تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي
إيهود باراك يوم الأحد بأنه لن يسحب فئته من الحكومة لأنه شن حربا على حزب الله عام
2006؛ لاغيا بذلك أي تهديد فوري لحكومة أولمرت.
وكان باراك, والذي حل محل
الوزير السابق عامر بيريز أيام الحرب, قد تحدث مسبقا عن خطته للضغط على حكومة
أولمرت للاستقالة أو إجراء الإنتخابات مبكرا. وقد قال هذا أمام لجنة مستقلة حضرت
تقريرا حول أخطاء إسرائيل خلال حربها ضد مقاتلي حزب الله. وقد انتقد التقرير الذي
سلم يوم الأربعاء حكومة أولمرت نتيجة "لأخطاء جسيمة وعيوب" خرج منها رئيس الحكومة
متابعا هدفه بتوقيع معاهدة سلام مع الفلسطينيين هذا العام.
وقد تحدث باراك أمام الجلسة
الأسبوعية للحكومة بأنه قرر البقاء في الحكومة لإصلاح الأوضاع والأخطاء الواردة في
التقرير. فقال: "لماذا أنا باق؟ أنا باق في منصب الدفاع لأنني أعلم ماهية التحديات
التي تواجه إسرائيل. غزة وحزب الله وسوريا وإعادة تأهيل الجيش والعملية السياسية."
وقد علق أولمرت على التقرير عند
بداية الاجتماع دون أن يوجه أي تعليق حول قرار باراك البقاء في حكومته. قال معلقا:
"ليس هذا التقرير بمصدر السرور لي. وإنما مبعث لفرصة إصلاح الأشياء التي كشفت بغية
تحسينها وإعادة تشكيلها إن لزم الأمر. والسير بإسرائيل قدما."
والجدير
بالذكر أنه في حال سحب باراك فئة حزب العمال والبالغة أعضاؤها تسعة عشر من الحكومة,
فإن أولمرت سيتجرد من الأغلبية النيابية وسيعيده إلى دائرة الانتخابات المزمعة عام
2010. إذ يمسك ائتلافه بسبعة وستين مقعدا من أصل مائة وعشرين.
إلا أن باراك قرر البقاء في
الحكومة نظرا لشعبية حزب العمل بين الناس وأيضا لضمان مستقبل حزبه. ولا يزال باراك
يأمل استعادة رئاسة الحكومة التي أخذت منه عام 2001 ما يجعل من مواجهته مع خصمه
القوي نتنياهو عن حزب الليكود. فنصر نتنياهو من شانه أن يسيء إلى مسعى الرئيس بوش
لتوقيع اتفاق سلام في الشرق الأوسط قبل مغادرته البيت الأبيض.
وبأخذ نتائج الاقتراع بعين
الاعتبار نجد أن بقاء باراك في الحكومة كان متوقعا وحتى ولو على حساب مصداقيته. فقد
صرح: "أدري بأنني قد أدفع ثمنا سياسيا لهذا القرار."
هذا وقد اندلعت الحرب في الثاني
عشر من تموز 2006 حين عبر فدائيو حزب الله إلى إسرائيل وقتلوا ثلاثة جنود
إسرائيليين وأسروا آخرين.
ودخل أولمرت الصراع بدعم هائل
من الشعب الإسرائيلي, إلا أن شعبيته أخذت بالنزول بعد أن أخفقت الحملة التي استغرقت
شهرا بالهدف المرجو منها ألا وهو إطلاق سراح الجنود وسحق حزب الله.
ورغم الحملة الإسرائيلية الجوية
الكثيفة التي شنت على حزب الله, قصف الحزب شمال إسرائيل بما يقارب أربعة آلاف
صاروخ. وقد اشتكى الجنود العائدون من الحرب من قلة التدريب والعتاد والتجهيزات
الأساسية.
هذا وقد قضى ما بين ألف وخمسة
وثلاثين إلى ألف ومائة وأحد وتسعين لبنانيا مدنيا ومسلحا خلال الحرب. بينما قضى ما
بين مائة وتسعة عشر جنديا وأربعين مدنيا من الإسرائيليين وذلك حسب الإحصائيات
الرسمية لكلا الطرفين.
بقلم آمي تيبل - أسوشياتد
برس
ترجمة طريف الحوري -
سيريانيوز