لعبة مشبوهة على الإنترنت هدفها قياس ميول الشباب العربي نحو التفاوض والسياسة

ألحق عدد من الشباب العربي خسائر كبيرة في مجموعة من الأهداف العسكرية الإسرائيلية المفترضة على الإنترنت، وذلك بعد إنشاء بعض التحالفات العسكرية العربية،

بقصد صد الهجوم الإسرائيلي الذي تشهده لبنان حالياً، وذلك من خلال لعبة حربية مشبوهة مجانية على الإنترنت تمتلكها شركة إسرائيلية مؤخراً، وخصوصا بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان، وقيام هجمات حربية مكثفة ومنسقة على بعض الأهداف الإسرائيلية لعدد من اللاعبين على الشبكة، مما يعكس صورة الحالة النفسية التي يمر بها الشباب العربي من الواقع السياسي الذي تنتهجه إسرائيل ضد العالم العربي عموماً.

وتوقع المحلل السياسي الدكتور صالح الخثلان بأن يكون الهدف من وجود اللعبة المشبوهة هو دفع الشباب العربي لبدء التعامل والاحتكاك مع نظرائهم الإسرائيليين، خصوصا إذا ما عرفنا بأن أكثر المشتركين فيها هم من العرب واليهود، مشيرا إلى أن وجود لعبة كهذه على الإنترنت يحتمل أمرين، الأول محاولة قياس القائمين على اللعبة مدى قبول الشباب العالمي عموما الاحتكاك والتعامل مع اليهود، ومحاولة كسر الحاجز النفسي لدى معظم الشباب العربي خصوصا، والاحتمال الثاني هو محاولة معرفة مدى إمكانية التفاوض مع الشباب العربي وجس نبضه من خلال العينة المشاركة في اللعبة، وهل يميلون إلى المواجهة والعنف أم يميلون إلى التفاوض والتسييس؟.

من جهته قال المختص في علم الاجتماع الدكتور عبدالله اليوسف بأن التكنولوجيا أذابت الكثير من الحواجز والحدود بين الأفراد والدول، وهي بذلك تؤدي إلى قيام مفاهيم ومبادئ جديدة، مبينا أن هذه اللعبة تحديدا حققت بعداً إيجابيا للشباب العربي يتلخص في التنفيس عما يصعب تنفيذه حقيقة ضد العدو، مشيرا إلى أن أعمار الشباب المسموح لهم بمزاولة هذه اللعبة تمثل الاندفاع والانطلاق وحب المغامرة.

من جانبه قال الطبيب النفسي الدكتور عبد الرزاق الحمد "هذه اللعبة تثير نوعاً من الكراهية وتؤصلها بين العرب واليهود، وهو ما يتعارض مع شعارات السلام التي يرفعها بعض السياسيين لتطبيع العلاقات مع اليهود، كما أنها توجد نوعاً من الحماس الثأري وحب الانتقام،، وتجذر وتكرس الكراهية بين الشعوب، وهذا عكس السلام الحقيقي الواجب بين الشعوب.

وقال الحمد "إذا ما عرفنا بأن صاحب اللعبة يهودي، فإن ذلك يبين التغذية التي تتم للشعب اليهودي من كراهية وحقد على العرب وهي ملخص ثقافة اليهود"، مشيرا إلى أن اللعبة تعزز مدى قوة اليهود الفعلية من خلال مسمى اللعبة "قائد الجيش" وما لديه من أسلحة وجيوش وجميع العناصر المعطاة له ضمن خيارات اللعبة.

وبين الدكتور الحمد أن الإيجابية الوحيدة التي تتضمنها اللعبة هي التنفيس الذي يجده الشاب العربي في إثبات الوجود، والتعويض في هزيمة اليهود التي لا تتجاوز حدود اللعبة، وذلك للحالة القهرية الحاصلة لشعوبهم تجاه الإسرائيليين أنفسهم.

وتتلخص فكرة اللعبة في إنشاء اسم مستعار للدخول في اللعبة مع رقم سري، ثم قيام العضو باختيار اسم دولته التي سيقاتل منها في اللعبة، بعد ذلك تظهر للعضو المقاتل شاشة توضيحية كخارطة تفصيلية توضح عدد الجنود والدبابات والصواريخ والمصانع وعدد الأدوار الممنوحة مبدئيا للعضو(على شكل نقاط)، ومساحة أرض صغيرة تبدأ من 50 نقطة (تمثل مساحتها)، ومبلغ 250 ألف دولار(تمثل اقتصاد دولته).

