syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
جاء عيد التخرج ... بقلم : غالية طرابيشي
مساهمات القراء

السلام عليكم ...

حقاً لا فرحة تعادل فرحة النجاح ..

أهدي تخرجي الى اسرة سيريا نيوز التي أحبها من كل قلبي ..

والى كل اساتذتي وخاصة الدكتورة نهلة عيسى أتمنى لها دوام التوفيق والسعادة ... وشكراً لكم ودمتم بخير


جاء عيد التخرج

بحلة سوداء وقبعة غريبة الشكل, أعلنت انتهاء دراستي وودعت جامعتي بكل فخر واعتزاز, وبتحية من القلب إلى القلب, إلى إدارة وأساتذة كليتي وحياتي, أودعكم وأنا شاكرة رعايتكم واهتمامكم بنا أنتم كنتم وستبقون لآخر عمرنا أساتذتنا وتاج على رؤوسنا, وسامحوني إن قصرت في أي شيء, كان يجب أن أفعله والظروف حالت دون ذلك, سامحوني على وداع حزين فقد جاء يوم الفرح, الذي أسميته عيد بسبب ما لاقيته من التعب الكثير حتى رأيته بملأ عيوني وإن كنت غير مصدقة حتى الآن أني أراه, لقد ذقت المر وحرمت نفسي من كل شيء حتى أتخرج بكل فخر وكنت كلما رأيت حلمي من بعيد أنسا كل همومي, وهذه هي قصة مسيرتي حتى وصلت هذه المرحلة وهي أشياء تمر مع جميع الطلاب, لكنها كانت بالنسبة لي مميزة جداً لأنها كانت حياتي الحقيقية التي بدأت منها حياتي واستمرت في طريقها الصحيح, دخلت في المرحلة الأولى وكان عمري ثلاث سنوات وكل ما أذكره أني كنت شقية جداً وكانت هذه أهم مرحلة في حياتي لأنها علمتني الحروف والأرقام والأناشيد والأهم من ذلك القران الكريم, ثم دخلت الروضة وكلما أذكره فيها معلمتي التي كانت كلما غضبت مني تضعني في بيت الفئران كما تسميه, وأصبحت بعد ذلك كلما أغضبتها أذهب وحدي إليه, فلم تكن سوى غرفة صغيرة لا ضوء فيها, لا تخيف ولا شيء آخر, بالعكس تعلمت منها أكثر ما علمتني معلمتي, تعلمت ثم جاءت المرحلة الابتدائية الإلزامية وقد تخطيت الأول الابتدائي وبدأت بالثاني مباشرة فلم تمنعني شقاوتي بأن أكون متفوقة وناجحة, وكان كل شيء في الحياة قسمة ونصيب وحظ حتى في المدرسين الذين ستكمل معهم مسيرة الكفاح في العلم, والذي جعلني أحب الدراسة أكثر وأتابعها, وكنت أبكي كثيراً عندما أمرض ولا أستطيع الذهاب للمدرسة, وكانت ابنة قريبة أمي تستغرب لذلك فهي كانت تبكي كي لا تذهب, سبحان الله كل واحدة منا كان لها حظ مع الحياة, لكن ليس كل المدرسين كبعضهم وإن أردنا معرفة الصالح من الطالح وقلنا للصالح أن يرفع يده لنعرفه فسيرفع الكل يده, ولا شك أن المدرس هو المربي الثاني بعد الأم والأب, فالطفل واقع بين هذه الأيدي الثلاث فإما أن تسير به لطريق الهناء أو ترميه في الهواء, والحمد لله تجاوزت هذه العقبة وإن كدت الآن أهوي في طريق ومنزلق خطير لكن الفضل لله تعالى تجاوزته بقوة إيماني وحبي لله تعالى وللعلم, وهكذا حتى اشتد عودي كما يقولون ووصلت لمرحلة أستطيع بها