syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
حضارة فضائية ... بقلم : غالية طرابيشي
مساهمات القراء

جمود فكري ووجداني ذلك الذي نعيشه بإرادتنا واختيارنا, أم هدية هبطت من الفضاء لنواكب معها الحضارة على أرضه, ونسير على جسر إبداعاته, التي جعلت من حياتنا مجرد كبسة زر وضربة حظ, لتحصل على ما تريد من دون تعب ولا تفكير طويل ولا عريض, هي حضارة ثقافية فضائية أرضية, إذاعية وتلفزيونية, للتسلية والربح, وأخذ راحة قصيرة من هول المعارك اليومية داخل البيت وخارجه, في العمل والمدرسة وفي كل مكان, ومن سيتسلى هنا ومن سيربح ومن سيرتاح ..؟


وسبب نجاح كل من الحضارتين شيئان, أهم من الماء والهواء, إنهما الإعلانات والمسابقات, والإعلانات هي الممول الهام للمسلسلات والبرامج حتى الدينية منها, واليوم أصبحت في نشرات الأخبار وأغاني الأطفال, وحتى ضمن الإعلانات هناك إعلانات الإعلانات, ومسابقات عن الإعلانات, وتأتي أرباح المسابقات, منك أنت أيها المتسلي المرتاح, من خلال جهازك المحمول إلى محطات الفضاء مباشرة, ثم لداخل عقل بيتك وطفلك, إنها سبل الراحة العصرية من أجل استمرارك في الحياة كما استمرارية محطاتك المفضلة, التي تأتي عن طريق تمويل الإعلان لها, فهل لاحظت روعة هذه الحضارة ..

وتحت رسم البسمة الخفية, تزحف أموالك في الخفاء, إلى جيوب تلك الحضارات, بينما أنت تظن أنك تعيش رفاهية وسعادة حقيقية, وأجواء غير عادية, ولا حتى في الأحلام, فيا صاحب البال المشغول, اتصل بهذه الشركات وشاهد هذه الإعلانات لتصبح مسرور ومن العشرة المبشرين بالسرور, اتصل وتحدث عن مشاكلك مع نصفك الآخر, وسرعان ما ستنسى نفسك ومشاكلك ونصفك الآخر, عندما تتحدث مع المذيعة, ثم خذ بريك قصير, لإعلان قصير جداً لدرجة أنك تنسى ما كنت تشاهده قبله, هذه كلها حضارة الحضارة الجديدة وأسبابها فهل أعجبتك, هذه هي قنوات الفضاء الخارجي وثقافته في غرف جلوسنا وعقول أطفالنا, جاءت تحتل أرض منازلنا برضانا وبموافقتنا, لتقضي على ما بقي من بؤسنا وحزننا, ومن لا يشاهدها إنسان جاهل أُميّّّّ متخلف, فهي ثقافة وأدب وأفكار إبداعية ونصائح أخلاقية, تعلمنا المفيد والأديب, وستجعل عدونا يوماً ما يندحر مهزوماً, مما يتركه الإعلان من آثار ثورية وفدائية ونفسية في الطرف المعادي, ومما ستحققه المسابقات من مكاسب معنوية ونصر أدبي أخلاقي, وتنوع في البث الثقافي, لذلك عزيزي المستمع إن كنت تسمعنا الآن, وأنت طبعاً خائف على إذنك من الهدر والتلف, ننصحك وبشكل مباشر وصريح, أن تغلق المذياع وبشكل فوري, خوفاً على مشاعرك وأحاسيسك من الخدش والآلام, فمثل ما تنوعت أصناف المأكولات, تنوعت أشكال الإذاعات في بثها الحي المباشر والغير مباشر, حتى أصبحت مثل الهم على القلب, وتشبه هذه الإذاعات فتاة محجبة ترتدي تنورة قصيرة, هكذا الموضة..! أقصد هكذا المخرج يريد, ومحلات في سوق عريضة وطويلة لا واجهات لها, تعرض بضائعها مباشرة, بائع الدجاج قرب بائع الحلويات, ومحلات ألبسة قرب محلات السمك, فهل عرفت ماذا تشبه؟؟  لذلك نرجو أن تلتزم بالالتزام, واترك جهازك مغلقاً حتى إشعار آخر, على أي حال انقطع البث الفضائي وبالتالي سينقطع بثها الحضاري والثقافي ..

فما رأيك أن تتحول لبرامج التلفزيون وتنوع بثها الثقافي المنوع, ولا نظن أنك بحاجة لبطاقة تعريف لما يتناوله هذا التنويع, لذلك عزيزي المشاهد حرصاً على سلامتك وحفاظاً على صحتك, فإن كنت تشاهدنا الآن ومباشرة, ننصحك بإطفاء جهاز التلفاز فوراً, لأننا سنعرض برامج غير صحية وصور غير إنسانية, من الممكن أن تسبب لك وجع نفسي وألم أخلاقي, مما ستراه من صور ومزاجر وحشية ستؤثر سلباً عليك, ولسنا مسؤولين على الإطلاق عن أي ضمير أو إحساس يضيع منك, وعلى أي حال إن شاهدتها أم لم تشاهدها لن تؤثر عليك....!! فأغلق التلفاز بيديك,, لكن لا تنسى وأنت تشاهدنا أو تسمعنا, أن تتبرع ولو باتصال ورعاية, أو صدقة جارية أو جمعية شهرية, من أجل استمرار برامجك المحبة والمخلصة جداً  جداً, والتي قد تصيبك بحمى رمضانية, في شهر رمضان المبارك, شهر الصيام عن كل شيء, فلا تسأل أحد ماذا يحدث للناس خلال أيامه, طول السنة يصومون عن شراء اللباس والطعام والخروج في زيارات, طول السنة يصومون وفي رمضان تفتح الشهية, وتتواصل المشاعر الإنسانية بأروع الصور بين الناس, كل شيء يتذكروه في رمضان إلا معنى الصيام والعبادة وذكر الله تعالى, طول السنة يتعبون ويصممون البرامج والمسلسلات الدرامية والدينية, والمسابقات, والإعلانات بين كل كلمة ومشهد, برامج بلا هدف ولا مضمون وغير مكترثة لما ستتركه على القلوب والعقول, خاصة   على الأطفال, في شهر الإسلام يبثون برامج لا علاقة لها بالعرب ولا بالإسلام, مجرد أوهام تأخذهم لعالم الخيال لتصبرهم وتنسيهم مشاكلهم, وعندما يعودون لأرض الواقع يجدون أنها زادت مشكلة, ليعودوا بعد ذلك إلى أرض الفضاء ......


2010-08-09 23:00:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
غالية طرابيشي2010-08-15 00:46:22
شكرا لك
السلام عليكم وانت بألف خير أخي خالد وأعاده الله تعالى علينا وعلى سيريا نيوز وعلى سوريا الحبيبة بألف ألف خير سلامي للجميع
-سوريا
خالد2010-08-10 15:35:16
.......
مقالة لاذعة وهادفة اخت غالية دائما الاحظ من خلال كتاباتك انك تملكين وعيا و دقة ملاحظة و تجيدين ايصال الفكرى بطريقة تراجيدية غريبة سلمت يداكي و كل عام و انت بخير
سوريا