هل انسياق الشباب وراء مظاهر وقيم
غربية يمكننا اعتباره اشكالية اجتماعية تمثل وجهاً آخر لاشكاليات ثقافية وتربوية
وإعلامية
أم هي أمر حيوي
وهل يحمل بين طياته معنى الهروب أم أن هناك فراغاً يملأ عالم ذلك الشاب
فتأتي تلك
المظاهر ويجد فيها ملاذاً راهناً يناسب
ميوله..?ويبقى ذلك الانسياق يؤطر لمشهدية
تتشابك خيوطها في نواح اجتماعية وثقافية وبنيوية كما تؤكد الآراء المتناقضة في
والتي تجيب عن بعض من تلك التساؤلات والبداية كانت مع شابة أعطت بعفويتها وصدقها
معاني لاعجابها بالقيم الغربية .
تعويض عن
واقع
مليء
بالقيود
تقول وفاء
ركاب:
أحب العادات الغربية لأنها تحمل التحضر وتمتلك كل
ما هو جديد وحيوي,مثلاً ما نراه
عبر البرامج
الغربية مريح وأجمل من البرامج الشرقية التي مللنا من طريقتها وعدم
توافقها مع ميولنا كشباب نريد المزيد في الانطلاق والحرية وخاصة نحن
الفتيات,فحياتنا مقيدة بكثير من العادات والتقاليد,ونجد من خلال البرامج متنفساً
وحلماً يراودنا ويريحنا ولو قليلاً من قيودنا الكثيرة,فكل إنسان يميل للحرية,الحرية
المسؤولة طبعاً ,مثلاً /ستار أكاديمي/من البرامج التي تعجب كل الشباب لأنها تقدم
أشياء يتمنون تقليدها في الواقع وإن كان مبالغ فيها,فكل ممنوع مرغوب.
فيها
ايجابية
ورقي
أما الشاب
جهاد
وليد سلفين
أول ثانوي فقال:بصراحة أميل لكثير من القيم الغربية,وأظن كل الناس
تفضلها كالنظافة العامة,في الشوارع والحدائق,والتي ليس لها أي أهمية عندنا,أيضاً
التنظيم في أمور كثيرة من السير الى البيئة والأمور الإدارية والتربوية التي نسمع
عنها
مثلاً الضرب في المدارس ممنوع ولغة الحوار هي السائدة بينما هنا يتعامل المدرس
بطريقة قاسيةجداً,كل ذلك علينا الاعتراف به,ونحن رغم تفوقنا وميلنا الى التعليم إلا
أن
المردود عندهم أقل بكثير,صحيح أن التمسك بالمظاهر الغربية السطحية أمر تافه لكن
عندهم القيم العملية مفيدة للجميع,وبالنسبة إلينا لدينا الكثير من العادات العريقة
والجميلة كالمودة والنخوة والمروءة,لكن بصراحة الظروف وقلة التنظيم أفسدت الكثير
منها.
لآلية
التعاطي
دور مهم
عامر عبد
السلام
صحفي قال:
بغض النظر عن القيم الغربية أو ابتعادنا عنها,هناك واقع يفرض نفسه على
الجميع وتلك القيم فيها الايجابي والسلبي وما المانع من الانسياق وراء الجيد مهما
كان
مصدره,والمشكلة تأتي فقط بآلية التعاطي معها,فهناك شباب إذا ما رأيتهم تحسب
نفسك
في أحد الشوارع الأميركية بسبب لباسهم وطريقة مشيتهم وكلامهم فقط.
بينما نرى
آخرين
يأخذون ما
هو عملي ومفيد كاستخدام الانترنت والتكنولوجيا التي طورت الإنسان
كثيراً,حيث نشهد بعض النماذج من الشباب لا تهتم لهذا الجانب,وذلك بسبب انخفاض
وعيهم,كما أن آلية التعليم عندنا حتى البكالوريا عبارة عن حشو معلومات لا يمكنها أن
تطور
أفق الشاب بالشكل المطلوب, وبالتالي عند وصوله للجامعة يفاجأ بجو منفتح يربكه
لعدم
التهيؤ, ولانستطيع الجزم بأن الشاب هو السبب رغم مسؤوليته في تطوير ذاته أي
إنه
يوجد عوامل مساعدة لذلك,فبعض مناهجنا تكرس ذلك مثلاً الفنون المسرحية كلها
مسرحيات عالمية تدرس للطلبة,رغم غنى تراثنا,فلماذا لا نتمسك به حيث يتم الابتعاد
عنه
وعن اللغة العربية.
الخواء
الإنساني
والفكري
تشجيع للتقليد الأعمى
أما محمد
مكارم
قال: يمكننا
اعتبار التقليد نوعاً من عقدة النقص تجاه الغرب وتفوقه الذي يفتقد
بالمقابل لجوانب كثيرة ايجابية من المجال الاجتماعي وإن كانت الأجواء المفتوحة
لوسائل الاتصال,والمفروض أن يخلق حالة توازن عن طريق الاختيار لا الانصياع بشكل
أعمى
فيؤخذ الشاب كونه يفتقد الركيزة الفكرية التي تحميه من أي اختراق ثقافي,إلا ما
هو
منطقي وبعيد عن السطحية,حيث تلعب شخصية الشاب دورها في قبول تلك الثقافة
واختيارها وبالتالي يمكننا القول أن الخواء الإنساني والفكري,وسبب الركون إليها,فلو
كان
الشباب يقرؤون ويهتمون بثقافتهم لخف تأثرهم.
ضرورة
التوجه
بخطاب
إعلامي متمكن ومقنع للشاب
سعاد مكارم
تربوية قالت: يميل الشباب للعادات الغربية بسبب
سطوة الإعلام وما يرسخها بشكل أكبر
التلفزيونات
والفضائيات والانترنت وحماية الشباب يجب أن تكون من خلال توجه إعلامي
مدروس وأكثر تأثيراً وقوة من الأعمال المستوردة بأفكارها واتقانها الجيد,لأن
الأعمال الجيدة تحديداً والمشوقة هي القادرة على أن تتخطى بالشاب مايطرح من قيم
غربية سلبية,فتسد الفراغ وتقدم المضمون بقالب شيق ومؤثر,ويجب علينا الاعتراف بأن
الشاب يبحث عن أعمال يميل إليها وله عالمه الخاص الذي يختار من خلاله,والإعلام يجب
أن
يكون نشيطاً في هذا الإطار وعبر جميع وسائله وأدواته من صحف ودراما وبرامج وأغان
ومضامين وأساليب جذابة فيبتعد عن الموعظة حتى لا يبحث ذلك الشاب عن مؤثرات خارجية
تسيطر على أفكاره,بل توجيه ما يرغبه عبر مخاطبة ميوله واغناء عقله بالشيء
المقنع,ولا يمكن نكران وجود قيم ايجابية غربية,لكن السلبيات غالبة واملاء فراغ
الشباب عبر خطاب جيد متمكن يقنعه,مهمته تعود على عاتق إعلامنا.
الثورة