حذّر الصناعيون، المزارعون، والاقتصاديون يوم الخميس من الأزمة الاقتصادية التي قد يعاني منها لبنان في حال قامت سوريا بإغلاق معابرها الحدودية مع البلاد.

قال الاقتصادي ايلي عيشاوي لصحيفة الديلي ستار "معظم صادرات لبنان الزراعية تمر عبر سوريا، وفي حال قررت دمشق إغلاق جميع النقاط الحدودية ستتناقص عائدات لبنان من الصادرات بنحو 1 مليار دولار".

وكان احتمال وصول لبنان الى هذه المرحلة من الانغلاق البري التام قد أثير عندما قامت سوريا بإغلاق المعبر الحدودي في منطقة القاع الواقعة شمال شرق البلاد.

ويرى المراقبون أن سوريا تسعى من خلال إغلاق هذه المعابر الحدودية إلى حث لبنان على العدول عن فكرة نشر قوات دولية على طول تلك الحدود. واليوم لم يبق سوى معبر حدودي سوري لبناني واحد مفتوح في منطقة المصنع في وادي البقاع.

يقول التجار أن مئات الشاحنات المحملة بالبضائع والمنتجات الزراعية تصطف في طابور على الطريق المؤدي إلى نقطة المصنع الحدودية. وأضافوا إن السلطات السورية ما تزال تقدم التسهيلات لمرور الشاحنات اللبنانية المغادرة.

قال عيشاوي إن صادرات لبنان إلى سوريا فقط من البضائع مثل البلاستيك، الآلات، والاسمنت تقدر بـ 180 مليون دولار. "كما أن صادراتنا إلى الأردن تصل إلى 140 مليون دولار، والى العراق 120 مليون دولار، والى السعودية 180 مليون دولار، وأكثر من 200 مليون دولار إلى الإمارات العربية، وجميع عمليات التصدير هذه تتم عبر سوريا".

وأضاف بأن سوريا سوف تخسر سوقها في لبنان في حال تم إغلاق الحدود تماماً ولكن "الفرق هنا هو أن خسارة سوريا لن تتجاوز الـ 200 مليون دولار، بينما ستفوق خسائرنا الـ مليار دولار".

المزارعون اللبنانيون عبروا من جهتهم ايضاً قلقهم إزاء إغلاق معظم النقاط الحدودية السورية اللبنانية حيث قال انطوني حويق رئيس رابطة الفلاحين في لبنان لصحيفة الديلي ستار "يجب على الحكومة أن تتوصل الى  خطة طوارئ في حال قامت سوريا بإغلاق أخر ممر حدودي". وأكد أنه يتوجب على الحكومة أن تؤمن مرور الشاحنات إلى مرفأ مدينة العقبة في الأردن حيث قال "يمكن للشاحنات أن تغادر من الأردن إلى دول الخليج والعراق العراق، ولكنني لا أعتقد أن الحكومة ستقوم بمثل هذه الخطوة لأنها ستكلفها الكثير من الأموال".

وأشار حويق إلى أهمية السوق السورية بالنسبة للبنان وقال "إن سوريا تشتري معظم منتجاتنا من الموز وإغلاق الحدود سيكون ضربة قوية للفلاحين". أما الصناعيين اللبنانيين اللذين يرأس رابطتهم في لبنان السيد فادي عبود فقد حذروا من هذه الخطوة واعتبروا سيفاً ذي حدين وأن كلا البلدين سيعانيان اقتصادياً في حال استمرت. ويرى عبود أن "الأردن ودول الخليج ستعاني هي الأخرى وذلك لأنها ستصبح غير قادرة على تصدير بضائعها إلى لبنان".

وأضاف أنه يف حال قامت سوريا بإغلاق حدودها مع لبنان فقد يفرض المجتمع الدولي عقوبات على دمشق خاصة وأن الحدود تعتبر من الخطوط الدولية الحمراء.

وقال في نهاية حديثه "قد نضطر إلى إرسال بضائعنا عبر البحر. ولكننا نتمنى أن تنجح كل من الحكومات السورية واللبنانية في حل مشاكلهما وتجنب حدوث الأزمة".

ديلي ستار

ترجمة هدى شبطا - سيريانيوز