syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
من لا نأمن بوائقه ... بقلم : عادل الكزبري
مساهمات القراء

أحببت أن أستفتح مساهمتي بالحديث الشريف التالي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل ومن يا رسول الله، قال الذي لا يأمن جاره بوائقه.

 والبوائق جمع بائقة وهي الداهية والشيء المهلك.


إن انتشار المباني المتقاربة والشقق السكنية المتجاورة بالإضافة إلى عدم تجانس الفئات الاجتماعية التي تسكن في الأحياء، أدى إلى تضخم مشكلة اجتماعية ملحّة جداً ألا وهي إساءة الجوار، حيث تجد أن كل شخص يعتبر أن خارج حدود منزله من الفضاء الخارجي، لا دخل له به، حيث أنه من الملاحظ في هذه الأيام كثرة الخلافات بين الجيران وأذيّة بعضهم بعضاً عن قصد أو بدون قصد، ناهيك عن رؤية جارتين أو جارين يتراشقان المدائح وقصائد الحب التي عجز الشاعر الحطئية (الشاعر الذي هجا كل شيء في العالم حتى أمه ونفسه) عن تأليفها، وأحببت أن أروي بعض المواقف التي تعرضت لها من جواري الكريم.

 

 

على سبيل المثال، جيراننا الذين يقطنون في الشقة التي فوقنا يتميزون بأعلى مستويات الحس الرفيع من حيث أنهم لا يحبون إزعاج جيرانهم أثناء النهار بأصوات إزاحة المفروشات وأعمال التنظيف، فيؤجلون هذه الأعمال إلى الليل، وحصراًً بعد الساعة الثانية عشر ليلاً، حيث تبدأ المفروشات بالتنزّه فوقنا محدثةً أصوتاً تساعد على الاسترخاء التام، والنوم الهانئ، وخاصة أنهم يفضلّون استعمال الأحذية ذات الكعوب الخشبية المدببة حرصاً منهم على أن تتواصل معهم من خلال الاحساس بخطواتهم.

 

و منزل هؤلاء الجيران يعتبر مركزاً للاجتماع و التواصل الأسري، وحفلات الأطفال أو هل أقول الملائكة، وعندما يلتم الشمل فوقنا ويبدأ الأطفال بالتراكض تكاد تسيل دموعي من شدة التأثر، وهل يوجد في الدنيا أجمل من الشعور بأن أطفال جيرانك بأتم صحة وعافية.

 

أحياناً لا أحتمل شدة الأصوات فوقي عندما تمتزج أصوات المفروشات المتنزّهة مع أصوات الكعوب وركض الأطفال، أضطر آسفاً و بكل قلة ذوق أن أدق بابهم حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لأطلب منهم شيئاً غريباً، أريد أن أنام بالليل!! فتفتح لي الجارة، فأطلب منها أن يخففوا من الأصوات قليلاً لأننا نريد النوم فتجيب وأسمى آيات الاعتذار بادية في صوتها: وهل يوجد جيران تحتنا؟ بيت مين أنتو؟ ثم ماذا تريدوننا أن نفعل؟ هل تريدون ألا ندعو الأطفال لبيتنا؟ واليوم فقط لدينا وضع خاص لأننا نقيم حفلة للأطفال.

 

هنا أعتذر منها وأستسمحها على ما بدر مني، ولكني أود التنويه إلى أن هذه الحفلة تقام مرة كل أسبوع، وأنني أخبرت هذه الجارة مراراً وتكراراً انه يوجد جيران تحتهم منذ حوالي 16 سنة ولكن دون جدوى، أما عن أعمال التنظيف فهي شبه يومية.

 

هذا حالنا مع الجيران الذين فوقنا، أما الحال مع الجيران الذين كما يقال (الباب عالباب) فهم حوالي 15 فرداً يعيشون في بيت واحد، منهم 7 أطفال و الباقي أب وأم وفتيات، ولا أعلم صلة القربى بين الجميع، ولكن الذي أعلمه أن الأطفال لدى انتقالهم لهذا البيت اكتشفوا لعبة طريفة جداً وهادئة، هي إغلاق باب القبو الذي نسكن فيه بقوة شديدة، بحيث أن عودتهم من المدرسة تأخذ من وقتهم حوالي نصف ساعة بين تدافع بروح دعابية عالية وصياح بريء جداً، وإغلاق الباب على بعضهم، وأحد هؤلاء الأطفال لديه طبقة صوت تذكرني بالقناة الفضائية الشهيرة (كوكب الحيوانات).

