syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
احترام أسود ... بقلم : غالية طرابيشي
مساهمات القراء

كل شيء حولنا أصبح مدارات من العادات اليومية, وجزء من حياتنا الإرادية والغير إرادية, فمن موضة الأكل واللباس والحفلات إلى موضة الكذب وتهريب البشر الذي أصبح كتهريب المخدرات,


حتى فعل الخير الذي يقابله الشر أصبح جزء من العادات, وكذلك ضياع الأحلام مع فائق الاحترام أصبح عادة, وبحكم العادة كل شيء أصبح عادة إلا السلام, فالحديث عنه قليل الاهتمام مع الأسف على قلة الاحترام, لذلك لنتحدث عن سلام آخر, السلام في الملبس والطعام فمن أحدث الابتكارات في عالم الموائد العربية والضيافة الحضارية, ومن أرقى إبداعات الصناعات الإنسانية الغذائية, ومن أعلى مستويات الأخلاق والآداب البشرية, توصلنا إلى فن عريق, في أصول التعامل بين العرب والإغريق, إنه فن السلام الذي دخل في الطعام واللباس, موحداً كل الكائنات الأحياء, وناشراً الألفة والوئام,, ودخل في التقاليد والعادات, معلماً الناس احترام الطعام قبل احترام الإنسان, وهو بكل حق (فن الاتيكيت),, فن عادة الأدب والاحترام, والاتيكيت كالعادة كلمة معناها فن وأصول إعداد المائدة, وتعلم آداب الطعام والكلام, والتعامل مع الأكل بأدب واحترام, إنه فن العصر الراهن فن الحضارات, بما يحمله من إرث ثقافي, وأسرار الحياة الخاصة بالحياة, والتي لا يقولها إلا لأهل الاختصاص الذين يحترمون إعداده وآدابه ومواهبه ويقدمونه بكل احترام, إنه اتيكيت شعوب الإسلام, في بلاد ما وراء السلام, فما هو اتيكيت شعوب إفريقيا في بلاد ما وراء الأوهام, هل هو احترام الجوع أم احترام الجائعين, وما الذي سيحترمونه ولا طعام لديهم لاحترام إعداده وتقديمه للزائرين, الذين يأتون ليطمأنوا على أن الجوع بخير ويرحلون عاتبين, ولا يوجد بشر لتأكل هذا الاحترام, فلما هم لذلك غير مهتمين, لكن عندهم اتيكيت من نوع آخر, ليس من السهل على أعظم فنان رسم ملامح فن إعداده وآدابه, إنه فن الاتيكيت في العذاب والجوع والآلام, وفن الموت الجماعي العاري من أجساده, واحترامهم فن يضعونه كل يوم على موائد جثثهم العامرة بالعظام, في أطباق خوفهم وبردهم, الذي أصبح اسمه حوار الموت اليومي حول مائدة الأسقام, أكلة جديدة لفن جديد واحترام جديد, وبمنتهى الاحترام سيسجل في كتاب غينيس للأرقام القياسية والخيالية, في صناعة الجوع والموت في بلد الاحترام ...... أما فن الاتيكيت في سلام المطاعم السلمي, فهو الدخول بكل أدب واحترام, إلى مبنى ثقافي علمي, مع عدم وجود للثقافة والعلوم فيه أي دليل, بل لن تسمع فيه إلا صوت الأراغيل, والضحكات المضحكة تتساقط عبر القناديل, مع موسيقى صباحية مسائية لتحفظها كندوة علمية إسلامية, ولتلهمك للمجيء إلى ربوعها الباهرة, بعد انقراض الرومانسية وحلول مكانها التلفريك, وسرعان ما تجد نفسك في نادي ليلي وضيع, تحت شعار فن الاتيكيت للجميع, الذي أصبح اسمه حوار الحياة اليومي, فن التدليك, وهو بحق فن الآداب الحنون, الذي منذ قرون, مسجل في قائمة تاريخ جوائز نوبل للاحترام .... وفيما يتعلق باتيكيت اللباس في السلام, فأفضل شيء يحتاجه الطفل هذه الأيام, عرض أزياء طفولي مع  بعض لمسات الانسجام, وعرض آخر مع رقصات الألغام مع بعض اغتيالات طفل وحمام, ومعناه بكل احترام, تصميم أروع الابتكارات, في حياكة الألبسة الحريرية للموبايلات ذات الأضواء, والغير مكلفة على الإطلاق,  وكل نفقاتها في طريقها لأعمال خيرية حول مواضيع البدانة وعمليات التجميل والتحسين وشد الأعناق, وهذا الطريق بالطبع مختلف عن الطريق إلى إفريقيا وأطفالها السود, ومعاكس لطريق الحرير الخارج عن الحدود, حيث يقام عرض أزياء خيالي بلا معاصم حول القيود, هناك لن تسمع إلا ضحكات الأطفال وهي تبكي من شدة الضحك, وبكل أدب واحترام, وتنادي الإنسانية صديقة الإنسان, لتقول إن للمجاعة في إفريقيا حكمة وعبرة, فلما لم تتعظ البشرية حتى الآن, ولا تزال مستمرة في عدوانها ووحشيتها بلا مبالاة ورحمة واحترام ........

