واستطاعت التألق بدور (عتيقة)
زوجة الأخ الأصغر لبطل الرواية, حيث جسدت دور المرأة الجزائرية البسيطة
لدرجة جعلت البعض يصدق انها جزائرية الأصل..
وحول شخصية عتيقة وجوانب درامية
أخرى كان لسيريانيوز الحوار التالي مع الفنانة زينة الحلاق..
بداية حدثينا عن أهمية
تجربتك في مسلسل ذاكرة الجسد مع مخرج كبير مثل نجدة أنزور؟
الأستاذ نجدة رشحني
للدور بعد تعاوني الأول معه في مسلسل (ماملكت أيمانكم) وكانت كلا التجربتين
مهمتان جدا بالنسبة لي, فالمخرج نجدة يعرف تماماً ماذا يريد ويترك مساحة
واسعة من الحرية للممثل ولا يتدخل في تفاصيل الشخصية ويدعم الممثل المجتهد
ويتبناه ويعطيه حقه, وما يتحدث عنه البعض بأنه شخص عصبي ودكتاتور أمر غير
صحيح, وكل ما في الأمر أنه يحب أن يكون جو العمل مثالي واحترافي وان يلتزم
الجميع بمواعيد التصوير.
استطعت الاقتراب إلى
درجة كبيرة من شخصية المرأة الجزائرية, لدرجة جعلت المخرج يستغني نهائياً
عن فكرة الاستعانة بممثلة جزائرية؟
بالفعل كانوا عازمين
على الاستعانة بممثلة جزائرية في حال لم أنجح بتأدية الدور, ولكن بعد أن
رأى أنزور اجتهادي على الشخصية أعطاني الضوء الأخضر, وبدأت مرحلة البحث لأن
الشخصية غريبة عن أجوائنا السورية فهناك اختلاف كبير في اللهجة والعادات,
فشخصية المرأة الجزائرية قوية جداً وكان لدي تحد كبير في أدائها فإما أن
تنجح الشخصية أو تفشل فشلا ذريعاً لأنها كانت تحوي على مسحة كوميدية,
وتدخلت في الشكل الخارجي للشخصية فاقترحت أن أصبغ شعري باللون الأسود
واخترت شكل الثياب الجزائرية البسيطة وعصبة الرأس وعندما رآني نجدة تفاجأ
كثيراً.
كيف وجدت أجواء العمل
في الجزائر؟ وخاصة في مدينة قسنطينة؟
كان لدي حلم دائم
بزيارة الجزائر,لأنه بلد جميل جداً يمتاز بالطبيعة الخلابة كما أن الجسور
ساحرة في مدينة قسنطينة, وأجواء العمل كانت رائعة فيها الكثير من الحب
والانسجام بين أفراد العمل، وكان الفريق الجزائري العامل معنا أكثر من رائع
ووفروا لنا كل سبل الراحة المطلوبة لنقوم بأداء عملنا على أكمل وجه,
والصحافة الجزائرية اهتمت كثيراً بالعمل كما أجريت العديد من الحوارات في
تونس والمغرب.
وماذا عن اللهجة
الجزائرية، كيف تعاملت معها؟
اللهجة الجزائرية ليست
صعبة أبداً وأنا أفهمها جيداً ولقد كنت حريصة جداً أثناء العمل على أن أنطق
الكلمات باللهجة الجزائرية بطريقة صحيحة, وتدربت على الشخصية حوالي شهرين
وصورت دوري في آخر العمل وهذا أعطاني فرصة للمزيد من التدريب, والذي ساعدني
أكثر هو جمالية النص المكتوب كما أن الشخصية كانت مكتوبة بأحكام شديد.
ما صعوبة استخدامك
للهجة المحلية الجزائرية, وخاصة أن حوارات العمل كانت بالفصحى؟
حضرت العديد من الأفلام
الجزائرية واستعنت بالجالية الجزائرية في سورية, كما أن الفنان إبراهيم
منعم ساعدني كثيراً لأنه درس بالجزائر وأعطاني تفاصيل كثيرة, كما أني
استعنت بالانترنت وقرأت الكثير من الأشياء وتعرفت على الكثير من الجزائريين
على موقع الفيسبوك حيث كنت أتعمد إضافة النساء الجزائريات, وتعلمت اللكنة
الجزائرية منهم.
ماذا تضيف لك شهادة
أحلام مستغانمي التي قالت أنك كنت جزائرية حقا في "ذاكرة الجسد"؟
طبعاً إن شهادة كاتبة
بمقامها وأهميتها تضيف الكثير لي وأنا سعيدة جدا بها, قابلتها في لبنان أول
مرة حيث كان لدي هناك تصوير ولحسن حظي أنها كانت موجودة في موقع التصوير,
وكان المشهد مفصلي بالنسبة لي وعندما انتهى أشادت أحلام بأدائي لان هناك
فرق كبير بين شخصيتي وشخصية عتيقة وقالت إنه من المستحيل أن لا تكون لي
أصول جزائرية وتفاجأت بأدائي للهجة الجزائرية والحركات.