الاعتماد على نفسي, وشكراً من كل قلبي لكل من ساعدني للوصول إليها, والتحدث عن هذه الأمور طويل جداً ولكل إنسان رأي فيها, وربما الخجل أو الخوف سيمنعه من التحدث عنها, لذلك لنترك الجرح في القلب لكن ليس للأبد, فلا بد أن يأتي يوم ويخرج من مقامه الدافئ ليصرخ بكل قوته على بلسمه, وكان بلسمه يوم سعدي, والخطوة الأولى في درب نجاحي, حتى وصلت المرحلة الإعدادية, وهنا لا أعرف ماذا حدث لي عندما قررت ترك الدراسة رغم كل ذلك الحماس الذي سكن قلبي, لكن ليبين لي الله تعالى هنا دور المعلم الحقيقي, فلم تسمح لي معلمتي بذلك وأجبرتني على العودة, وصدقاً هذه المرة عدت وأنا أكثر إصراراً على متابعة الدراسة, لا لشيء بل من أجل تلك المعلمة التي أسمعتني من الكلام الجميل مما يجعل الجبال تنام على يديها وتلين, وهكذا تجاوزت الشهادة الإعدادية وبتفوق, واضطررت للانتقال لمدرسة أخرى لمتابعة المرحلة الثانوية وبسبب إصراري الجديد على الدراسة والنجاح, مرت الثلاث سنوات كلمح البصر, رغم التغير الكبير في المنهاج, وافتقادي لمدرساتي وصديقاتي, ولأن معاناتي كانت مبعثرة بين هنا وهناك, مرت الأيام ولم أشعر بها إلا وأنا على طريق الامتحان الأخطر على الإطلاق, والذي به سأحدد مصير حياتي القادمة, ومن شدة تفكيري بهذا الأمر, مرضت بشدة بسبب خوفي, ولأسباب كثيرة منعتني من معرفة طريقي وهدفي, وعند الإصرار الحقيقي في تحديد مصيري فشلت وتراجعت, وبكل بساطة سلمت مفاتيح نجاحي وأحلامي لمصير اليأس, أجل فشلت في نيل الشهادة الثانوية, لكن بعد سنين قليلة عدت وعاد الأمل من جديد ليسترد مفاتيحه التي تخلى عنها بملأ إرادته, وهذه المرة نلت الشهادة وبكل فخر وتقدير وبعلامات عالية, وعندها أدركت أن لكل شيء وقت وأوان, وأن لكل مجتهد نصيب ولو بعد حين, فهذا جزاء الصابرين والصادقين, ونسيت الماضي كله ورميته في ثلاجة المحذوفات, وتابعت دراستي الجامعية وتفوقي ونجاحاتي وكانت هذه المرة بطعم مختلف وبإصرار مختلف, وصلت لطريق النهاية في تحقيق أحلامي وأهدافي وما زالت رائحة الطباشير ترافقني في مخيلتي وترق أمامها سياط الألم بروح من أمل, وما زالت بعض من الذكريات الهاربة تلاحقني بحلاوة عذابها, الذي أوصلتني وحطت بي على الطريق الصحيح, والذي يجب أن أكون عليه رغم أي شيء, واليوم ها أنا أتخرج مع كل سعادتي وصبري لأبدأ حياة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن حياة الدراسة, ولقد كان التخرج عيداً لي على الأقل حتى الآن, فهل سأقابل العيد الآخر الذي به سأختم مشوار سعادة أحلامي وطموحاتي, وهل كانت يا ترى فرحة التخرج عيداً لغيري أيضاً, فكم أتمنى أن يستعيد كل واحد منا شريط ذكرياته بتأمل وهدوء ويخبرنا عنه وعن فرحته بتخرجه, وهل حقق بعد التخرج ما صبر عليه وما كان يحلم به طول هذه السنين .........   