أما عن أهل الأطفال فهم من المعجبين بتناول المقالي وخاصة السمك في الساعة الثانية صباحاً، وحرصاً منهم على الحياة الاجتماعية مع الجيران فهم يصرّون على فتح باب بيتهم أثناء القلي لتخرج الرائحة وتنتشر في بيتنا لدرجة أن أمي ظنت مرّة أنني أنا من أقوم بالقلي لا الجيران.

 

تنظيف البيت يكون على ألحان نانسي عجرم وتامر حسني بصوت عال لدرجة أنه إذا اتصل بي أحد الأشخاص هاتفياً يطلب مني أن أخفض صوت المسجلة ظاناً أن الأصوات من عندي، ولا أعلم لماذا يصرّ هؤلاء الجيران على إبقاء باب بيتهم مفتوحا معظم الوقتً، ولكنني أعتقد أن فتح الباب هو على سبيل كرم الضيافة وإغاثة الملهوف حسب صفات العرب، ناهيك عن الحفلات الراقصة التي تقام عندهم في المنزل، فتتعالى الزلاغيط والتصفيق والهتافات لإحدى الفتيات التي أخذها الحال في الرقص ظانةً نفسها في مسابقة كأس تمارى، ولديهم عادة نظيفة وهي خلع الأحذية قبل الدخول إلى المنزل مما يجعل الفسحة أمام باب البيت كبسطة البالة كما يقال لها.

 

والأب قرر أنه يجب أن يصقل مهارات حياته بتعلم العود والغناء، ولكنه بحكم أنه مشغول طوال النهار، لذلك كان أفضل وقت للتعلم هو الليل، أو ربما هو من النوع الذي يأتيه الإلهام مع رائحة القلي لست أعلم، فيفتح باب المنزل ويبدأ مدربه بالدرس.

 

أما جارنا في الطابق الأخير فقد استولى على الأسطوح، وجعله مكاناً رائعاً لتربية الحمام، ووصلت به الوقاحة مرّة أن أهدى صحن الدش الخاص بنا إلى الجيران آنفي الذكر، وهو مشكور على كرمه الحاتمي، شيء مذهل، قال لهم ببساطة بإمكانكم استعمال هذا الصحن، فهو ليس لأحد، لو كنت موجوداً وقتها لصفقت من شدة الانبهار، حريص على راحة جيرانه، ثم خطر له في يوم من الأيام أن يلغي كل الصحون ويضع صحناً واحداً للجميع دون استئذان أحد، وذلك حتى تتوفر له مساحة أكبر لتربية الحمام.

 

آخر جار سأتحدث عنه هو الجار الذي يسكن بجانب منزلنا ولكن من مدخل آخر، أي هناك حائط فقط يفصل بين بيتي و بيته، هو شاب عمره حوالي 25 سنة، يسكن وحيداً، ولديه فرض لم يغيره منذ 5 سنين ألا وهو الاستماع إلى المسجلة بصوت عال بعد صلاة يوم الجمعة، وهذه العادة لا مقطوعة ولا ممنوعة، ولا يكتفي بالصوت العالي فيشغل معه مضخم الصوت، فيبدأ منزلنا بالارتجاج، وقد أخبرته عشرات المرات أن يخفض صوت المسجلة، فيعتذر مني ويخفض صوتها ثم في الجمعة التي بعدها يعيد تشغيلها بصوت عال، حتى أننا تشاجرنا مرة، وأخيراً اضطررت أن أتصل بالشرطة كي يحلّوا هذا الموضوع الذي استفحل، فكتب تعهداً بأنه لن يقوم بتشغيل المسجلة بصوت عال، ولكنه بعد فترة عاد إلى عادته وكأن شيئاً لم يحدث، وإلى الآن لم أجد حلاً لهذه المشكلة.

