حين قرأت الخبر في جريدة الخليج
لم أصدق... مثل أي يوم أصحو بكسل
أعد الشاي ثم أخرج مسرعا..
لكن خروجي السريع اليوم توقف
كساعة صدئة..
فونط عريض بعنوان (محمود درويش يترجل)
وقفت صامتا أمام الخبر، اشتريت الجريدة وعامود من الحزن والألم يغمر قلبي..، أدرت سيارتي وقدت باتجاه العمل
لم ادر هل هي الدموع التي تفيض في عيني ما أوقفني على جانب الطريق؟
أم غبار الزمن الأسود الذي خطف محمود درويش دون أن يرى أرضه وإنسانها يتحرران؟.
اليوم فتح وحماس تتقاتلان، , والمكان ينقسم أطيافا مختلفة وقضية الإنسان من المحيط الى الخليج في خسارة مستمرة....
محمود درويش مات مصلوبا لاجلنا فهل نكفر بموته خطايانا...
منذ ما يقرب العام تابعت امسية شعرية له في اتحاد الكتاب بابوظبي,الامسية كانت جميلة لوجودة, حميمية لانها تثير الشجن منيرة لاننا التقينا به شخصيا, لقصائده التي القاها من ديوانه (كزهر اللوز او ابعد)لون العطر, ونكهة السحاب, تلامس الانسان
فينا وتثير الدهشة من شاعر عرف كيف يمنح الشعر العربي الاناقة
والجمال والعالمية في زمن يتراجع فيه الاخضر لتلقي ظلالها الصحراء على
كل المعاني والقيم, هنا يتمرد الدرويش على اساليب البلاغة البالية والصور المكررة لتنطق الكمنجات اجمل لحن وتخرج الوردة من جدار
اصفر في الكتاب ينحني العمر في الستين فيداني الموت الشاعر لكنه ليس ذلك الموت الجسدي , انه الموت الذي يستل من وتين حلم عاش لاجله النبض, والحياة, لكثرة ما انبت الزمن ذئابا نهشت اللحم الحي واورثت جثته لطحالب الانكسارات...