2010-09-03 13:00:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
غالية طرابيشي2010-09-05 18:20:57
كل الشكر لكم
السلام عليكم .. أشكر من كل قلبي كل من بارك لي أغلى فرحة في حياتي والتي لم أراها الا بعد تعب وجهد كبيرين .. أخي ضروري جدا شكرا لدعابتك التي اضافت ضحكة لطيفة أهلا بك والى أخي محاسب شكرا لك وأتمنى ذلك كل الشكر لك... وأخي خالد ولايهمك والله يوفقك في عملك .. وشكرا لك على المباركة وشكرا للجميع وأتمنى أن يحقق الجميع أحلامهم وكل عام وأنتم بألف خير
-سوريا
خالد حسن 2010-09-04 22:18:37
مسا ء الخير غالية
الرسوب بمرحلة هو دافع للنجاح بمراحل اخرى و دروس و محفزات غالية احييكي على جرأتك في الطرح ..و احيي شجاعتك و اصرارك على المسير و النجاح و التميز و الف الف مبروك التخرج و فعلا كما تفضلتي و تفضوا الاخوة قبلي تبقى لأيام الدراسة ذكريات و ان كانت مرة لكن لها عذوبة .. و اتمنى من كل قلبي ان اعود طالب جامعي كما كنت سابقا و خصوصا بعد ان اصبحت بمواجهة كاملة مع الحياة من حيث البحث عن فرصة العمل وووو . موفقة غالية . بتمنالك مستقبل زاهر اعتذر على قراءتي المتاخرة بسبب ظروف عملي في هذه الفترة
السعودية
محاسب قانوني أمريكي2010-09-04 21:25:32
مبروك
مبروك التخرج !!! وإنشاء الله تكوني ناجحة بالخياة العملية كمان وما تنصدمي بالواقع !!! أطيب التمينات 
-السعودية
موضروري2010-09-04 07:19:53
مبروك التخرج
وعلى ذكر بيت الفيران , قال ليش القط جاب صفر بالحساب وصفر باللغات؟ حتى المعلمة تبعثه عبيت الفيران ههه ودمت بود.
-الولايات المتحدة
غالية طرابيشي2010-09-03 23:02:08
شكرا من كل قلبي
السلام عليكم .... الله يبارك فيك أخي مغترب كما قلت تماماعن الواقع... صدق لم أشعر به وكنت أظن أني أحلم بصراحة أيام الجامعة ما مثلها أيام ولن يعرفها الا من جربها شكرا لك وأهلا بك دائما.... أختي جوجو الحبيبة ما أجمل مباركتك التي أعلم أنها من قلبك الكبير تعرفين ما يجمل مقالي هذه أنها ما حدث معي فعلاً .. دمتم لي بكل الخير .. أرجو ألا تحرموني آرائكم الغالية جداً علي
-سوريا
المغترب الاصلي2010-09-03 14:58:00
أهلاً الى الحياة الواقعية
الاخت غالية، مبروك التخرج أولاً، وأهلاً بك الى الحياة الواقعية ثانياً، ذكرتيني بأيام ما قبل التخرج، كنت أتمنى أن أتخرج فقط وبعد التخرج صرت أتمنى لو أن حياتي الطلابية لم تنته أبداً
-الإمارات
جهينة2010-09-03 13:51:21
الف مبروك من القلب لك
احييك على اصرارك واملك وارادتك ,بعض العثرات يجب ان تقوينا لا ان تدفعنا للوراء وانت باجتهادك حصلت على تفوقك ..بتعرفي ذكرتيني بشغلات كتير منها كيف بعض الآنسات بيعاقبوا دون رحمة متل بيت الفيران المفترض ,بعكس بقية دول العالم بيشجعوا الطفل وبيبتسموا بوجهه مهما كان مشاغب ..كتير مننا كان الدافع لنجاحه هو من نفسه مهما كانت الظروف سواء عدم التشجيع او الفقر او الاحباط..بحييك واتمنى لك مستقبلا مكللا دائما بالنجاحات وتحقيق كل ماتصبو اليه نفسك
-سوريا