 

أعلم أن هناك الكثير من الجيران ممن هم أشد سوءاً من جيراني، كالذين يستمتعون بإيذاء جيرانهم الذين يبنون غرفاً إضافية، أو يضيفون أي شيء لمنزلهم، فيسارعون إلى إخبار البلدية كي تهدم هذه الغرف، وذلك إشباعاً لغرائز لا يعلمها فرويد نفسه، هذا غير إلقاء القمامة في المدخل ومن النوافذ، والذين يحولون بيتهم إلى مأوى للعفيفات(بيوت الدعارة).

 

أود التنويه إلى أن المشاكل التي ذكرتها حقيقة، ليس فيها مبالغة، ربما يجدها البعض بسيطة ولكن عندما تجتمع كلها تحول حياة أي شخص إلى جحيم.

 

أطلب من القراء الكرام أن يعطونا حلولاً لمثل هذه المشاكل، تساعدنا على العيش بشكل مريح، و تجعل الجيران يهتمون لبعضهم أكثر، ولكم جزيل الشكر.


2009-06-10 13:00:42
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
محمود الرجولة2009-06-15 00:53:09
يسلم ايدك الحق معك
يسلم اديك على هل مقال و اغلب الناس يعانون من المشاكل هي
سوريا
حسام2009-06-11 15:19:55
التعميم سمة الجهل
في المقال نبرة عنصرية مستترة، فعلى الرغم من صحة غالبية ما ورد فيه فالواضح أن الكلام معني به "الغربتلية" من غير أهل الشام. أتذكرجيراننا في المزة الشوام "المعتقين" وسفق الأبواب والضجة طوال النهار والليل والمقالي بعد منتصف الليل وشرشرة البوظة على الدرج وأطفالهم الذين تفوقوا على فرقة كركلا اللبنانية في الدبك فوق رؤوسنا وفوق كل ذلك التفريخ المستمر بانتظار قدوم الصبي كي يشاطرهم الغرفتين اللتين يقطنونهما.
-سوريا
Rana Issa2009-06-11 12:25:04
و الله الحق معك
بتعرف أسلوبك حلو بطرح المشكلة، هلأ أحلى المشاكل لما يكون في جنينة عند جيرانك بيحاولو يجتمعوا فيها كل يوم، و خصوصاً بعد الساعة 1 مشان السهرة تحلى و بينسو إنو الصوت بالليل بيكون أضعاف و حديثن شوي تانية رح نشاركن فيه، و ضحكن لعنا بغض النظر عن اللي بدو ينام أو يدرس أو يرتاح، هنن بيفيقو ع 3 الظهر، لازم يسهرو، و طبعا بتعلى الأصوات و الولاويل الضاحكة بس تطلب منن يوطو صوتن، بيفكرو إنك طلبت العكس. الله يجيرنا من هيك ناس و صدق اللي قال الجار قبل الدار.
سوريا
محمد2009-06-10 19:45:06
الحل بيدك
لديك حلين لا ثالث لهما الأول هوأن تتأقلم مع الوضع والثاني هو أن تغير مكان سكنك ..ولكني أنصحك بأن تستعمل العنف فهذا النوع من الناس لا يفهم ألا بالعصى
سوريا
قهراليتامى2009-06-10 18:21:02
اوباش للاسف
الله يكون بعون الي بعيش ببلد عربي انا طفشت و مابدي ارجع من الظلم الي شفته بعد موت والدي
-منغوليا
الليل الأبيض2009-06-10 16:54:04
...
يالطيف كأنك عم تحكي عن جيرانا تخيل أنو السبب بانتقالنا من بيتنا كان الجيران ؟؟؟ روايح وأصوات عالية حتى بتحس حالك ساكن جنب كباريه وخاصة أنو أهلي من النوع اللي انقرض يمكن هلأ هادا النوع تبع النووووم بكييير وشوف الصحة كيف بتصير وجيراننا اللطفا عم يعودو أهلي علسهر عفواً أصدي عال ( الأرق )
-سوريا
معجبة2009-06-10 15:04:22
ذكرتني بأعز رفيقة عندي
دائما تحكي لي عن مصائبها بأسلوبك الرائع وتراني ابكي من شدة الضحك على ما ألم بهامن أسى. انا رأيي لازم يكون في شي مشترك بين الجيران يجتمعوا مع بعض ولو مرة بالشهر حتى يحكوا عن امور البناية وتطويرهاويكون الكل مسؤول عمللون عزيمة عندك بالبيت واكرم ضيافتون واحكي معون ممكن ينحرجوا
-سوريا