نعيب زماننا ولا عيب لزماننا إلا سوانا

- في تصنيف اليونيسيف للتربية والتعليم احتلت السنغافوره المركز الأول في العالم,وكان السبب هو أن هذه الدولة كل عامين تقوم بتأليف كتب وتغير المناهج التعليمية عندها لما فيه فائدة للطالب والمعلم.

وأتت سويسرافي المركز الأول في النفقات على الطالب, وأما بالنسبة إلى الدول العربية (وطبعا سورية ضمن هذه الدول) لم يكن لهم الترتيب إلا في المراكز الأخيرة ,والسبب أن المناهج التعليمية التي تدرس عندنا لم تتغير منذ حوالي أكثر من ثلاثين عاما .

ولهذا قررت وزارة التربية أخيرا وبخطوة جريئة الإقدام على تغيير المناهج وتأليف كتب جديدة . ومنذ سبع سنوات تم تشكل لجان سميت بالجان( المعايير) مهمتها تصنيف مواصفات الكتاب, وبعدها سميت باللجان ( التأليف ) مهمتها اعتماد الأبحاث بما يناسب الطالب .وبعدها لجان سميت ( بالتدقيق ) مهمتها مراجعه الكاتب قبل نشره. وربما هناك لجان أيضا, أنا لا اعرف اسمها . وحتى يتم الإسراع في تأليف الكتب تم تفريغ جميع هؤلاء المعلمين لدى وزارة التربية. للإقامة في دمشق لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع على نفقه وزارة التربية مع مهمة وإذن سفر لهؤلاء المعلمين(المؤلفين ) جميعا, ومنذ سبعة سنوات ونسمع عن ذهاب وإياب تلك اللجان الى دمشق ولا نرى حتى ملحق. وصدق المثل القائل (نسمع قرقعه ولا نرى طحين).

ولدى توجه السؤال لأحد هؤلاء السادة المعلمين المكلفين في تأليف الكتب عن أسباب التأخير,والوقت الذي ستصدر تلك المناهج الجديدة وترى النور ونسعد بتدريسها. كان جوابه هو التالي (ضحكة طويلة) لم افهم سره هذه الضحكة إلا فيما بعد, وليس منه طبعا . وأظن أنكم أنتم أيضا سوف تفهمون سر هذه الضحكة لاحقا . ونحن نسرق منه بعض الكلمات عن عمله كمؤلف , وكأنه يسرب لنا أسرارا عسكرية عن المفاعل النووي الإيراني .

ولكن السبب في التأخير معروف للجميع وليس سرا,فهو منتشر بين الكل العاملين في وزارة التربية , وأصبح مؤخرا معروف لكافة المعلمين في سورية.

وهو التالي : تصرف للمؤلفين السابقين الذكر مهمة مع إذن سفر لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع , أي في الشهر لهم اثنا عشر يوما لإذن السفر وكما هو معلوم حسب القانون يصرف إذن السفر براتب يومان أي اثنا عشر يوما تصرف لهم بأربعة وعشرين يوما في الشهر أي بما يعادل راتب شهري آخر يقبضونه كل نهاية شهر. أي عندما نقبض راتبنا في نهاية كل الشهر هم يقبضون راتبين, ولهذا فهمت أخيرا سر هذه الضحكة الطويلة للأخ المؤلف . أي من مُكن بعد ثلاث أربع سنوات أخرى أن ينتهوا من تأليف الكتب. فتكون في سنغافورا قد غيرت الكتب خمس مرات, وفي سويسرا أكثر من مرة .

- علما بأن هذه الكتب عندما ستصل إلينا بعد عمر طويل إن وصل بعد عدة سنوات أخرى سوف تكون قد أصبحت قديمه , مثلا هم الآن يعدون في إحدى المناهج على تدريس (الوندز 2003) , والآن في أوربا يدرس 2009 وفي معظم الدول العالم يدرس الآن 2007 ونحن الآن لا نزال ندرس (الوندز 1998) .

- وفي سنة 1981 عندما أرادت وزارة التربية آنذاك أن تغير المنهاج التعليمية أقدمت على ترجمه كتب من ألمانيا وقد استمرت هذه العملية ما بين الترجمة والطبع لأشهر القليلة , وقد وجهه الكثير من الانتقادات إلى وزارة التربية , وقد تلقت في حينها الكثير من والتساؤلات لماذا لا نؤلف نحن الكتب,ألا يوجد لدينا الكفاءات ؟ وذالك بسبب الوقوع في بعض الأخطاء أثناء عملية الترجمة .

وهنا نحن الآن وبواسطة الكفاءات امتدت بنا الأيام لتصبح سبع سنوات ولم ننته ولم ننتهي بعد.

- وان وزارة التربية قد صرفت أموالا على اللجان (المؤلفين ) وما تزال تصرف مبالغ لا يعلمها إلا الله و........؟؟؟؟

 وقالوا قديما لو علمتم الغيب لرضيتم الواقع. ونحن الآن نقول أهلا بالترجمة إذا كان تأليف الكتب سوف يأخذ عقد من الزمن

وأخيرا وليس آخرا

وإلى اللقاء مع نافذة أخرى من نوافذ وزارة التربية