وإلى الأسفل توجد قائمة يوجد بها عدد من الخيارات من أهمها، (غرفة الحرب) والتي تستخدم في بدء العمليات الحربية ميدانيا أو إلكترونيا، كما يمكن وضع الاستعداد لجيشك إلى درجة اليقظة القصوى، وغرفة (الأخبار) التي تطلعك على آخر العمليات الحربية والتحالفات ومن خسر وربح من المشاركين على مستوى العالم، ويجب الاشتراك فيها بمبلغ 20 يورو سنوياًً، وغرفة (الأمم المتحدة) حيث يمكن أن تقوم بطلب تصويت على طلبك منهم في أي قرار كطلب طرد عضو من اللعبة أو حظر استخدام نوع معين من الأسلحة عن أي عضو، ومن حق اللاعب دفع الرشوة للحصول على أصوات أكبر عدد من الأصوات لنفاذ طلبه لدى الأمم المتحدة، أما مركز التجسس فيمكن من خلاله توجيه أقمارك الصناعية للاستطلاع الفضائي على حركة جيوش العدو أو عدد مصانعه أو مساحة أرضه وغيرها، كما يمكنك أيضا إرسال جواسيسك إلى بلد العدو لعمليات الخطف أو القتل أو السرقة أو التخريب أو التفجير، والغرفة قبل الأخيرة هي التحالفات، حيث يمكن التحالف مع أي مجموعة ترى فيها القوة لك بمجرد كتابة اسم الحلف وبعد موافقة القائد على ضمك لحلفه.

وأخيرا غرفة التجارة والتي تعتبر الأهم لقوة الدولة، حيث عن طريقها يمكن شراء وبناء مصانع وآليات حربية، عن طريق ما تم جمعه من العمليات الناجحة بعد التصويت على قرارات الأمم المتحدة، وأخذ الرشاوى والتجسس على بعض الأعضاء الضعفاء.

ويستغل أصحاب الموقع الأعضاء المشاركون في اللعبة تجاريا بطريقة غير مباشرة عن طريق التصويت للموقع في منتديات التصويت العالمية المختصة بالألعاب المباشرة على الإنترنت، وذلك إذا ما أراد العضو الحصول على أكبر عدد من النقاط، بواقع نقطة واحدة عن كل موقع يتم التصويت من خلاله، كما يمكن الحصول على جوائز كبيرة كالمصانع الحربية والصواريخ الباليستية والمصانع المدنية كالذهب والألماس، وذلك في حال تم اللعب في بعض مواقع اليانصيب في غرفة الأدوار الإضافية.

كما تستخدم الشركة مالكة الموقع عدة طرق لتسديد رسوم تطوير الدول المشاركة، عن طريق أرقام اتصال في دول غربية أخرى، وذلك عن طريق الاتصال على تلك الأرقام والانتظار فترة محددة على الهاتف حتى ينقطع الخط وتكتمل قيمة التطوير المطلوبة، متجاوزين بذلك حواجز حظر الاتصال الذي يفرضه عدد من الدول العربية على دولها للاتصال مباشرة بإسرائيل.

ويقول أصحاب الموقع في رسالة لهم على الإنترنت إن هدفهم من اللعبة يتلخص في خلق عالم بدون أي حاجز لغوي على الإنترنت، حيث تتوفر اللعبة على الإنترنت بلغات كثيرة يوجد منها حالياً (العبرية اللغة الرئيسة، ثم الروسية، والعربية، والبرتغالية، والإسبانية، والإيطالية، واليابانية، والصينية، والدنماركية، والهولندية، والرومانية، والفنلندية).

يذكر أن القائمين على اللعبة قاموا في شهر أبريل الماضي 2006 بإصدار النسخة الثانية، وتتضمن تصنيف الدول إلى ملكية وجمهورية ودينية وديموقراطية وإمبراطورية وغيرها، كما تضمنت النسخة الجديدة زيادة التحكم في عدد السكان وكيفية تجنيدهم، وكان ذلك التطوير بعد الإقبال الكبير من الشباب العالمي بعد ترجمة اللعبة إلى 12 لغة عالمية.

المصدر:الوطن السعودية