المرشدة النفسية: لابد من تصحيح الوعي عند جيل الآباء

كثيرة جدا القصص التي نقرؤها أو نسمعها عن هروب الفتيات من بيوت أسرهن والتي ترافقها تفاصيل معظمها مأساوي فقد تنتهي بالقتل أو بالتشرد أو الانحراف.

-  من هذه النهاية أبدأ بالحوار المفتوح مع رزان فتاة تبلغ من العمر 19 عاما ضاقت بها الحال بحبسها وشعرت بأن شيئا في داخلها يدفعها إلى التمرد على حياتها فقررت أن تحطم القيود التي كبلها بها والدها وما كان منها الا ان هربت من قريتها إلى المدينة من دون علم أهلها وفي اعتقادها أنها سوف تحقق آمالها وما إن وصلت بهرتها أضواء العاصمة ونسيت نفسها وتعرفت إلى من في مثل ظروفها وتساهلت مع أحد الشبان وبعد مدة قبض عليها مع ثلاث فتيات بصحبة عدد من الرجال في شقة مفروشة .‏

- أما منى وتبلغ من العمر 16 سنة فقد كانت البداية من انفصال والديها وزواج الأب بأخرى والأم بغير والدها وبالطبع عاشت منى مع جدتها التي كانت دائما تعنفها ومع زيادة التعنيف خرجت منى ذات يوم ناقمة على كل شيء حولها مقررة أنها لن تعود إلى البيت وبالفعل تقابلت مصادفة مع إحدى الفتيات ودعتها إلى بيتها وما كان منها إلا أن أعطتها كأسا من العصير واستيقظت بعدها لتتحسر على اللحظة التي غادرت بها منزلها..‏

-  أما غادة فقد صمتت للحظة وكأنها تستعيد فيها ذكرياتها المريرة ثم قالت: سبب تشردي يعود للخالة زوجة الأب ومعاملتها القاسية هي لا تحبنا وتبعد اهتمام والدنا عنا الذي يتركنا ننام خارج المنزل ولا يعرف شيئا عن حالنا فأصبحت أكره البيت وذهبت في طريق غير سوية علني أنسى الألم .‏

- أما ريما فهي فتاة غاية في الجمال أرادت والدتها أن تزوجها من شخص رفضته فكانت النتيجة هروبها ومع الوقت لم تجد شيئا تفعله سوى السرقة.‏

والسؤال الذي يبقى بمواجهة - الهاربات- ما التوجه التربوي المطلوب في التعامل مع النشء الجديد ليكون على مستوى المسؤولية والتحديات?‏

* المرشدة النفسية نسرين تميم تقول: أهم منطلق في موضوع التربية والتنشئة السوية هو دور الأسرة وخصوصا الأم التي تستطيع أكثر من غيرها تربية الأبناء على الانضباط والالتزام فهناك حالة من تراخي الوعي والإرادة التي تسود بعض المجتمعات وهذه المشكلة لا يمكن حلها بالوعظ والإشارد كما أنها لا تحل بالنظم والقوانين فما هو مطلوب: تصحيح الوعي عند الجيل المسؤول جيل الآباء وهذا التراخي بحد ذاته يعتبر ظاهرة مقلقة فلابد من حلول جذرية.‏

- ما الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة?‏

* هناك ظروف وعدة أسباب أهمها يعود إلى التفكك الأسري وانهيار الأسرة من خلال سوء معاملة الآباء أو الأبناء سواء بالتدليل الزائد أو العنف أو عدم المساواة بين الأبناء.‏

لذلك نقول أخيرا لهؤلاء الذين أخذوا من عثرات حياتهم خريطة الطريق الجديد الذي ساروا فيه لماذا يستسلم لسجن الذكريات الأليمة والفشل? ولماذا لا يقفز هؤلاء فوق أسوار المعاناة ليبدؤوا حياة جديدة?‏

ومن قال?! إن الحياة أي حياة هي مجرد انسياب ماء في مجرى هادىء لا يعكره شيء?.‏

الثورة