syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
الانتخابات البرلمانية السورية عام 1954 ....
اخبار وصحف ايام زمان

وزارة الداخلية تعطي إجازة اجبارية للموظفين لكي لايستغلوا مناصبهم في الانتخابات ....

الجيش ممنوع عن السياسة ... وعلى الضباط أن يلتزموا قطعهم العسكرية خلال فترة الانتخابات

من يرى سورية اليوم، وخاصة عاصمتها دمشق، التي تحولت إلى ألبوم صور لمرشحي مجلس الشعب، سيعلم علم اليقين أن هذه الدولة لاتزال بعيدة كل البعد عن مفهوم الديمقراطية، وعن مفهوم ومبادئ وأخلاق الانتخابات التشريعية.


فلا تزال سورية منذ استيلاء حزب البعث على السلطة فيها تعيش في ظل غيبوبة كاملة لمبادئ التعدد السياسي وتداول السلطة، واستمر الوضع هكذا في سوريا حتى يوم أصبحت فيه الدماء تراق من أجل بقاء شخص واحد ممثل لحزب واحد على أعلى هرم في الدولة.

 

وكان من المهم العودة إلى التاريخ، والمروم بالانتخابات النيابية السورية في الماضي الجميل، وكيف كانت تجري وماهي آليتها

 

فلقد مرت سوريا منذ وجودها إلى اليوم، بالعديد من الأزمات والنكبات، وكانت الروح الوطنية العالية لدى رجالاتها، هي جسر العبور من أزمة إلى النور، فكان شعار الوطن أولاً هو الدليل الذي اهتدت به معظم الحكومات التي مرت على سوريا منذ انتخاب برلمانها التأسيسي الأول في العام 1928 مروراً بالاستقلال التام عام 1946 وانتهاءاً بالوحدة مع مصر عام 1958 والتي تعتبر بمثابة بداية النهاية لعصور النهضة والتطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي التي كان السوريون يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى مرحلة الكمال بهم.

 

 وتندرج الانتخابات النيابية الجارية في 25 أيلول 1954 ضمن مجموعة كبيرة من الأدلة والبراهين التي تثبت روعة الحياة الديمقراطية التي كان يعيشها الشعب السوري، والتي تدل على التعايش الوطني لهذا بمختلف أطيافه وأحزابه السياسية، وتظهر هامش الحرية الكبير الذي كان يعيشه المواطنون من خلال إبداء آرائهم السياسية والاجتماعية بكل أريحية ومن دون رقيب أو حسيب.

 

 تنافس السياسيون السوريون والمستقلون على مقاعد البرلمان البالغ عددها 140 مقعداً، كانت المنافسة حامية الوطيس، وابتدأ العمل الفعلي عليها منذ الشهر الأول من عام 1954.

 

 وقد نشرت جريدة الإنشاء السورية الصادرة في حزيران 1954 ، خبراً مفاده أن وزارة الداخلية اقترحت على رئاسة مجلس الوزراء إعطاء إجازة رسمية للمحافظين الحزبيين من أجل عدم استغلال نفوذهم والعمل لمصلحة حزبهم على حساب الأحزاب الأخرى وإسناد وظائفهم للمستقلين الحياديين، وكان هذا الاقتراح قد لاقى صداً لدى رئاسة مجلس الوزراء التي كانت من جهتها ستعقد العزم على تعطيل بعض المناصب لحين فترة الانتهاء من الانتخابات.

 

 أما الإعلان عن أسماء المرشحين فكان يتم بطريقة جد راقية تروج كل جريدة حزبية لأعضاء حزبها المرشحين للانتخابات، ومنها كانت جريدة الشعب التابعة لحزب الشعب، حيث تصدرت الصفحات الأولى من هذه المجلة منذ مطلع العام 1954 أهمية التصويت في الانتخابات لصالح حزب الشعب والفوائد التي سيجنيها المرشح من هذا التصويت، وفي عددها الصادر في 16 أيلول 1954، نشرت جريدة الشعب قائمة مرشحيها للانتخابات عن دائرة دمشق ونلاحظ أن مرشحي الحزب هم من مختلف ملل ومذاهب المجتمع السوري من مسلمين ومسيحيين.