هل كان السيناريو وفيا
للرواية وروحها الأدبية؟
نعم, فالرواية انتهت
فعلياً في الحلقة 15 بعد أن تزوجت بطلة العمل (حياة), ولكن الكاتبة المبدعة
ريم حنا عملت على إعطاء مساحة أكبر لشخصيات الرواية مثل (حسان, وعتيقة,
وناصر) منذ الحلقة التاسعة, وأعتقد أنه كان هناك صعوبة بالغة في تحويل
الرواية إلى مسلسل لأنها على لسان بطل واحد وهي قليلة الأحداث بشكل عام,
ولكن ريم استطاعت أن تخلق أحداثاً مشوقة واستطاعت أن تعكس روح الرواية على
جو العمل.
برأيك هل استطاع
المسلسل مضاهاة نجاح الرواية؟
اعتقد أن العمل لم يصل
إلى نفس الدرجة التي وصل إليها نجاح الرواية, فحتى على المستوى العالمي
عادة لا تأخذ المسلسلات المستوحاة من الروايات نفس النجاح الذي تأخذه
الرواية, وفي (ذاكرة الجسد) كان هناك آراء متباينة فهناك من أحب العمل إلى
حد كبير أو رفضه إلى الحد ذاته, وأعتقد أن العمل كان متابع أكثر في المغرب
العربي من بلاد الشام لأنهم يعطون الأولوية للأعمال السورية عن الأعمال
العربية.
هل قدمت لك عروض
تمثيلية في الجزائر بعد ذاكرة الجسد؟ وإذا عرض عليك التمثيل باللهجة
الجزائرية هل ستوافقين ؟
هناك العديد من
المخرجين التونسيين والجزائريين أشادوا بأدائي في (ذاكرة الجسد) ولكن
الأعمال في المغرب العربي قليلة بشكل عام, وإذا عرض علي عمل جميل فأنا
أتشرف طبعا، وأنا كممثلة ليس لدي أية مشكلة و أستطيع العمل في أي مكان، كما
أني أعتبر الجزائر بلدي الثاني ولا أشعر بالغربة فيها.
ما قصتك مع الأغاني
الشعبية التي تخص المغرب العربي.؟
لدي العديد من الأصدقاء
في تونس وبالتالي أنا قريبة من الجو المغربي, وأحب الاستماع إلى الشاب مامي
والشاب خالد, وموسيقا الراي والموسيقى الأندلسية وأغاني المالوك والاغناوا
وأحب إيقاع الموسيقا الاسبانية كثيراً.
ما المغزى من تجسيدك
لدور طبيبة تعمل في مستشفى وهي من الطائفة المسيحية في مسلسل (ماملكت
أيمانكم)؟
الدور يطرح إشكالية
معينة ويخدم بقية شخصيات العمل, ويطرح موضوع الخيانة الزوجية ويسلط الضوء
على الزوج الذي يدّعي الثقافة والانفتاح ولكنه فعلياً لا يمت لهذه الصفات
بصلة, كما يؤكد العمل التسامح الديني الجميل بين أبناء المجتمع السوري وكيف
يتعامل الشخص المسيحي مع المجتمع, وأنا عادة ما أقدم دور سيدة مسيحية إلى
درجة جعلت البعض يظن أني مسيحية بالفعل ربما لأني تربيت في بيئة مسيحية
ودرست في مدارسهم.
وجّهت انتقادات عديدة
لمسلسل (ماملكت ايمانكم) ..ما رأيك؟
المنتقدين لم يكن لديهم
الحق لأن العمل لم يقصد الإساءة للإسلام, وإنما عرض نماذج ملتزمة جداً
ونماذج متطرفة بالمقابل, ولا اعلم كيف هاجموا العمل من الحلقات الأولى,
وأنا شخصياً لم أحترم تلك الآراء لأنها حكمت على المسلسل قبل أن تراه,
وعندما انتهى العمل اكتشفنا أنه لم يحمل أي إساءة للإسلام, وعلى فكرة
المخرج نجدة ملتزم جداً وأهله متدينين وكان له أعمال ضخمة تدافع عن الإسلام
مثل (سقف العالم, والحور العين).
كانت لك مشاركة في
مسلسل (رجال مطلوبون) الذي من المتوقع أن يعرض قريباً على ام بي سي, هلا
حدثتنا عن دورك فيه؟
أجسد شخصية طبيبة نفسية
بجامعة أمريكية في لبنان, تعالج مشاكل الطلاب المنوعين بين جنسيات مختلفة,
وأنا أحببت التجربة كثيرا كوني تعاونت مع جنسيات عربية كثيرة, وأحببت العمل
لأنه أول عمل عربي ينتج على نمط الأعمال التركية ومن حسن حظي أن الأستاذ
حاتم علي تولى إخراج المشاهد الخاصة بي.
