syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
تحليل : إسرائيل مستعدة للتعامل مع سوريا
مقالات مترجمة

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قد أخذ دعوة الرئيس بشار الأسد للسلام على محمل من الجد. فقد ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية أن أولمرت بعث برسالة سرية للأسد يقول فيها "أنا شريكك في صنع السلام... وأنا اعلم أن اتفاق السلام مع سوريا يتطلب مني إعادة مرتفعات الجولان وأنا مستعد لتنفيذ ما هو مطلوب مني".


وكان أولمرت قد بعث برسالته هذه عبر وساطة تركية وألمانية بعد أن ناقش الأمر مع الرئيس الأمريكي جورج بوش وأخذ منه الضوء الأخضر للقيام بذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري لم يرد إلى الآن على تلك الرسالة.

ويوم أمس أكد وزير الإسكان الإسرائيلي مائير شتريت عن الاستعداد الكامل للدخول في مفاوضات مباشرة مع دمشق،ولكن ديفيد بيكر، المتحدث باسم أولمرت، لم يدل بأي تعليق على الموضوع.

من المعروف أن العلاقات السورية الإسرائيلية تعيش حالة دائمة من التوتر.

فسوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي أنهت أول حرب عربية إسرائيلية باحتلال أراض من الجهة الغربية للحدود الدولية عام 1948. وقد منح اتفاق هدنة آنذاك تلم الأراضي صفة الأراضي المنزوعة السلاح ولكنه ترك مسألة سيادتها دون قرار وجعلها مصدر الاحتكاك بين الدولتين. وفي عالم 1967 قامت إسرائيل باحتلال مرتفعات الجولان السورية.

وباستثناء أحداث حرب عام 1973، عاشت مرتفعات الجولان في هدوء جيد مع انتشار قوات الأمم المتحدة في مناطق فصل القوات. ولكن دمشق استمرت في حربها ضد إسرائيل بالوكالة وذلك من خلال إيوائها لحماس، الجهاد الإسلامي وغيرها من الميليشيات الفلسطينية ومساعدتها لحزب الله في لبنان.

وكانت محاولات صنع السلام قد فشلت بسبب إصرار سوريا على انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان حتى خطوط الرابع من حزيران بينما رأت إسرائيل أن تلك المرتفعات على درجة عالية من الأهمية ولا يمكنها التنازل عنها. وبالتالي أنكرت على سوريا تلك المرتفعات المطلة على الشمال الشرقي لإسرائيل واحتفظت بجبل حرمون الذي يكشف مدينة دمشق.

وخلال السنوات الثلاث السابقة كان الرئيس الأسد يعبر دوماً عن استعداده لمتابعة محادثات السلام ولكن اولمرت كان يتجاهل تلك المبادرات متحججاً بأن الأسد مهتم بالعملية فقط وليس بالسلام، وأنه يحاول استخدام إسرائيل لتخفيف الضغوطات الدولية المفروضة على بلاده.

ولكن يبدو أن هناك العديد من التطورات التي طرأت وجعلت أولمرت يغيّر رأيه.

يبدو أن مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني قد وصل إلى نهاية مسدودة. فالقيادة الفلسطينية مشتتة اليوم والرئيس محمود عباس لديه نوايا حسنة ولكنه لا يملك السلطة، بينما حماس غير مستعدة أبداً للتفاوض ناهيك عن قبول التسوية.

من جهة أخرى، في الصيف الماضي كشفت حرب لبنان مدى ضعف إسرائيل. حيث قامت إسرائيل بتدمير صواريخ حزب الله البعيدة المدى لأنها تمتلك نظام اختراق هذا النمط من الصواريخ ولكنها لن تتمكن لا الآن ولا خلال السنوات القادمة من امتلاك نظام يخترق الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. وسوريا تعلم ذلك جيداً وهي تقوم بتسليح جيشها على هذا الأساس. وحتى لو تم اختراع نظام اختراق لهذه الصواريخ ليس هناك من ضمان يمكن إسرائيل من إيقاف جميع الصواريخ التي ستمطر كامل أراضيها.

ورغم أن كلا البلدين يعدان العدة للحرب إلا أنهما بنفس الوقت تنفيان تماماً رغبتهما أو وجود نوايا لديهما بشن حرب، ولكن يمكن لبعض الحسابات الخاطئة أن تؤدي إلى اشتعال مثل هذه الحرب.

وذكرت يديعوت أحرونوت أن مصادر عسكرية إسرائيلية مرموقة قد حذّرت من أن احتمال اشتعال حرب مع سوريا قد يزداد ما لم يتم إجراء محادثات سلام.

وعلى الصعيد المحلي، يعاني أولمرت من مشاكل حقيقية. فعلى الرغم من أنه نجا بصعوبة من تقرير لجنة فينوغراد المتعلق بحرب لبنان، فقد انتقدت اللجنة أعماله ولكنها لم تضع توصيات بعزله من منصبه. ولكن التقرير النهائي للجنة الذي يضم التوصيات الأخيرة ما يزال معلقاً. وكي ينجو أولمرت سياسياً فالأفضل له وضع أجندة جديدة، والأفضل أن يكون السلام مع سوريا هو راسيتها.

إن الثمن الذي يريده الأسد مقابل السلام واضح جداً وهو: انسحاب إسرائيل إلى ما قبل خطوط عام 1967، ولكن ليس واضحاً بالضبط أين هي تلك الخطوط، فسوريا كانت تسيطر على الشمال الشرقي لبحيرة طبريا ولكن هذه البحيرة تقلصت.

يقول أحد المحللين الإسرائيليين المرموقين إن دمشق تريد أيضاً اتفاقاً كاملاً يتضمن تأكيداً أمريكياً على أن سوريا لن تبقى معزولة عن الغرب.

ولكن هيئة الاستخبارية الإسرائيلية لا تعلم ماذا ستقدم سوريا بالمقابل. يقول ذلك المحلل أن الهيئة منقسمة بشأن ما إذا كانت سوريا تفضل الالتصاق بالراديكاليين أم تفضل الانضمام إلى الغرب. ويرى أنها تفضل الغرب لأن هذا الغرب يشكل تهديداً لها.

في الحقيقة إن المقصود من الرسالة التي بعث بها اولمرت إلى الأسد  هو إيضاح النقاط التالية: هل ستبتعد سوريا عن إيران؟ هل ستقوم بطرد حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من المراكز الإرهابية الموجودة في دمشق؟ هل ستتوقف عن تسليح حزب الله؟

في البداية يجب أن يقوم المتفاوضون بالاتفاق على الترتيبات الأمنية والمياه وغيرها من القضايا. ومن ثمّ تأتي مسألة مدى قدرة هؤلاء القادة على تسويق اتفاقهم هذا إلى شعوبهم.

وهنا سيقع اولمرت في ورطة. فقد اظهر استطلاع للرأي نشتره يوم الجمعة صحيفة معاريف أن 10% فقط من المستطلعين يدعمون الانسحاب الكامل من الجولان، بينما يعارض 44% أي خطوة انسحاب. بالإضافة إلى أن 74 % لا يعتقدون بأن الأسد يريد السلام.

بقلم جشوا بريلينت - يونيتد برس انترناشيونال

ترجمة هدى شبطا - سيريانيوز


2007-06-09 17:27:25
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق