بدأت إنفلونزا المونديال تستشري في أوساط المجتمع وصار حديث كرة القدم مالئة الدنيا وشاغلة الناس يتقدم على كل المواضيع السياسية والإجتماعية والإقتصادية وباتت كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى لعبة الهم والإهتمام.

أعلام ورموز وقدوة

وتسابق المنتجون على تطبيع منتجاتهم برموز الكأس حتى إذا لم يكن لها صلة بالرياضة بالإضافة إلى التقليدية منها كالقمصان والسراويل والطواقي والربطات وحتى المناشف والشراشف .... , وتفنن الرياضيون في التعبير عن تشجيعهم لمنتخبات الدول المشاركة فامتدت الأعلام والصور على شرفات وأبواب وجدران المنازل والمحال التجارية ولوحظ وجود أكثر من علم في البيت الواحد ما يدل على تعدد مشارب أبناء العائلة الواحدة , فيما غابت أعلام الدول التي تربطنا بها أواصر القومية والدين والثقافة , أما قصات الشعر فستأتي لاحقا" مع ظهور الأبطال الرياضيين الذين يتخذهم محبوهم قدوة حتى في الشعر.

على هامش الكرنفال

وبينما يعيش العالم في قلب هذا الحدث الضخم فإن جمهورنا يشعر أنه كالعادة على هامش نهائيات كأس العالم بكرة القدم ألمانيا 2006 فلا منتخبنا تأهل ولا تلفزيوننا ينقل المباريات , فراح المتيمون يلهثون خلف طريقة للاستمتاع بمتابعة الكرنفال وقد يلجئون إلى المقاهي والمطاعم والتجمعات الشبابية التي استثمرت الحدث بشاشات ضخمة أو الاشتراك في القناة التي احتكرت حق البث الأمر الذي سيكلف مبالغ لا تتناسب ومستوى الدخل.

أمران أحلاهما مرّ

أما المشكلة الأكبر فهي لدى طلاب الشهادتين والجامعة وأهاليهم الذين يعيشون حالة من القلق وحرق الأعصاب لتزامن عرس الكرة العالمية مع مواعيد امتحاناتهم المصيرية فوضعوا في موقف محرج وبين أمرين أحلاهما مرّ إما الحرمان من متعة المشاهدة أو التقصير بالامتحان.

فرح العرس

في كل الأحوال فهو شهر مختلف ومميز يفرض نفسه على الجميع كل أربع سنوات , نتمنى أن يبقى في إطاره الحضاري ومعانيه الإنسانية السامية في التنافس الشريف والتشجيع الخلاق والسلوك الراقي في جميع المفاصل وأن لا يأخذ منحى غير المرسوم له فيبتعد عن معانيه ويتحول العرس إلى مأتم والفرح إلى حزن.