منذ فترة ، ليست بالقريبة ، سمعنا كثيرا عن تحسن أحوال المعيشة
في بلدنا الغالي سورية ! لكن الواقع حتى تاريخه لا ينبيء بشيء يذكر ذي أهمية
فعـــــلا ؟!
نقرأ في وسائل اعلامنا ونسمع ونشاهد اننا اكتشفنا حقل بترول
مثلا ، أوحقل غاز بكميات هائلة ، أو حتى حقل ألماس ... فترتسم في أذهاننا صورة
المعيشة الحلم التي وعد بها المواطن السوري ! السادة الوزراء والمدراء العامون ..
الخ ، ما يفتأوون يصرحون من منابر الاعلام عن تحسن أوضاع معيشة عامة الشعب ،
واستقرار سعر صرف الليرة ، وعجلة الاقتصاد التي تهدر الى الأمام .. لكن الواقع يقول
: ان الدخل ما يزال هو الدخل ، لكن قدرته الشرائية تتآكل يوما بعد يوم ، والليرة
تتراجع أمام العملات الأخرى بخجل ، والاقتصاد الهادر لا يعدو كونه مجرد جلبة تعبث
في مخيلة مواطن ؟!
كأننا مانزال نعزف على أوتار الماضي العتيق ، وهو أننا متطورون
، لأن بعضا من مسؤولينا الميامين صرح بذلك أمام وسائل الاعلام !!
ان الحقيقة لا تسر ايها السادة ، فلا الأسعار تتراجع ، ولا دخل
المواطن يقارب الحد الأدنى !! والذي يزداد ثراء صاحب اليد الطولى متعهدا كان ام
مسؤولا ، فهو وحده يلهف سلة الارباح ويستأثر بها ، ويبقى سواد الناس يعانون من حاجة
دائمة ومعاناة لا تنتهي !! والأنكى ، أن خزينة الدولة عندما تعاني عجزا وبحاجة الى
واردات ، تضرب بيد واثقة ما تبقى من دخول المستضعفين ، وتفرض عليهم الضرائب
المتصاعدة ، أما التاجر والقادر ، فلا أحد يجرؤ حتى أن يقول له : ما أحلى الكحل
بعينك؟!
ويطلع علينا بعض السادة المسؤولين بفتوى أن دخل المواطن السوري
سيصبح قريبا بحدود خمسة آلاف دولار سنويا !!!!
أسعار العقارات خيالية !! السيارات .. الألبسة ، الحاجات
الضرورية .. فواتير الكهرباء ، المياه ، الهاتف ، الخليوي ... كلها بالآلاف المؤلفة
!!
أغلب الشباب ، يسندون الحيطان في زوايا الليل المعتمة ..
الموظفون يعربطون ( يتمسكون بشدة ) في وظائفهم ولو كان الراتب لا يسد الرمق ،
فالرمد أشوى من العمى ، حتى لو كانوا لمجرد أن يشبعوا لقمة الخبز ، أوأن يحصلوا على
حبة الدواء !!! ومطلوب منهم تحمل كل هذه الأعباء !!
أليس من حق الانسان ،أن تكون له فرصة عمل ، أليس من حقه أن
يعيش كما عباد الله بكرامة ؟ اليس من حقه أن يكون له بيت وأسرة وحد أدنى من الدخل
؟
والقضية ، ليست امكانات صدقوني بقدر ما هي اعادة توزيع وعدالة
في التوزيع ! ولن يتحقق هذا الا عندما نقف وقفة صادقة مع ذواتنا ونحاول حل هذه
الاشكالية بعدالة ، ومن المؤكد أن مصالح البعض ربما تأثرت ، لكن الحل الناجع سيصل
الشريحة الاوسع ، ولا نعتقد أن ثمة ما يبرر التأخير في ذلك !! .
بلدنا بلد الشمس والمطر والارض الواسعة الخصبة والثروات
والموقع الجغرافي ، وبلد التاريخ والآثار والشعب المبدع ، ويستأهل أن يكون واقعه
أفضل من حاضره ، ومانزال ننتظــــر !!