سكان الأحياء: تجوال المسحراتية خلال رمضان نهاراً، تسول وإزعاج

أحد مخاتير الأحياء: هذه الظاهر تعد على مهنة المسحر، ولا توجد قوانين تمنعها

اعتاد الناس على رؤية "المسحر" أو سماع صوت "طبلته" وقت السحور قبل أذان الفجر، لإيقاظهم من نومهم، وفي المقابل انتقد الناس ظاهرة جديدة وهي تجوال " المسحراتية" قبل الإفطار من دون مبرر، بشكل وصفه البعض بالتسول على حلّة جديدة، ووصفه البعض الآخر بالإزعاج المتعمد، ومن ناحية أخرى وجد فيه أحد المخاتير الذين يقومون بإعطاء الموافقات "للمسحراتية" بالتعد علي على مهنة "المسحراتي".

نطلب الإكرامية بالطرق على الأبواب أو بالجلوس على الأرصفة وسؤال المارة

والتقت سيريانيوز بعض المسحراتية الذين يتجولون في وقت الظهيرة، ومنهم كان محمود الذي قال " أتجول مع أخي وابن أختي يومياً بعد صلاة الظهر، وذلك لطلب الإكرامية من سكان المنطقة، كمقابل لإيقاظهم يومياً على السحور".

وأكمل محمود" قسمنا البيوت إلى أقسام فالبيوت التي سألناها عن إكرامية لن نعود إليها حتى العيد، فالعيدية  منفصلة عن الإكرامية،" وأضاف "عند شعورنا بالتعب نجلس على الأرصفة ونسأل المارة على إكرامية".

وعن ظروف العمل  و يومية محمود وأقربائه، قال محمود " احصل يومياً على ما يقارب 500 ليرة، وهذا يقارب ما يحصل عليه أخي وابن أختي، إضافةً للمعونات الأخرى مثل البيض والحليب والخبز وغير ذلك".

وطالب محمود بأن يكون هناك تنظيم للمسحراتية في جميع المناطق، فـ 25 مسحر في المنطقة التي يعمل بها يؤدي بحسب قوله " إلى أخذ أغلب رزقه من الناس، ونفور الناس من المسحراتية" مشدداً على انه" مسحر نظامي" حاملاً جميع الأوراق المطلوبة ، وقال " طالبت المختار أكثر من مرة بأن يكشف المسحراتية المحتالين، ليمنعهم من مزاحمتنا وأخذ رزقنا، لكن من دون فائدة".

أما نوري 17 عاماً وهو أخ محمود، فقال " توارثت المهنة عن أخي محمود وأخي الأكبر، ولا داعي للموافقات بهذا الموضوع، لأني من أصحاب الخبرة ، وهذه ليست أول مرة لأعمل بها كمسحر، بالإضافة إلى أن سنّي لا يسمح لي بالحصول على هذه الموافقة".

وأضاف" نطرق الأبواب سائلين عن رزقنا، من دون أي إزعاج، أو نجلس على الأرصفة صامتين فيتقدم الناس إلينا بالمعونة من دون سؤال في بعض الأحيان، فمنهم من يتقدم بالمال ومنهم من يتقدم بالطعام والشراب".

ومن جهة محمد 13 عاماً الغير متقن للغة العربية جيداً، وهو أحد المسحراتية في ذات منطقة محمود ومن أقربائه قال " ورثت المهنة عن جدي وأبي، وأنا أساعد خالي في الضرب على الطبلة والتجوال معه في وقت الظهيرة فقط".

المسحراتية في النهار إزعاج وتسول واستغلال للأخلاقي في هذا الشهر.

وعبر الكثير من الناس عن استيائهم حول هذه الظاهرة حيث قال مرعي 43" هذه المرة الأولى التي أشهد بها هذا المنظر، فلم اعتد على رؤية المسحر وقت الظهيرة"وتابع" هذا الوقت مخصص للقيلولة أو الراحة من عناء يوم متعب في العمل وخاصة تعب الصيام، فلن نلبث أن نرتاح حتى يأتي المسحر بطبلته وصوته لإزعاجنا".

ومن جهته وجد أيمن 35 عاماً بهذه الظاهرة أنها " تسول بشكل جديد تحت ستار التقاليد، بالإضافة إلى أنها استغلال لأخلاق ودين الناس  في هذا الشهر الفضيل" وأضاف حتى أن تواجد " المسحراتية نهاراً على أطراف الشوارع مزعجة للبصر، فأعدادهم في المنطقة الواحدة تجاوزت العشرات، فلم نعد نميز الصادق من المتسول منهم".

والتقت سيريانيوز مختار أحد الأحياء محمود زين ، المسؤول عن إعطاء الموافقات "للمسحراتية" في منطقته والذي شرح لنا آلية القبول، قائلاً إنه " يتقدم المسحراتي بطلب إلى البلدية للعمل ليلاً كمسحراتي في حي ما، بالإضافة إلى حصوله على ثقة أهالي الحي الذين ينتخبون منهم لجنة تقوم بالموافقة على دخول هذا المسحر إلى حارتها أو منعه، أي أن كل ما يتطلبه الأمر هو السمعة الطيبة في الحي والصحة الجسدية ولا توجد ضوابط أخرى".

جمع  المسحراتية للإكرامية ظهراً وعصراً في رمضان مرفوض عرفاً ومثير للشبهة.

وعن المسحراتية المتعدين على المهنة والمتجولين في النهار  قال زين" في حال وجود شخص غير مسجل بطلب رسمي فمن الطبيعي أن ينشأ خلاف بينه وبين المسحراتي الرسمي ولكن لا يوجد قانون يمنعه عن ذلك، والموضوع ينتهي من الشرطة بالتهديد وأخذ تعهد من الشخص الدخيل بعدم الرجوع إلى مثل هذا العمل إلا بموافقة رسمية، وتعد هذه العملية تعد على مهنة المسحراتي ".

وحول جمع الإكرامية ظهراً في رمضان أكمل زين، إنه "عادةً يقتصر طلب المسحراتية على العيدية  في الأيام الثلاث الأخيرة من رمضان ومن بعد صلاة المغرب حتى العودة من صلاة التراويح أو في صباح أول أيام العيد أما موضوع جباية الإكرامية ظهراً وعصراً  وفي غير هذه الأيام فهو أمر مرفوض عرفاً ومثير للشبهة والريبة".

حازم عوض- حسام قدورة-سيريانيوز