قليلون فقط هم من يلتمسون العذر
للانتحاريين
أظهرت استطلاعات أجريت مؤخراً بأن المسلمون الأمريكيون معتدلين
وأن أغلب المغتربين المسلمين في أمريكا لا يوافقون على التطرف، ولكن هناك نسبة
بسيطة تصل إلى 15% من الجيل اليافع يرون أن الأعمال الانتحارية مبررة أحياناً
للدفاع عن الإسلام.
واعتمد تقرير مركز أبحاث بيو في نتائجه التي نشرها يوم أمس على
لقاءات أجراها مع 1.050 مسلم في الفترة الواقعة بين كانون الثاني ونيسان من هذا
العام، وتعكس هذه النتائج صورة دقيقة لمجتمع متميز متناغم مع القيم الأمريكية من
العمل الجاد والاستيعاب.
ولكن الباحثين تفاجئوا بوجود نسبة 15% من المسلمين الشباب
الذين تراوحت أعمارهم بين 18 – 29 عاماً التي تقول إن الأعمال الانتحارية "غالبا"
أو "أحياناً" مبررة. كما أن هناك 100% ممن قالوا إن التفجيرات قد تكون مبررة "في
حالات نادرة". ولكن غالبية المسلمين الشباب 69% قالوا إن هذه الأعمال غير قويمة أو
صحيحة أبداً.
قال لويس لوغو مدير منتدى بيو للدين والحياة العامة "إن قراءة
هذه النتائج تلفت الانتباه".
وعلى الرغم من أن زعماء المسلمين رحبوا بالاستطلاع ككل، إلا
أنهم استفسروا عن نقاط محددة مثل نتائج أسئلة التفجيرات الانتحارية. وأشار الباحثون
إلى أن اللقاءات أجريت بالانكليزية، العربية، الأردية، والفارسية. وأن نحو ثلثي
الأمريكيين الراشدين المستطلعين ليسوا من مواليد أمريكا و39% منهم جاؤوا إلى
الولايات المتحدة بعد عام 1990.
يعتقد 71% من المستطلعين أن الناس تتقدم في حال عملت بجد، بينما
تنخفض هذه النسبة بين الأفريقيين الأمريكان المسلمين.
ويرى 40% من المسلمين أن العرب هم من نفذوا اعتداءات الحادي عشر
من أيلول عام 2001.
وهناك 36% يرون أنه ليس هناك تناقض بين كون المرء مسلماً تقياً
والعيش في مجتمع حديث.
وبشكل عام يرى 78% من المسلمين الأمريكيين أن التفجيرات
الانتحارية التي تستهدف مدنيين لا يمكن أبداً أن تكون مبررة، ولكن 64% من المسلمين
في فرنسا و43% في الأردن تبنوا نفس الموقف تجاه هذه التفجيرات.
قالت مها الجنيدي، مديرة مجموعة الشبكات الإسلامية، وهي مؤسسة
تعليمية "معظم المسلمين هنا لديهم عمل جيد، حياة جيدة، ويعيشون الحلم الأمريكي
ويريدون ذلك لأبنائهم".
وأكدت الجنيدي أن قلة قليلة فقط من المسلمين يعتقدون بأن العنف
يمكن تبريره وانتقدت في الوقت نفسه أولئك اللذين انضموا إلى فئة تبرير الانتحار
"أحيانا" أو غالبا" أو حتى "في حالات نادرة" واستنتجت أن واحد من أصل أربعة من
المسلمين الشباب موافقون على التفجيرات الانتحارية ووصفت ذلك "بعدم الإخلاص وعدم
المعرفة".
ولكن فارس هينداش، 33 عاماً، المسلم الذي يعيش في فيرمونت، لم
يفاجأ بالأرقام. وقال إن هذه القضية قضية معقدة والناس الفقراء واليائسين يستخدمون
أحياناً ما يتوفر بين أيديهم من وسائل، فإذا لم يكن لديهم أسلحة يستخدمون أجسادهم.
وأضاف "ليس لديهم سوى أنفسهم ليفجروها. ليس هناك أحد يلتمس مبرراً للقتل، ولكن
أحياناً يكون القتل هو الطريقة الوحيدة".ويبدو أن المسلمين الأمريكيين أكثر قلقاً
بشأن التطرف الإسلامي من المسلمين الأوربيين وهم على الأغلب لا ينظرون إلى أنفسهم
على أنهم مسلمين بالدرجة الأولى وأمريكيين بالدرجة الثانية. كما أن المسلمين
الأمريكيين يتمتعون بوضع مالي جيد في أمريكا حيث هناك 2% فقط منهم يندرجون ضمن ذوي
الدخل المتدني. أما في فرنسا وألمانيا فتصل نسبتهم إلى 18% وفي بريطانيا تصل إلى
22%.
وربما تسلط هذه الفروقات الضوء على سبب عدم وجود أي صدامات بين
المسلمين الأمريكيين وثقافة البلاد السائدة، كتلك التي تحدث في بعض الدول الأوربية.
بقلم كيم فو - موقع ميركوري الاخباري
ترجمة هدى شبطا - سيريانيوز