أظهرت دراسة لا سابق لها أن الأمهات العاملات يعرضن أطفالهن
للسمنة الزائدة.
قام مشفى غريت ارموند بإجراء دراسة على أمهات الطبقة العاملة
وأطفالهن، وتبين أن هذه الشريحة من الأمهات اللواتي يعملن عدد ساعات طويلة يزدن
احتمال إصابة أبنائهن بمرض السمنة المفرطة أو البدانة.
إن هذا البحث الذي نشر على صفحات الاندبندنت لأول مرة سيقلب
الاستنتاجات المعروفة مسبقاً. حيث تبين أن تلك الحكومة التي تدفع أعلى الرواتب
للأمهات العاملات تتحمل مسؤولية ارتفاع نسبة البدانة بين أطفالها وليس الطبقات
الفقيرة التي كانت هي عادة من يقع عليها اللوم.
ومن اللافت جداً أن هذه الدراسة أظهرت أن بدانة الأطفال ترتبط
ارتباطا وثيقاً مع دخل العائلة. ففي العائلات التي يزيد دخلها عن 33.000 جنيه
إسترليني يميل أطفالها على الأغلب للسمنة المفرطة أو البدانة أكثر من أطفال
العائلات ذات الدخل المتدني. ويبدو أيضا انه في تلك العائلات ذات الدخل المرتفع
كلما ازداد عدد ساعات عمل الأم كلما كان خطر إصابة الأطفال بالسمنة أكبر.
ويقول أحد الباحثين من معهد صحة الطفل في جامعة لندن ومشفى غريت
ارموند "إن طول عدد ساعات عمل الأم، وليس قلة المال، قد يكون العائق أمام تناول
الأطفال للطعام الصحي وممارستهم لنشاطات رياضية".
ويشير البحث إلى أن أطفال العائلات التي يتراوح دخلها بين
22.000 و 33.000 إسترليني أكثر تهيؤاً للسمنة المفرطة و البدانة من أطفال العائلات
ذات الدخل المنخفض بنسبة 10%. وكتب الباحثون "إن كل عشرة ساعات تقضيها الأم العاملة
في عملها يميل أطفال العائلات التي يزيد دخلها السنوي عن 22.000 إسترليني إلى
البدانة عن أطفال العائلات ذات الدخل المنخفض".
وتقول الدراسة أن ما يزيد الأمر سوءاً على الأم العاملة هو أن
مشاكل بدانة الأطفال تزداد عندما تعتمد\ الأم على مربية تعتني بالأطفال أثناء
غيابها في عملها. فالأطفال اللذين يتلقون رعاية من مربية أكثر عرضة بنسبة 24%
للبدانة من الأطفال اللذين تعتني بهم والدتهم أو والدهم.
وتربط الدراسة ارتفاع نسبة البدانة لدى الأطفال بدخول المرأة
ميدان العمل، خاصة أولئك اللواتي لديهن أطفال صغار. ففي عام 1984 كانت نسبة النساء
الأمهات العاملات 27% بينما في عام 2004 كانت نسبة النساء الأمهات العاملات 59%.
ولكن لم تجد الدراسة أي علاقة بين عدد الساعات التي يقضيها الأب مع مشاكل زيادة
الوزن لدى الأطفال.
إن هذه النتائج بدت مرعبة بالنسبة للخبراء. حيث قالت د. سوزان
جيب، مديرة الصحة والتغذية في مجلس الأبحاث الطبية للتغذية الإنسانية "إن البدانة
هي مرض ينتشر بين عائلات الطبقة الوسطى وهذا الأمر هام جداً، لأن معظم الناس
يعتبرون أن البدانة مرض ينتشر بين العائلات الفقيرة، ولكن هذا الأمر ليس كذلك
إطلاقاً. وهذه المؤشرات هي صيحة إيقاظ عالية لتوعية عائلات الطبقة الوسطى، ومن
المؤكد أنها ستحملهم على سبر المشكلة ومواجهتها".
بقلم
روجر دبسون - الاندبندنت
ترجمة
هدى شبطا - سيريانيوز