 

 أما عن يوم الانتخابات الحامية الوطيس، تنشر مجلة المصور الصادرة في العام 1954، الدور الكبير الذي لعبته المرأة خلال هذه الانتخابات، وكيف أن المرأة السورية كانت تقدم على انتخاب المرشحين التقدميين حتى ولو كانوا من الحزب الشيوعي، لأن تصريحاتهم كانت تقوم على إعطاء المرأة حقوقها كاملة دون أي نقصان.

 

في يوم الانتخابات كما تقول مجلة المصور، كانت الأجواء تشبه الأجواء الأمريكانية خلال الانتخابات، فكانت صور المرشحين تضاء بأنوار النيون، ومكبرات الصوت تذكر الناس ليلاً ونهاراً بمرشح الوطنية أو مرشح النزاهة أو مرشح الصيت الحسن ....إلخ

 

 كما لوحظ خلال فترة الانتخابات، كثرة التحالفات السياسية للأحزاب، وخاصة الأحزاب التقدمية، وقد كان من بين هذه التحالفات تحالف خالد العظم الذي تعرض لحملات قاسية هو وزوجته مع الحزب الشيوعي، ولأهمية دور المرأة في الانتخابات، وزع خالد العظم على الناخبات عطر فرنسي يسمى "افتكرني" من أجل الحصول على أكبر قدر من الأصوات النسائية.

 

 وخلال فترة الانتخابات صدرت الأوامر إلى الضباط وأفراد الجيش السوري بالتزام الثكنات العسكرية طيلة فتة الانتخابات، درءاً لحدوث أي احتكاكات بين عناصر الجيش والناخبين.

 

 كان الوعي الانتخابي يمتد إلى طلبة الجامعات، فقد عقد طلاب الجامعة السورية اجتماعاً كبيراً قبيل الانتخابات، وضعوا قائمة بأسماء المرشحين الذين يتوسمون فيهم خير البلاد، ووزعت هذه القائمة على الناخبين باسم "قائمة طلاب الجامعة السورية" وهي تضم خالد بكداش الشيوعي، وسعيد الغزي رئيس الوزارة، وخالد العظم، وباقي المرشحين الاشتراكيين.

 

 كان معظم المراقبين السياسيين يتوقع أن الحكومة لم تسمح بنجاح خالد بكداش زعيم الشيوعيين، لكن نجاح الرجل وإذاعة أسمه من إذاعة دمشق كانت دليل آخر على نظافة هذه الانتخابات ونزاهة الذين أشرفوا عليها.

وبعد فرز الأصوات انتهت الانتخابات على الشكل التالي : حزب الشعب 30 مقعداً – حزب البعث 22 مقعداً – الحزب الوطني 19 -  الإخوان المسلمين 4 – حزب التعاون 2 – الحزب السوري القومي 2 – حركة التحرر العربي 2 – الحزب الشيوعي السوري 1 – مستقلون 60.

 

هذه هي الانتخابات السورية، كما روتها صحف أيام زمان، وكما عاشها آباؤنا السوريون، هي الانتخابات التي وصفها قادة العالم أجمع، بأكثر الانتخابات نزاهة في الشرق الأوسط، هي نفسها التي تحولت منذ تولي حزب البعث واستئثاره للسلطة في 8 آذار 1963، إلى مجرد تنفيذ لأوامر السلطات الأمنية المسيطرة على أماكن الحل والعقد في البلاد، فلم نعد نرى ناخبين يتسابقون لنيل رضى الشعب عليهم لانتخابهم، بقدر مانرى ناخبين يتسابقون لنيل رضا السلطات الأمنية عليهم، لعلهم برضاها يحققون مغنمهم الذي يطمحون له، وهو أن يتولوا مقعداً برلمانياً فيما يطلق عليه اليوم تشبيهاً بمجلس الشعب.


2016-04-14 20:34:09
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
محمد2016-04-28 09:06:41
الفرق واضح
الفرق واضح بين \"كنا عايشين\" حتى 1968 و \"كنا عايشين\" اليوم كل واحد بعيش على حسب قدره
-سوريا
ابن العظمة2016-04-15 20:52:21
عاشت سورية و يسقط النظام السوري و الاسد
نفس هل موالين يقروأ هل موضوع بالذات و يشوفوا كيف كانت سورية قبل الوحدة و قبل البعث و قبل عائلة الاسد الي صارعين راسنا بانجازاتهم في سورية
سوريا