عبر الحدود من تركيا باتجاه حلب، نام ليلة في إعزاز بريفها، وتوجه إلى حارم بريف ادلب، وهو يعد الخطط لإنشاء مشفى في البلدة، لكنه لم يصلها فقد تعرض للخطف، دون أن يتضح من هم خاطفيه، هذا ما حدث للمهندس السوري الألماني زياد نوري، وفقا لمصادر مقربة منه تواصلت سيريانيوز معها.

لم يكن نوري لوحده بل كانوا مجموعة مؤلفة من 3 أشخاص، جميعهم ألمان، ونوري الوحيد من أصل سوري، واكتفت الخارجية الألمانية بالإعلان عن أن ثلاثة ألمان "اعتبروا في عداد المفقودين" في سوريا، دون الحديث عن عملية خطف ولا تحديد موعد اختفائهم، مشيرة إلى أنها شكلت "مجلس أزمات" لمتابعة مصيرهم.

و"المفقودين" الثلاثة هم برند بلشميت وسايمون اس، والسوري الأصل نوري وهو مهندس في الثانية والسبعين من العمر وصل قبل ثلاثة أيام من حادثة فقدانهم.

حاولت الخارجية الألمانية الابتعاد عن وصف الحادثة بالخطف، إلا أن مصادر مقربة من نوري أكدت لسيريانيوز أن اختفاء الألمان الثلاثة ناجم عن عملية خطف جرت في منطقة بريف ادلب، وهم في طريقهم إلى حارم، التي كانوا بصدد إنشاء مشفى فيها.

والمشفى عبارة عن مشروع يتم تنفيذه بالتعاون بين منظمة ألمانية غير حكومية يعمل نوري ورفيقاه لصالحها، وجهة محلية في المحافظة كانت معنية بإدخالهم ومساعدتهم بتنفيذه.

وتحدث أحد أقرباء المهندس نوري، لسيريانيوز، قائلا إن "الأخير دخل سوريا بصحبة رفيقاه من معبر باب الهوى، وبات ليلة بحلب، قبل أن يتوجه إلى حارم للعمل على إنشاء مشفى في البلدة، وهو مشروع مشترك بين منظمة ألمانية غير حكومية وبين جهة كانت معنية بإدخالهم ومساعدتهم".

وأردف أن "شخصا استضافهم على الطريق، وأبى إلا أن يباتوا لديه ليلتها، ثم يكملوا طريقهم في اليوم الآخر، ثم تركهم لربع ساعة فعاد لم يجدهم، وانقطعت كافة الاتصالات معهم".

وأضاف "لقد مضى على اختفائهن نحو 50 يوما، لكن زوجة نوري لم تطلع الحكومة الألمانية إلا منذ نحو 15 يوما فقط، وخلال مدة اختفائهن، تم التواصل مع العديد من الجهات من بينها كتائب بالجيش الحر في حلب لكن دون نتيجة".

وتواصلت سيريانيوز أيضا مع روبرت نوديك، مدير منظمة "القبعات الخضراء" الألمانية، التي يعمل نوري لحسابها، والذي قال إنه "تم توظيف نوري في أيلول الماضي على اعتباره بأنه مهندس خبير في بناء البنى التحتي للمشافي".

وأكد الرواية التي ذكرها قريب المهندس نوري، بأنه "توجه لسوريا من أجل بناء مشفى في حارم، وقضى ليلة في مدينة إعزاز بريفها عند أقاربه، وفي اليوم التالي توجه إلى حارم وبات عند المختار وخطف الساعة 3 ليلا وهم نيام".

وسبق أن حاولت المنظمة الاتصال بكل الذين يمكنهم مساعدتها في العثور على أعضائها، من الخارجية الألمانية إلى الشرطة الجنائية الألمانية آو حتى الجالية السورية التي تعيش في المنفى في ألمانيا، لكنها لم تحقق أي نتيجة.

كما دعت إدارة وزارة الخارجية والمستشارة انجيلا ميركل وكذلك من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي القيام بكل اتصال ممكن مع المعارضة السورية ومع دمشق لتحديد مكان المخطوفين والتوصل إلى الإفراج عنهم.

ويعمل أعضاء منظمة "القبعات الخضر" التي تأسست عام 2003 وتتخذ من مدينة بون غربي ألمانيا مقرا لها، وتعنى بتقديم المساعدات في مناطق الحروب، منذ أيلول 2012 في مناطق بشمال سورية تخضع لسيطرة مقاتلين معارضين للمساعدة في إعادة اعمار بنى تحتية محلية أو توفير العناية.

إلى اللحظة التي أعد فيها التقرير، لم تعلن أي جهة تبني مسؤولية خطفهم أو حتى تواجدهم لديها، ولم يتم تسلم أي مطالبات بفدية أو أي شيء آخر لإطلاق سراحهم، ولم يشفع هدفهم، المتمثل بإنشاء مشفى، للحيلولة دون تعرضهم لخطف واختفاء قسري طال الكثير من السوريين منذ بدء الأزمة في البلاد، مع فارق أن حكومتهم شكت "مجلس أزمات" لمتابعة مصيرهم.

سيريانيوز