الحقيقة ، داعيكم لديه بعض الخبرة في الكتابة وفي الصحف المحلية ، وأحيانا على  صفحات الانترنت وخاصة سيريا نيوز !

 وكانت أولى محاولاتي عندما كنت في الثانوية ، حيث نشرت اول مقال لي في صحيفة الثورة الغراء .. تابعت بعد ذلك فنشرت في تشرين والبعث ، مقالات وقصائد شعر ورسوم كاريكاتور ، وعندي أكثر من مائتي عمل تقريبا ، لكنني ما زلت هاويا ، علما أنني دعيت غير مرة للعمل في صحف ومجلات ورفضت ، ذلك ان الهواية تعطي قيمة اكثر للعمل ، على الأقل من وجهة نظري !!وهذه الأيام احببت الكتابة في سيريا نيوز - مساهمات القراء ، لما لمست في هذا المنبر من حرية فكرية ملتزمة وامكانية لنشر اي عمل طالما انه لا يتعارض مع سياسة النشر وشروطها التي تعتبر شروطا مقبولة جدا قياسا بالغير ! ومن أجمل مافي النشر في هذا المكان تعليقات القراء ، والتي تترجم غالبا ميول الناس واهتماماتهم . وبداية ، كانت التعليقات تهتم بالقضايا ذات البعد الذي يتعلق بالوطن والأمة وقضاياها القومية ، وكانت تستحوذ اهتمام القراء بشكل لا فت ! اليوم ، قل الاهتمام بمثل هذه المواضيع حتى لو كانت تتعلق بالمصلحة العامة كالفساد وأحوال المعيشة ومستلزماتهاوكأنما مل الناس من طرح أمور لا يشرون بتحول ايجابي يحدث فيها الا من الجمل اذنه كما يقال !! وقلما نجد اليوم قارئا يعلق على مثل هذه المواضيع ، لكننا نجد أن العشرات وأحيانا أكثر يهتم بقصة فتاة فاتها قطار الزواج أو تأخر عنها ، أو رجلا معتوها اغتصب ابنته القاصر! وبذلك يكون المؤشر قد تحول من قضايا ذات بعد سياسي واجتماعي ومصيري الى بعد أقل اهمية بكثير ، ولكن له وقعه المؤثر في ذات الرجل الشرقي ، ويفعل فيه فعل السحر ، حيث نسي أو تناسى همومه وقضايا امته ومجتمعه وكأنما يئس  من خير يرتجى في ذلك ؟! كذلك ، تراجع الاهتمام بالثقافة العامة والعلم ، وصارت حكايا جداتنا في ليالي السهر  أهم من اي امر آخر مهما بدا مهما ، وهذا لعمري انما هو انحدار نحو الهاوية ، واستبدال المهم بالغث من الأمور ، خاصة اذا دققنا في تعليقات البعض وما فيها من تهكم وسخرية مما يعكس حالة فراغ مؤذية تتسرب تباعا الى نفوس القراء ، ودون استثناء ..

وحالتنا هذه ، تكاد تكون عامة وفي امور الحياة التي نعيشها كل يوم ، وكمثال على ذلك نجد مثلا مطربي هذه الأيام لا يزيدون عن باعة سوق الهال قيمة فنية وابداعية، اذا ما طبقنا عليهم معايير الغناء والطرب الحقيقي ، ومع ذلك تجد الآلاف من الشباب والشابات يتمايلون على نعيقه وتهتز الخصور وتلمع من تحت الثياب ابتهاجا بما ليس له طعم ، ولا قــدر !!

والى اين نحن سائرون ، لست ادري !لكن الذي انا متأكد منه هو اننا نسير الى الهاوية في كل شيء تقريبا ، والخوف ان يكون ذلك سببا في ضياع أفكار وقيم اسست لحضارة ضاربة جذورها في التاريخ ، وتتجه لأن تكون منسية بعد زمن ؟!