هذا عرض لمجموعة من الآراء تتصل بهذه القضية المطروحة ونقر بأن ما سنعرضه قد لا يتوافق وآراء الآخرين.

دور الأسرة والمجتمع‏

* محمد الموسى 22 عاما وحاصل على إجازة في الاقتصاد له رأي خاص في الزواج قال لنا: الظروف المادية هي السبب الرئيسي وراء تأخر سن الزواج عند الشباب, لأن الشباب بمجرد أن يتخرجوا ويبدؤن في تكوين أنفسهم,يسعون للالتحاق بأي فرصة عمل وبعدها تبدأ المعاناة في الحصول على شقة وتجهيزها وذلك يستغرق وقتا طويلا,هذا من جانب,أما على الجانب الآخر والذي يتمثل في الفتاة والذي لا يختلف كثيرا عن الطرف الآخر.‏

* تقول سوزان غانم دبلوم تأهيل تربوي: إن فترة الخطبة قد تطول إذا ما أراد الشاب توضيب أموره كاملة وتجهيز شقته وهذا يؤخر زواجه,وهناك الكثير من الفتيات لا يتقدم إليهن أحد,وفوق ذلك الأسرة أحيانا قد تلعب دورا في تأخير سن الزواج بالنسبة للفتاة في حالة الشروط القاسية التي تطلبها من الشاب المتقدم وهو أمر يؤدي لعنوسة الفتاة أحيانا, ولحل المشكلة لا بد من تسهيل وتخفيف شروط الزواج وبما يتفق مع إمكانيات الشباب وهو دور الأسرة والمجتمع في وقت واحد.‏

بلا أي شروط‏

*  ربا الجابي طالبة معهد إدارة أعمال تناقش القضية بتعقل شديد حيث قالت: إنها قد تكون معرضة في يوم من الأيام لأن تكون لها نفس المشكلة,إن تأخر سن الزواج وراءه أسباب تتجسد في الظروف المعيشية الصعبة وقلة فرص العمل التي يعاني منها الشباب,لأنه لا يمكن أن يتقدم شاب لفتاة ليتزوجها وهو لا يمتلك وظيفة يعيش منها ويكون من خلالها أسرة.وقد يتأخر سن الزواج عند الفتاة وذلك لأنها قد لاتجد الشاب الذي يناسبها في أحيان كثيرة وربما يطول هذا الأمر, ولكي نحل ذلك لابد أن يكون هناك وعي عند الشباب والفتيات وأن يستوعبوا طبيعة القضية ويصلوا لحل مشترك كعدم فرض شروط على الشاب المتقدم لخطبة أي فتاة وهو ما زال في أول الطريق.‏

وعندما سألتها وهل تقبلين بنهج حياة جديدة مع شاب في مقتبل العمر بلا أي شروط?‏

صمتت قليلا وقالت,بصراحة الكلام سهل,ولكن على الأقل لابد أن نجد مكانا نعيش فيه ولا توجد فتاة تتمنى أن تحمل لقب ( عانس)‏

* أما ليال المغربي, سكرتيرة بأحد المكاتب,تقول: إن الشباب ليس لديهم مانع في الزواج في سن مبكرة,وهم يتمنون ذلك,ولكن الحالة الاقتصادية تمنعهم من ذلك,بالإضافة لعدم وجود الوظيفة المناسبة أو حتى مصدر رزق أو دخل يحول دون أن يتزوج ويكون أسرة,وهي أبسط حقوق أي شاب في أي مجتمع,وذلك ينعكس بالتأكيد على الفتيات وهن الطرف الآخر من المشكلة,فإذا كان الشاب لا يجد ما يتزوج به,فكيف ستتزوج الفتيات?!‏

عرسان في تراجع‏

إذا كانت العنوسة قد فرضت على البعض,فهناك من فرضها على نفسه مثل حكاية (ندى) 32 سنة وهي فتاة تتمتع بمواصفات يتمناها أي شاب. فهي جميلة ومن عائلة وبعد حصولها على ليسانس آداب التحقت بوظيفة مرمو قة ومعها بدأ العرسان بالتقدم إليها, لكنها تريد عريسا يتناسب مع وضعها كما أملت عليها والدتها إلا أنه مع مرور الوقت بدأ عدد العرسان بالتراجع.‏

وقد لا يبدو نموذجنا السابق مقياسا,فمازن شاب في الثامنة والثلاثين من عمره لم يثبت في وظيفته إلا منذ عامين فقط وعندما بدأ يؤسس لحياته كانت فرص الاختيار أمامه ضعيفة فهي إما عروس تقاربه في العمر أو من مستوى اجتماعي بسيط.‏

لم يعد معيارا‏

* ريم عباس حدثتنا عن تحليل هذه الظاهرة قائلة:لم تعد الفتاة كما كانت فقد خرجت إلى العمل,وتبوأت أعلى المناصب,ولديها طموحات كثيرة وقد تتأخر المرأة في الزواج برغبة منها وبصورة اختيارية في بعض الحالات وعندما تختار فإنها تختار ما يتماشى مع طموحاتها وأحلامها فلم تعد السن هي معيار في الزواج,فإلى متى نبقى بهذه العقلية?فلماذا لا نعطيها الفرصة لتبني مستقبلها فهي ما زالت تدعم خطواتها العملية في الميدان,ولم يعد اعتمادها المباشر على الرجل,ولن تبقى قابعة في البيت بانتظار ابن الحلال. هذا يعني مشكلة العنوسة وما يصاحبها من تغيرات وسلوكيات تحولت إلى ظاهرة تزداد مع مرور الوقت مسببة مجموعة من الآثار السلبية على المجتمع ككل.‏

ماذا عن هذه الآثار?‏

الشعور بالإحباط والحرمان بخيبة الأمل والملاحقة بالأنظار لها ومجاملتها بتمني زواجها ما يدفعها للهروب من الناس وتفضيل العزلة أو مصاحبة من هم في مثل وضعها فيشعرها بفقدان توازنها النفسي.‏

وماذا عن الآثار الاجتماعية?تقول عباس قد تلجأ للتسرع في الزواج وذلك للخلاص من شبح العنوسة بغض النظر عن التكافؤ,أو القبول بعروض أو بزواج منقوص الحقوق وهذا ما لايحمد عقباه.‏

الثورة