاتصال في وجهه, وقلت هذا غلط والغلط يجر غلط وهكذا, مع أنه كان يتحدث معي عن الامتحان وكيف أن كل سنة يغيرون فيه, ومع ذلك لم أهتم وأنهيت الاتصال, وبعد قليل توجهت للمطبخ وكانت فيه امرأة صدقاً لا أعرفها ولا أعرف من أين جاءت, كانت تريد مني أن أتذوق طعامها وأنا واقفة مذهولة لا أعرف ماذا أفعل, ثم دق الباب وإذ هو ذلك الشاب ولا أعرف من فتح له الباب, لكن المهم توجه نحوي مباشرة وتناول صحن وأراد أن يضربني به, فقلت له إني لله فاقتلني إذا أردت ولن أغير قناعتي, وبحركة صغيرة انحرف مسار الصحن عن رأسي وأفلت من يده, ثم خرج مهدداً فلحقت به أراضيه, أولاً لأنه في بيتي, وثانياً كي لا يؤذيني فيحاسب بسببي, لكنه لم يرد علي وعند الباب وبينما كنت أناديه ظهر في وجهي رجل ضخم جداً كثيف الشعر, لم أرى مثله في حياتي فخفت منه ونسيت أمر الشاب, وقلت لن يؤذيني الله تعالى وارتحت لذلك, وأغلقت الباب كما أغلقت الاتصال, وقلت بصوت عالي الحمد لله دائماً وأبداً, وتذكرت عندما كنت معه في الجامعة عندما كان يقول لي هل تعرفين ما معنى أن القمر على يميني فصمتُ قليلاً ثم قلت هذا يمينك وأنا على يمينك إذاً أنا القمر, فقلت شكراً شكراً..! وقلت في نفسي هذا يساري وأنت على يساري إذاً أنت الشيطان, ولا شكر على واجب, وفجأة قطع صوته حديث بيني وبين نفسي, وقال يا قمري متى سنخرج معاً ونتحدث, فقلت بتعجب يا ويلتي..!!! إذا ًماذا نفعل الآن..؟؟

 كان وهو يتحدث بهذه الطريقة, تتجول في رأسي قصص فتيات وقعن فريسة هذا الكلام المعسول الذي يجرك رويداً رويداً للمصيدة, وأنا استفدت من تجارب غيري ولو كانت قاسية, وكل شيء بأمر الله تعالى, وأرجو أن تستفدن أنتن أيضاً, فكل ما يحدث لمن كان قبلنا هو عبرة لنا, وخيرنا من اتعظ ووعظ, ولقد أعطاني الله تعالى الكثير مما أريد فلما لا أعطيه القليل مما يريد وهو أسهل علي من شرب الماء, وإن قلبي معلق بحب الله تعالى فمن يستطيع أن يغير هذا الحب ومن استطاع أن يغيره فليقابلني....

هل تعرفون ما هو هذا اليوم, إنه يوم عيد ميلادي والكل مدعو طبعاً, وكما العادة دعوت جميع الأصدقاء الذين أعرفهم والذين أجهلهم, فقد حجزت أضخم وأغلى صالة في البلد ودفعت الأموال الطائلة وليس مثل كل سنة ستكون حفلتي هذه السنة غير شكل واشتريت كل شيء وخططت لكل شيء لسنتي الجديدة ماذا سأفعل وأين سأقضي إجازتي أوروبا أو أمريكا, ودخلنا في وقت الحفلة وجاء الجميع ومن يقدر ألا يأتي واقتربت الساعة من إعلانها دخولي عامي الجديد ووقفت أمام شمعاتي التسعة عشر باستعداد لأطفأها مع دقة الساعة, وخلال ثوان بل أجزاء من الثوان وبينما كنت أهم لأطفأ الشمعات نفخت بكل قوتي وإذ بها لم تكن نفخة على الشموع بل كانت نفخة الروح, أجل في مجرد ثوان كنت جسد هامد على الأرض بلا حركة ولا صوت تلك التي كانت تقفز من هنا إلى هناك تسلم على ذلك وتعانق هذا بلا حياء ولا مبالاة وترقص وتغني وتحلم وتخطط, فماذا حدث لها بعدما كانت شيء يتحرك كالمجانين, أصبحت لا شيء جثة هامدة بلا شيء جسد ميت مسكين, لقد أخذ الله تعالى روحي قبل لحظات من دخولي سنتي الجديدة وضاعت كل مخططاتي وأحلامي هباء, وأصبح كل شيء لا شيء, وبطريقة موتي هذه تاب كل من كان موجود ليس الجميع كي لا أبالغ لكن الأغلبية فانا مت عاصية مذنبة وهم ندموا وعادوا لله تعالى وكان ثمن معصيتي النار لي والنعيم لهم, لقد فكرت بكل شيء لسنتي الجديدة ولم أفكر أبداً بطاعتي لله تعالى, وكم مرة حذرني وهداني ولم أتعظ وتابعت في طريق الضلالة حتى نلت ما أستحقه, والله تعالى لا يظلم أحداً بل نحن نظلم أنفسنا, لقد عرفت أن الإنسان لا شيء, بثوان معدودة يمكن أن يصبح لا شيء فأين نمضي وماذا نفعل وماذا فعلنا لآخرتنا التي أنا فيها أنال عقابي على ما قدمته يداي, وأشواقي الضائعة ضاعت وضاعت عيناي..                                                                        


