عجزنا عن تأمين منزل الزوجية وتلاحقنا الديون..

من المتعارف عليه أنه من لم ينتج في مرحلة الشباب فلا أمل من شيخوخته..فالشباب مرحلة العطاء والإنتاج, فكيف إذا كانت هذه المرحلة واقفة أو متوقفة عن العطاء وعن الإنتاج من حيث يدري الشاب أو من حيث لايدري.

وذلك إن لم تتوفر له فرصة العمل أو إن وجدت ولكنها لم تناسبه بأي شكل من الأشكال ولم تحقق له ولو جزءاً يسيراً مما يريد تحقيقه من أجل مستقبله لذلك وجد الجزء الأكبر من الشباب منالهم بالهجرة للبحث عن عمل يناسبهم من أجل بناء المستقبل الذي ينتظرهم على الرغم من افتقادهم لأهاليهم ولاصدقائهم وكذلك بعدهم واغترابهم عن عاداتهم وتقاليدهم لكنهم مع هذا كله يستمرون في البحث عمن يساعدهم بإيجاد فرصة عمل بالخارج.‏

قمنا برصد بعض آراء الشباب حول هذا الموضوع وهم ينتمون إلى بيئات مختلفة ومتنوعة.‏

افتقاد العمل في العام والخاص‏

> رياض ابراهيم خريج دبلوم تأهيل تربوي يقول: بعد ثلاثة أعوام على تخرجي لم أجد أي عمل في القطاع العام ولا في الخاص وأرى أن الوقت يمر ولا اجرؤ على التفكير بأمور مستقبلي سواء الزواج وتكوين أسرة المستقبل فماذا أفعل..?! وأهلي حتى هذا اليوم آخذ منهم مصروفي لذلك أبحث اليوم عمن يؤمن لي عملاً خارج بلدي حتى ولو كان ليس على شهادتي.‏

عانيت ظلم صاحب العمل.. فتركت‏

> رامي الحسين خريج كلية اقتصاد منذ عامين يقول: عملت في عدة مطاعم محاسباً ولكنني أعاني ظلم صاحب العمل في كل مرة سواء من خصم في الأجرة أو تحميلنا نحن العمال خسارة المطعم لأي سبب كان سواء كان لنا علاقة بذلك أو لسنا على علم به.‏

أيضاً الدوام الطويل والاستراحة حتى للغداء ممنوعة.. والراتب قليل, وتناول الطعام من المطعم ممنوع.. بالتأكيد ولا وقت لنا لذلك فإننا نتناول الغداء ونحن نعمل وطعامنا من خارج مطعمه.‏

لذلك تركت العمل وبدأت أبحث عن عمل خارج البلد حتى استطيع أن اجمع مبلغاً من المال وأعود به إلى بلدي وابدأ بمشروع صغير في البلد يدر علي ما يكفيني ويكون باب رزق لي وبعدها ربما أفكر بتكوين أسرة واستقر بشراء منزل وابتعادي عن الدين..‏

فرج المسابقات لم يطلني‏

> عصام محمد خريج رياضيات وفيزياء وكيمياء يقول: تخرجت في الجامعة وانتظرت المسابقات التي تهل وتطل علينا من وزارة التربية أملاً بنجاحي بإحدى المسابقات لأحقق حلمي بالوظيفة وتكوين مستقبلي لكني لم انجح ولم يتم تعييني وبحثنا عن فرصة للعمل بالدروس الخاصة لكني لم أنجح وانتظرت الفرج من وزارة التربية بمسابقة ثانية وتقدمت لكني لم أنجح.‏

لذلك صممت على الخروج إلى أي بلد عربي للعمل بشهادتي أو من دونها لأنني وكما أرى في بلدي فائضاً كبيراً من حملة الشهادات الذين يتزاحمون على الوظائف لكن بعد النتائج نجد قلة قليلة منهم قد نجح.‏

راتبي لا يكفيني أجرة نقل لي‏

> غياث العبد الله يقول: أنا خريج كلية التاريخ ولم أجد عملاً حتى اليوم لا بمسابقة ولا بغيرها لذلك عملت بمعمل أحذية بدوام طويل وراتب قليل لكن الراتب لم يكفني شيئاً فقررت البحث عن فرصة للعمل خارج بلدي.‏

النموذج الوحيد ...‏

> لكن صديقه ايهاب المراد عكس ذلك كله فهو يؤكد أنه على الفرد أن يعمل ببلده ويسعى بكل جهده للبحث عن عمل يكبر به بلده وتكبر بلده به, هذا رأيي وسأبقى ابحث عن عمل داخل بلدي مهما طال بي الأمر.‏

رأي المرشد الاجتماعي‏

> المرشد الاجتماعي بسام الحسين يؤكد أن هذه المرحلة هي مرحلة تفجر الطاقات لدى الشباب سواء الفكرية وكذلك العملية وكذلك يكتسبون صحتهم النفسية وهي مرحلة جد حساسة بالنسبة لهم لكن تعرضهم للاحباط والفشل بها من خلال بحثهم عن الوظيفة وعدم إيجادها يوجد لديهم أزمة وردة فعل سلبية تجاه مجتمعهم فيبدأ شعورهم بالاغتراب الاجتماعي تجاه كل شيء من حولهم سواء من انتمائهم لمجتمعهم ولأنهم يعتقدون أن مجتمعهم قد رفض مساعدتهم وتقديم يد العون لهم بإيجاد وظيفة وتحقيق ذاتهم.‏

فيتجه إلى الخارج للبحث عن ذاته ويهدم هذا الاغتراب الاجتماعي الذي واجهه ويحاول أن يتأقلم نفسياً مع فرصة العمل في الخارج حتى لو كان هذا العمل أقل من الشهادات التي يحملها.‏

أخيراً‏

نتمنى من الجهات المعنية في الحكومة تأمين فرص العمل للشباب سواء عن طريق القطاع العام أو الخاص ذلك عبر فتح مجالات عديدة لهم وكذلك منع تحكم الاحتكارات وأصحاب رؤوس الأموال والعمل بالشباب ونساعدهم بفتح فرص عمل جديدة لهم ترضي طموحاتهم واندفاعاتهم كشباب لمستقبل مشرق.‏

الثورة