|
إسرائيل وسوريا وحلقة التهديدات الفضية |
مقالات مترجمة |
إن تهديدات الحرب التي تلوح بها كل من
إسرائيل وسوريا ضد بعضهما البعض لها وجه أخر ايجابي. فالشعب الإسرائيلي سيعرف
أخيراً الحقيقة: هل القيادة الإسرائيلية مستعدة لاتخاذ خطوة التنازل المؤلمة عن
مرتفعات الجولان؟ وهل هناك أي أساس للرسالة التي بعثت بها القدس إلى دمشق حول
نواياها الحقيقية لفتح المفاوضات؟
كما ان إسرائيل ستعرف المزيد من المعلومات أيضاً. ستعرف كل
ما لم تستطع هيئاتها الاستخبارية معرفته بشأن نوايا الرئيس السوري بشار الأسد
وستدرك أكثر ماهية الفرص التي يرغب الأسد بإضاعتها قيما يتعلق بدعم سوريا
للمنظمات الإرهابية الناشطة ضد إسرائيل، والى أي مدى هو مستعد لفصل الروابط
الإستراتيجية التي تربط بين سوريا وإيران. والشروط المسبقة لهذه الخطوات هي عدم
منع إسرائيل من فتح الحوار مع السوريين وذلك ضمن التبادل المباشر وضمن إطار
اقتراحات جامعة الدول العربية.
هناك جانب ايجابي آخر لقرع طبول الحرب هذه وهي أنها تمنح
إسرائيل فرصة جيدة لتهيئة استعداد أفضل على الجبهة الوطنية في الشمال. فهي
عندما تعلم ماهية تلك التهديدات عليها أن تبذل جهوداً مكثفة لتعزيز الجبهة
الوطنية، وتقليص الأضرار في حال اندلاع الحرب. وهذه المتطلبات تحتاج من الحكومة
القيام بتحويل هذه المسالة الحساسة من يد مسؤولي وزارة المالية وتعيين وزير خاص
بهذه المسألة.
عن كلاً من سوريا وإسرائيل اليوم تحاولان إظهار تخوفاتهما
من اندلاع هذه الحرب وتطلقان رسائل مختلطة. ففي دمشق يلفت المسؤولون إلى أن عدم
الرد على عروض محادثات السلام وعدم تخلي إسرائيل عن مرتفعات الجولان فلن يكون
هناك خيار سوى "المقاومة". أما إسرائيل وعلى الرغم من أنها لا تطلق التهديدات
إلا أن حكوماتها السابقة رفضت اقتراح المفاوضات لمعرفتها بالثمن الذي سيطلب
منها دفعه. ومن جهة أخرى إسرائيل حريصة جداً على عدم إلحاق أي أذى بسوريا خاصة
وأنها لاحظت تأييدها الكامل لحزب الله خلال حربه الأخيرة مع إسرائيل.
إسرائيل وسوريا تحومان حول نيران الحرب، رغم أن كليهما غير
مستعدتان لإطلاق الطلقة الأولى. ولكن ربما يندلع النزاع بينهما نتيجة بعض
التقديرات الخاطئة، أو ضعف المعلومات الاستخبارية أو بسبب خديعة يطلقها طرف
ثالث لخلق جو استفزازي يشعل الحرب بين سوريا وإسرائيل. ومن الطبيعي جداً أن
يكون كلا الطرفين مستعدان للاحتمال الأسوأ وهو الحرب.
بالطبع ليس من حق إسرائيل لوم سوريا على تدريب عناصرها، في
الوقت الذي تقوم هي بذات الشيء. فقوات الدفاع الإسرائيلية تقوم بإجراء تدريبات
مكثفة، كما أنها متابعة بكل تيقظ كل ما يجري على مرتفعات الجولان، أكثر من
السوريين أنفسهم. والاستخبارات الإسرائيلية تعرف الكثير عن الأحداث الجارية في
سوريا ولكنها تجهل كثيراً الطريقة التي يفكر بها الرئيس الأسد وما يقوله
لمساعديه وقادته العسكريين.
بقلم زيفي سكيف - هأريتس
ترجمة هدى شبطا - سيريانيوز
|
|
2007-06-09 12:58:06 |
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
|
|
|
|
شارك بالتعليق
|
|
|