2010-05-18 23:00:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
مختار جامعة البعث(مرهف)2010-05-19 11:44:32
جميلة ولكن .....؟
الاخت غالية حلوة كتير هالكتابة وفيها كتير من العبر والحكم والمواعظ بس اذا اخدنا الموضوع كلو ف رح نلاقي في كتير تناقض وكتير تشتت بالافكار .... وبتمنالك التوفيق
سوريا
مشاركة2010-05-19 10:43:11
لا يخفى على أحد
لا أدري لعلي لم أفهم القصة جيدا مقارتة مع التعليقات المدرجة والتي أحب أن أشارك براي فيهانعم أؤمن أن لاصداقة بين الجنسين أبداانطلاقا من الدين لأن الذي خلق الجنسين أدرى بأحوالهما وأحرص على نفسيهما لكن قبل هذاولينجح هذا شرع أن لا اختلاط مباشر بينهما لا بالعمل ولا بالحياة الاجتماعية ولا العائلية فهل من سبيل إلى ذلك بأيامناإن أجبتم بلا فيبقى لكم الحكم على كل علاقة مرئية وتقييمها ولن يصعب التفريق بين النظرات المتبادلة والحوارات الدائرة والتعاون القائم مع القليل من المراعاة ثم وضعها في خانته المناسبة
-سوريا
غالية طرابيشي2010-05-19 09:03:06
السلام عليكم
من انا... تحياتي لك وكم يشرفني التواصل معك لكن حاليا وقتي لا يسمح وايميلك اصبح عندي انت واختي ياسمين ووعد في اقرب فرصة سيكون لنا اتصال فارجو ان تقبل اعتذاري....أخي عبود أهلا بك ...لا يحق لي ان احلل واحرم لكن برأي... ان التعاون بين الجنسين في حدود الشرع والاخلاق نتاج لا حدود له....بارك الله فيكم ودمتم برعاية الله تعالى ....
-سوريا
عبود السوري2010-05-19 03:28:45
فعلا قصة الجميع
لكي منا كل احترام لكن لي نقد بسيط كيف نتكلم عن التقوى والبعد عن المعاصي وتذكرين احد الزملاء من الشباب هل الزماله بين شاب وفتاة من المحللات ام من المحرمات ...؟؟؟؟ ولكي منا كل احترام
سوريا
من انا2010-05-19 01:28:48
انسه غاليا
بتمنلك ايما متل قلبك والي عندك طلب وبتمنا ما تخيبيني فيه بتمنى نتواصل على هالايميل اذا بتسمحي لو لمره واحده ولكي جزيل الشكر
سوريا
عبود السوري2010-05-19 01:10:50
اتمنى ان يأخذ الله روحي وانا على طاعته وبأسرع وقت
فإن كنت ممن يحملون شوق ضائع في قلبه فأخبرني للأمانة, كيف تأكل وتنام, وأنت ما ذلت تظن انك إنسان, ورميت مهمة العقل بين الأكفان, هالجمله بهنيكي عليها ..بس عندك تناقض .عم تحكي عن مبادئ الدين ولكي جزيل الشكر بس كما نقضتي نفسك بذكرك لأحد الزملاء كيف ظبطت معك اصلاح ديني ومعصيه جهريه بدون مبالاة . ولا الزماله بحكم الطلاب ما بتكون معصيه . لا زماله ولا صداقه بين شاب وفتاة ابدا .؟. انا لااوجه اتهام لكن اتمنا ان نلم بجميع جوانب الطاعه لله كي نستحق درجة العبوديه لله تعالى
سوريا