 وهكذا حتى أصبح الأمر كالعادة عادي جداً ومؤدب جداً, رؤية الموت والدماء, التي لم نعد نتأثر لرؤيتها,  لأنها أصبحت عادية ولأننا اعتدنا على رؤيتها صباح ومساء, حتى دخلت في قائمة الروتين اليومي, كالفطور والعشاء, وكالعادة نتساءل ما سبب قسوة البشرية على البشرية, صراع على اللقمة أم صراع على الماء, وما السبب في تساهلها في ارتكاب الأخطاء ضعف في الإرادة أم هي إرادة السماء, بفرض الأدب والاحترام .....


2010-07-10 13:00:42
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
غالية طرابيشي2010-07-16 03:15:17
شكرا من كل قلبي
السلام عليكم أختي الغالية رمزية .. بل أنا أكثر سعادة منك وعنك..سعيدة لاعجابك بمقالي..وأتمنى أن أرى حروفك الندية تلمع دائماً عبر هذه الصفحات المباركة من سيريا نيوز الحبيبة .. وفقك الله تعالى ورعاك .. ودمت بألف خير...
-سوريا
رمزية البيات2010-07-15 21:14:46
يا أهلين وياسهلين
والله انا افتخر بك يا غالية بنت الشام وانا من اشد الناس سعادة بك وانت تعلمين لماذا?الله يوفقك ويسدد خطاك وينجحك في الامتحانات يارب ومنه الى أكبر يارب هذه المقالة رائعة جداوان دلت على شيء فانما تدل على الكم الهائل من الاحساس الدفين داخلك وفقك الله ورعاك
السعودية
غالية طرابيشي2010-07-14 02:23:23
سلامي للجميع
السلام عليكم.. أختي شذا وجهينة الغالية وأخي خالد وأخي معلق منورين والله ...أخي معلق أنا من أتشرف بكم.. وأنا اشتقتلكم غاليتي جوجو..كنت تعبانة شوي وهلأ عندي امتحانات.. أخي معلق أنا اعلام مفتوح وتخرج وألف شكر لكم ..دمتم بخير
-سوريا
خالد2010-07-11 10:26:18
اخت غالية
تمتاز مشاركاتك بتراجيدية معبرة جدا عن حسك الانساني بأسلوب جدا مشوق قرات اكثر من مساهمة لكي و اسمحي لي ان ابدي اعجابي بها لكي مني احترام شفاف و نقي نقاء قلبك و و صفائه .. شكرا لك
السعودية
جهينة2010-07-11 00:33:36
اشتقنالك يعطيكي العافية
وين هالغيبة لاتطولي الغيبة علينا
-سوريا
معلق2010-07-10 14:17:41
الغالية غالية
سلام الله عليكي يا سيدتي و اسال الله لكي نجاحا باهرا في دراستك و التي اظنك طالبة جامعية . مساهمتك اليوم تحمل الكثير من المعاني الانسانية والحزن فهي اشبه بإعتذارت نقدمها للانسانية عن عجزنا و ضعفنا امام حالات القتل الجماعي للاطفال و النساء هنا و هناك .. و عن ازدياد حالات الوفات بسبب الجوع في وقت نجد من يبذر في المراقص الليلية و البارات . و من يفتخر بتقديم اكبر صحن مسبحة . هنيئا لهم موتهم الشريف و مباركا علينا ذلنا و هوننا و عيشتنا ال.. سلمت يداكي غالية و يشرفني ان اكون اول من قرا مساهمتك
-البحرين
shaza2010-07-10 14:13:32
الحياة
سيدتي هذه هي الحياة..قاسية بمواقفها وشخوصها لكن الأفضل موجودا دائما..كما أننا نملك الخيار في ألا نكون المبادرين في سوءها ..
-سوريا