المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
|
أعلنت الوحدة ... بقلم : غالية طرابيشي |
مساهمات القراء |
السلام عليكم ....
الوحدة دائماً ملاذنا إن
كانت الحل الوحيد لراحة البال
يريده هو أن يثير أعصابي ويحتقرني حتى وهو جالس معها لا يضيع أي
فرصة أبداً, ولا يدعني أعش شبابي ولو لحظة من دونه, إنه كاتم صوتي لكن بشكل عالي
وهذا شيء عادي, وألم يبقى لديه إلا هذه الورقة لينشغل بها من صفحة ميلادي, هيا
عزيزي لتتقدم وتفترش رمال سرابي فأنت خندقي الذي لبسته بأعوادي, بعدما اشتقت
لتنقلاتك القتيلة هنا وهناك, من صورة إلى صورة, تأخذ عنك نفسي عزائي, نفسي
العمياء, ذلك المغرور المتعجرف ما زال يكسر قلبي ويقذفه على شاهدتي قال كل شيء
قابل للكسر, ولم يزال يجرحني ويتألم عني قال جروحي مثل السحر, وتلاحقني ذاكرته
كأنها روح في ماء, لكن لا سيعود فكرسيه ما زال دافئاً ونفسي ما زالت هنا وإن قابلها
هناك, فلن تهرب من عروقها الدماء, أعلم أن لا ذنب له بل هي التي كانت تعلن الوحدة
عليه دائماً, فقد لاقت ممن كانوا حولها من تصرفات, حتى تطايرت أحداقها مثل
المفرقعات, وكان بإمكانه وبكل سهولة أن يرى كيف كانت نيران الغضب تصب في قلبي
كالرصاص, فكان من الممكن أن تخرج مني براكين الغضب والجنون لكني تخلصت منها السنة
الماضية فلن أقدر أن ألومه مهما مات, ولم يتوقع أحد ما أنه كان طول تلك السنين يعيش
مع جبل من أحزان, وشخصية هربت من جسد سكران, وماذا حصل لنا بعد تلك السنوات, كنت
كلما أنظر إليك, أرى ظلي في عينيك, لما الآن لا أرى حتى عينيك ولا حتى الظلال,
أريد أن أرى وأكحل عيوني بصاحب هذا الصوت الحنون, الذي رافقني طوال حياتي حتى أصاب
عقلي الجنون, ولن أدخل فيك مرة ثانية حتى تعود الحياة تسير على السجاد المرصع بحبات
الجمر والليمون, ولا أدري لعله غلبني النوم حتى أني لم أشعر بوقت عودته, لكن لمحت
ابتسامته, ترقص على المخدة, كشيء يقفز هنا وهناك وقد أوقع نظارتي وبعض من جدائلي
البيضاء على المسودة, ولم أتجرأ على سؤاله لكنه كان يتمتم في وجل, و جل ما فهمته
أنه تصالح مع نفسه من الخجل, فقلت بصمت لقد عدت إليك بمشاعر جديدة, لكن لم أستطع
التأقلم معك, فلا ترغمني أن أنام باكية قد حفظت درس أدمعك, ولما لا تخفف عني
عناءاتك المفتعلة التي تظهر أمامي فقط, هل ورثتها من أجسادك السابقة أم أحضرتها من
عند جارك المحنط, بالله عليك اترك وحدتي, فقد أعلنت ترك روح مسودتي, بعدما أصبحت من
عداد الأحياء .
والله لقد تعبت أعصابي وتلفت أحاسيسي, بالله كلمني فمن غيرك
يسمع فجوري, لن أقدر على التحمل أريد الخروج من دائرة قبوري, كلمني عن شيء أعرفه
ولا تتعب نفسك في البحث عن شيء أجهله تاه مني شعوري, كم تمنيت أن أعيش مع أشخاص
يقدرون ما أفعله لأجلهم, لكن لا يعرف الناس عني ما أعرفه عن نفسي ولا عنهم, ورغم
أننا نعيش تحت جسد واحد, إلا أننا نشعر وكأننا غرباء, في بئر بلا ماء, بعدما أن شاء
القدر أن نلتقي ويكون قلبك لي وقلبي لك جرفتنا الدماء, ومهما جرى وسيجري, ذكراك في
روحي تجري, فأنت في عروقي بحري, وفي كلماتي شعري, صحيح أني لم أستطع فهم مشاعر قهر
روحي, لأني أعرف تماماً أنك لن تشعر بأي شعور ما لم تجربه, لكني كنت أفهم تماماً
معنى جروحي, فهي كانت دوامتي تحت البحر الذي كنت كل ليلة أشربه, وأصعب شعور يمكن أن
يغير المرأة هو حركة صغيرة لروح جديدة في رحمها, روح جديدة لن أسمح لأحد مهما كان
أن يخونها, فلا تقدم عطاءك بيد من رياء, كي لا يبقى ضميرك يوخزك طوال فترة موتك
بالهواء, فلا يوجد في رأسك سوى محطتان تقلبهم وتكررهم كل عام, وتوهم نفسك أنهما عشر
محطات مختلفة وتموت خوفاً إن شربت يوماً ما غير الماء, فما هذا الذي تقوله نهاية
المطاف, من محاولات ودوافع وما إلى ذلك, ما هي هذه الهراءات التي أسمعها هنا الآن,
ربما لم أحبك لكن من المستحيل أن أفكر بقتلك, فأنا لا أحبذ فكرة القتل عندما أريد
التخلص من الأشياء ...............
|
|
2010-08-24 23:00:43 |
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
|
|
|
|
شارك بالتعليق
|
|
|