syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
الشباب... في «غرف الدردشة» الافتراضية!
كرت أصفر

هل ثمة تأثير من الممكن ان تحدثه «غرف الدردشة» التي تتوافر بكثرة في أروقة الانترنت- على وجدان الشاب وتفكيره وتطلعاته؟

أنه السؤال، شديد الأهمية، الذي يحتاج في سبيل الاجابة عنه الى التركيز الجيد على المفاهيم السائدة, تلك المتعلقة بتحديات العصر، والرغبة في تجديد ثقافة الشاب في صورة مكثفة، وغير قابلة للتوقف عند حد معين.


وقبل الاجابة عن السؤال «الضرورة» يجب ابراز الملامح التي تظهر عليها «غرف الدردشة» والفائدة المرجوة منها، وحقيقتها، وسنركز في هذا المجال على «الغرف» التي توفرها المواقع الثقافية والعلمية، والادبية متجاهلين تماما «غرف» التسلية، والحوارات الفارغة، تلك التي يبتهج بها الشباب على سبيل قتل الوقت، والاقتراب من حافة الهلاك الذهني، واليته في تعرجات اخلاقية لا رجعة عنها إلا بعد فوات الأوان.

وغرف الدردشة التي نعتقد انها جادة في طرحها ومضامينها، والغرض من انشائها رغم ما توفره للشباب من حرية اكبر يعبر من خلالها عن رأيه بصراحة، ووضوح ومن ثم يجد الاستجابة بسرعة فائقة، تكسر حدود الزمان والمكان معا الا انها -للأسف- تضع هذا الشاب في نمط ثقافي ومعرفي محدد لا يمكن تجاوزه باي حال من الأحوال,,, وبخاصة حينما يكون هذا الشاب غائبا عن المعرفة الحقيقية التي من الممكن الحصول عليها عن طريق الكتاب، والاطلاع على تجارب الاخرين، والتعرف على افكار الكبار ولا نقصد هنا الكتاب العادي بصورته التقليدية، ولكننا نتحدث عن الكتاب بمفهومه العام والشامل سواء كان ورقيا او الكترونيا، ومن ثم فلقد ظهرت في الايام الاخيرة رؤى شبابية تمجد «غرف الدردشة» وتجعلها الوسيلة الوحيدة - تقريبا- في استقاء المعلومة، والاقتراب من المعرفة، وهذا التوجه في حقيقته يمثل رجعة لا يمكن تجاهل عواقبها على ذهن الشاب، وما ستسفر عنه من ضياع فعلي لعنصر التجربة، والاستزادة من آراء اصحاب المعرفة والخبرة، لان وببساطة شديدة من يشارك في هذه الغرف «الافتراضية هم شباب ما زالت تجاربهم غصة، ومعلوماتهم مستقاة بصورة سريعة وخاطفة من وسائل الإعلام المختلفة، ومن ثم فان معالجتهم لاي طارئ ثقافي او اجتماعي سيكون دون الطموح، ولن يقترب الشاب المشارك في «الدردشة» من الحقيقة بقدر ابتعاده عنها، والتشبع بمعلومات ربما اخذها احدهم من مصادرها غير الصادقة، وبالتالي سيحاول ومن دون ان يدري غرسها في مفاهيم غيره من الشباب وامام ندرة المعرفة، وغياب الخبرة لن يكون هناك من يبحث عن الحقيقة، ويحاول وضع الايدي عليها.

كما أن هذه «الغرف» تعود الشباب على التمسك برأيه- حتى وان كان على غير صواب- لانه يضع نفسه في هذه «الغرف» موضع المحارب الذي لا بد له ان ينتصر لرأيه، بالاضافة الى ما ستؤدي به هذه الحوارات «الواهمة» من احساس مزدحم بالنفور من الكتاب وعدم الاطلاع على آراء الكبار التي يجد فيها تعال على فكره الذي توقف عند حد معين لا يمكن تخطيه، وبهذه الحالة نكون قد خسرنا شريحة كبيرة من الشباب الذي كنا نطمح له بالتجدد في مفاهيمه، والاستزادة من خبرات وتجارب غيره من الأدباء، والمفكرين والعارفين.

هذه الحقيقة تجيب عن السؤال الذي يتعلق بمدى تأثير «غرف الدردشة» على وجدان الشاب! لنرى ان هذه الغرف رغم ما تحاط به من بريق خادع الا انها توقف نمو المعرفة في الذهن، ولا تقدم الجديد في كل مناحي الحياة، لان من يديرها ويشرف عليها، ويتحاور فيها، ويقدم معلوماته شباب لم تنضج تجاربهم بعد كما انهم بعيدون عن الواقع، قدر بعدهم عن طموحاتهم واحلامهم، لذا فان من الطبيعي ان يؤكد لك شاب او فتاة بان هذه الغرف هي المتنفس الحقيقي له، وان علاقته بالكتاب في ذبول مستمر، ومقاطعة فاترة ومن ثم فقد كفته هذه الغرف عناء البحث، فالتثقيف والجري الحثيث خلف المعرفة، والاقتراب من التجارب الناضجة.

ان تحاور الشباب في ما بينهم في «غرف الدردشة» الافتراضية يبدو مهما وبناء لو كان ذلك في حدود المعقول، وليس كما نلاحظه الان في صورة تكاد تكون يومية ومستمرة، ومن غير حسيب او رقيب يحاول توجيه الشباب الى ضرورة الاجتهاد في سبيل تنمية الفكر، والاستغراق في البحث عن معارف جديدة.

 والشاب حينما يجد في نفسه الاحساس بقول شيء أو الرغبة في الاقتراب من نفسه وحلمه، فان سقوطه في زحمة «غرف الدردشة» الالكترونية ستحيل ذهنه بكل تأثير- الى العزلة عن المحيط الخارجي أولا، ثم عن مجريات الامور وتطورها المتسارع ثانيا ـ وبالتالي لن تكون هناك فرصة تمكن هذا الشاب من اقتناصها في سبيل تزويد فكره بالتجارب والخبرات.

وهذا الامر يمكن احالته كذلك الى حوارات الشباب وبخاصة المبدع- تلك الحوارات التي يتم الاكتفاء فيها بآراء بعضهم البعض، والاستكبار في التقرب من الكبار، للاعتقاد في ان الحقيقة اصبحت - بين عشية وضحاها- في متناول اذهانهم الغضة، والنتيجة ان الايام ستكشف عاجلا ام آجلا ان هذه الحوارات غير مجدية، وكان من الاولى الانصراف الى الكتاب والتبضع من أسواق اصحاب المعرفة والعلم.

ان «غرف الدردشة» بشكليها الواقعي والافتراضي، من الممكن ان تمنح الشباب المعرفة والمعلومة المتجددة لو حرص هؤلاء الشباب على التزود من خبرات الاخرين والتركيز على الاطلاع في شكل مكثف وغير خاطف والصبر في الحصول على المعلومة او الفكرة دون تكبر او استعلاء، واتاحة الفرصة للذهن كي ينمو على ما تجود به قريحة الكبار من رؤى، وتطلعات واليقين بان امتلاك الحقيقة كاملة من الامور المستحيلة في زمن يصعب على أي شخص كان الالمام الشامل بكل مناحي الحياة.

 

 

الرأي

 


2006-05-10 16:53:16
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
م.م2006-05-13 10:18:24
ايقاف الماسنجر
لماذا تم ايقاف ال "ياهو" و"م س ن" ماسنجر منذ السبت الماضي على خطوط ال "د س ل" أليس في هذا اجحافا بحق الشباب
-سوريا