أظهرت دراسة
أجراها باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية أن صغر حجم الجنين خلال فترة الحمل،
قد يكون مؤشراً إلى إصابته بتشوهات قلبية.
وأوضح
الباحثون وهم مختصون من جامعة أركانسس، يعاونهم خبراء من معهد البحوث التابع
لمستشفى أركانسس للأطفال، أن الأجنة المصابة بتشوهات في القلب، قد يتأثر نموها
وتطورها خلال فترة الحمل، لذا فقد افترضوا احتمالية ارتباط التشوهات القلبية عند
الأجنة بصغر حجمها خلال فترة الحمل، حيث أجروا دراسة بهدف تقييم صحة هذا الأمر.
شملت
الدراسة مجموعتين من المواليد، الأولى ضمت 3924 وليداً لم يعان أي منهم من تشوهات
جنينية، أما المجموعة الثانية فقد تألفت من المواليد التي عانت من تشوهات في القلب،
وقد وصل عدد أفرادها إلى 3395 طفلاً. واشترط الباحثون ألا تضم العينة أية توائم،
كما حرصوا على استثناء الحالات التي ولدت فيها الأجنة ميتة.
وتشير نتائج
الدراسة التي نشرتها دورية “طب الأطفال” في عددها الصادر لشهر ابريل/ نيسان من
العام ،2007 إلى أن الجنين الذي عانى من تشوهات قلبية كان أكثر عرضة لأن يكون ذا
حجم صغير خلال فترة الحمل، قياساً على الأوزان الطبيعية للأجنة، وذلك بمقدار بلغ
الضعف مقارنة مع الأطفال الآخرين، فقد تبين أن نسبة المواليد التي كانت أحجامهم
كأجنة أصغر مما يجب في المجموعة التي أظهرت تشوهات قلبية وصلت إلى 2,15 في المائة،
مقارنة مع 8,7 في المائة في المجموعة الأخرى التي لم يعان أفرادها من تشوهات
جنينية.
ووفقاً لقول
الباحثين فلم توضح الدراسة أسباب ارتباط تأخر نمو الطفل بمعاناته من تشوهات قلبية،
الأمر الذي قد تكشف عنه دراسات قادمة والتي قد تظهر علاقة سببية تجمع بين حدوث
تشوهات في القلب عند الجنين، وتأخر نموه في رحم الأم.
يشار إلى أن
الأجنة الصغيرة الحجم تكون أوزانها أقل من 90 في المائة من أوزان الأجنة من نفس
العمر الجنيني، وقد تكون تلك الأجنة صغيرة الحجم قياساً على عمر الحمل، أو قد تكون
ذات أحجام طبيعية ولكن أوزانها تظهر أقل مما هو طبيعي.
وبحسب ما
يشير مختصون فقد تبدي تلك الأجنة تطوراً طبيعياً بالنسبة لعمرها وذلك فيما يتعلق
بأعضاء الجسم وأنسجته، أو قد تعاني من تأخر في النضج مقارنة بالأجنة الأخرى.
ويقول
العلماء إن السيدات الحوامل اللاتي يأكلن الأسماك خلال فترات الحمل المتأخرة، تقل
لديهن احتمالات إنجاب أطفال صغار الحجم.
غير أن فريق
البحث في جامعة بريستول لم يجد دليلا على أن النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات
كبيرة من الأسماك يطيل فترة الحمل.
وهناك
ارتباط بين انخفاض حجم المولود وتزايد المخاطر الصحية، مثل أمراض القلب والسكر.
وقد نشر
البحث، الذي اعتمد على دراسة حالات اثنتي عشرة سيدة، في دورية “علوم الاوبئة وصحة
المجتمع”.
وطلب
الباحثون من السيدات تسجيل كميات الأسماك التي يتناولنها على مدار 32 أسبوعاً من
الحمل.
ومن هذا
التسجيل، قام الباحثون بحساب مقدار ما تحصل عليه هؤلاء السيدات من أحماض أوميجا-3
الدهنية، ويعتقد العلماء أن هذه الأحماض تساهم بدور إيجابي في بناء الصحة.
وفي
المتوسط، تحصل السيدة التي تتناول ما يساوي ثلث علبة تونة صغيرة يوميا من الأسماك
على 15,0 جرام من أحماض أوميجا- 3 الدهنية.
وقد لوحظ أن
النظام الغذائي الغني بالأسماك يساعد على نمو الأجنة، وكلما ارتفعت كميات الأسماك
التي تتناولها السيدات، قلت نسبة صغر حجم الأجنة بينهن. وعلى الرغم من أن هذا
الارتباط لم يكن قويا عندما وضعت عوامل كبرى أخرى في الاعتبار، مثل التدخين مثلا،
ومع ذلك ما زالت النسبة عالية.
ويحدث
القصور في نمو الأجنة عادة بنسبة واحد لكل عشرة، ولكن النساء اللاتي لم يتناولن
السمك، ارتفعت بينهن النسبة إلى واحد لكل ثمانية. وقال الدكتور إموجين روجر، الذي
قاد هذا البحث: “النقص الشديد في الوزن مرتبط بمخاطر ارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى
مشكلات أخرى في منتصف العمر، أو لدى كبار السن”.
وقال: “وهذا
البحث يضيف إلى الدليل القائل إن الأسماك تمثل جزءا مهما من النظام الغذائي للبشر،
كما يؤكد الاقتراح الذي ينادي بضرورة تناول المرأة الحامل وجبتين من الأسماك
أسبوعياً”.
وقال: “إن
تناول الأسماك الغنية بالزيت، عادة يجب تشجيعها”.
وقال
الدكتور روبرتس إنه من الممكن أن تساعد الأحماض الدهنية أوميجا-3 على نمو الأجنة عن
طريق تقليل لزوجة الدم وتسريع معدل سريانه، وهو ما يزيد من معدل الغذاء الذي يتلقاه
الجنين من أمه.
ويشير
العلماء إلى أن تجربة بدائل زيوت الأسماك تطيل فترة الحمل، ولكنها لا تساعد على نمو
الأجنة.
الا ان هناك
مخاوف من نسب التلوث التي تحملها الأسماك التي تحتوي على الزيوت. وقالت فيونا فورد
الباحثة في مركز الحمل والتغذية في مستشفى هالمشير الملكي لبي بي سي “نصيحتي
للحوامل هي تناول بذور الحبوب التي تحتوي على أحماض أوميجا- 3 الدهنية، وتناول
الأسماك الزيتية مرة او مرتين في الأسبوع”.
المصدر : الخليج