ان المنطق الذي درجت اسرائيل على ممارسته منذ زرعت كيانا دخيلا
في قلب الوطن العربي ، هو منطق اللص الذي يهاجم احد المنازل من اجل سرقته وربما قتل
من فيه ، فيقوم اهل البيت بالمقاومة دفاعا عن ممتلكاتهم وارواحهم بأي شيء يقع في
يدهم حتى لو كان سكينا ، فيصبح الحق مع اللص لأنه تعرض للهجوم !!
تريد اسرائيل
اغتصاب أرضنا وعرضنا وكرامتنا ، واذا قاومنا دفاعا عن ذلك حتى لو بحجر ، فنحن
ارهابيون !!
تحاول المقاومة
الفلسطينية أن تشعر العالم انما تحاول ان تدافع عن نفسها ، وتدرأ عن شعبها خطر
الموت والاغتصاب .. عن النساء والأطفال والشيوخ ، بأي وسيلة ، حتى بتلك الوسائل
البدائية ، واسرائيل بما لديها من شتى انواع الأسلحة العاتية وصولا الى القنابل
الذرية ، ومع ذلك الحق على الطفل المقاوم ؟؟!!
غريب ذلك الحال
الذي وصل اليه العالم !! فلا مجلس الأمن ، ولا الأمم المتحدة ، ولا الكثير من دول
العالم حتى بعض العظمى منها ، يجرؤون على ادانة جرائم اسرائيل ، ولو بالاشارة !!
والغريب ، أن كل
القوانين في العالم ، تبرر لصاحب الأرض أن يدافع عن ارضه ان داهمه الاحتلال ، الا
اذا كان المحتل اسرائيل !! مع أنه كثيرا منهم يتغنى بأمجاده في مقاومة من احتل ارضه
ذات يوم ، لكن ذلك غير محلل لشعب آخر ، اذا كان هذا الشعب هو الشعب الفلسطيني أو
العربي ؟!
وكل ذلك كرمى
عيون المدللة اسرائيل !! ولكن هل كل ذلك بدافع المحبة لاسرائيل ، اننا لا نشك ، بل
متيقنون أنه ليس هذا هو السبب ، بل المصالح التي ركبتها ايديولوجية صهيونية عبر
العالم ، وصادرت مصادر القرار سواء السياسية منها ام الاقتصادية !!
ولكن ، اذا كان
ذلك مبررا أو شبه مبرر لدول كثيرة ، فما هو مبرره بالنسبة الى العرب والمسلمين ؟
هل ثمة شك في ان
اسرائيل ليست كيانا دخيلا زرع في قلب الوطن العربي ؟ هل ثمة شك في تلك الجرائم التي
ما تفتأ اسرائيل ترتكبها في كل يوم ؟هل ثمة شك في أن اسرائيل ما تزال تدنس وفي كل
يوم حرمة المقدسات الاسلامية ، وعلى رأسها المسجد الأقصى أولى القبلتين ، وثالث
الحرمين الشريفين ؟
هل ثمة شك في
نوايا اسرائيل من اجل تجزئة المنطقة الى دويلات وكيانات هجينة وعلى كامل مساحة
الوطن العربي ، لتبقى هي المسيطرة على المنطقة ؟
وهل ثمة شك في
أن اسرائيل لا تحترم اي اتفاق سلام او عهد ابرم معها ، حتى مع اولئك الذين اعتقدوا
واهمين انهم ضمنوا عدم اذيتها لهم لأنهم ارتبطوا معها بسلام خلبي ؟ ومع ذلك نجد
دولة حرة مثل تركيا ، تسحب سفيرها من اسرائيل ، نتيجة تطورات احداث اسطول الحرية
المتجه الى غزة ، والذي لا يهدف الا لتأمين حبة الدواء ولقمة الغذاء لشعب اعزل ،
بينما نجد أهم أقطاب الوطن العربي ، يستنكر استخدام اسرائيل للقوة المفرطــة ...
انتبهوا ، القوة المفرطــة ، في ذلك الحادث الشؤوم ؟؟؟!!