كانت لك مشاركات في
العديد من المسلسلات التركية المدبلجة.. ماذا يضيف الدوبلاج للممثل؟
الدوبلاج تدريب خاص
ومهم للممثل فكبار نجوم هوليود يعملون في الدوبلاج, ومن الصعب التعبير عن
الحالة وردات الفعل بالصوت فقط, ويجب أن يتبنى الممثل الشخصية حتى يستطيع
أن يعبر عنها على أكمل وجه, وأريد هنا أن أنوه لنقطة وهي أن الممثل السوري
رفع من سوية الأداء للمسلسلات التركية لأن الممثلين الأتراك يتكلمون ببرود
شديد أما الممثل السوري فأعطى حياة للشخصية.
برأيك هل باتت الدراما
التركية تشكل خطراً على الدراما السورية؟
تشكل خطراً كبيراً لأن
الإنتاج لديهم ضخم جداً وهذا الشيء لا يتوفر لدينا, ولكنها رفعت من سوية
الدراما السورية لأن الأتراك نبهونا إلى الاهتمام أكثر بالديكور والملابس
والماكياج, وأنا أتمنى أن يكون هناك إنتاج أكبر في الدراما السورية ما يعطي
مساحة للمثل ليعمل بإبداع أكبر, والخطر الثاني هو أن العديد من الممثلين
امتهنوا الدوبلاج وأهملوا العمل في الدراما السورية, وبالنسبة لي قللت
حالياً العمل في الدوبلاج لان الأعمال التركية زادت عن حدها.
نعرف أنك حاصلة على
دبلوم في الفن المسرحي من أكاديمية ألتيري بإيطاليا.. هل وفتك الدراما
السورية حقك؟
عشت سبع سنوات في
ايطاليا, وكان لدي حلم بالتمثيل هناك ولكن هذا الشيء أذاني لأنني ابتعدت عن
جو الدراما السورية, ولم تستطع إيطاليا أن تقدم لي الشيء الذي كنت أحلم به
وبصراحة كنت سأحسب كرقم لأن هناك العديد من الخريجين بلا عمل وهناك مافيات
في التمثيل لذلك قررت العودة لسورية, وأنا مستقرة في دمشق منذ أربع سنوات
وشاركت في عدة أعمال مثل (ليس سرابا, أهل الغرام, فنجان الدم, الاجتياح)
وربما قلة أعمالي تعود إلى أن الكثير من الناس يظنون أني لا زالت في
ايطاليا كما أني لا أتواجد كثيراً في سهرات الوسط الفني.
أي الأنواع التمثيلية
أقرب إلى قلبك..(بيئة شامية, أعمال تاريخية, اجتماعية, كوميديا, السير
الذاتية..)
أحب الأعمال الكوميدية
وهي الأقرب إلى قلبي لأن لدي روح كوميدية, وأعتقد أن الكوميديا تعتبر من
أصعب الأنواع الدرامية لأن أي دور كوميدي يتوقف على شعرة بين خفة الدم
وثقله, أما النوع الذي لا أفضله كثيراً فهو السير الذاتية لان الدور إن لم
يكن مكتوبا بشكل صحيح يقع الممثل في مطب كبير كما أن السير الذاتية يجب أن
تكتب بأمانة لتقنع المشاهد.
وماذا عن اهتمامك
بالمسرح؟
شاركت بالعديد من
الأعمال المسرحية مثل ( اليغرو) مع جلال شموط ورغدة شعراني, ومسرحية (وعكة
عابرة) مع فايز قزق, كما أن لدي مشروعي المسرحي الخاص الذي أعمل عليه منذ
سنوات وأتمنى أن أجد له التمويل القوي لأني ضد المسرح الفقير.
بدأت الآن عمليات
التجهيز لمسلسل (في حضرة الغياب) الذي يتناول سيرة حياة محمود درويش.. ما
رأيك؟
أتمنى أن يكون النص
مدروس بشكل جيد قبل الإقدام على أي خطوة لان محمود درويش معشوق الملايين,
وإطلاق عمل يتناول سيرته الذاتية أمر ليس بسهل أبداً, وأتمنى أن يستطيع
الفنان فراس إبراهيم تأدية الدور بشكل صحيح ولكني أعتقد أنه سيستطيع فعل
ذلك لأنه ممثل مجتهد يدرس خطواته بشكل جيد.
ما أكثر الأعمال التي
جذبتك لمتابعتها في رمضان؟ وهل هناك تحضيرات حالية لأعمال جديدة؟
سقوط الخلافة, ضيعة
ضايعة, وراء الشمس, وطبعاً كنت حريصة على متابعة الأعمال التي شاركت بها
(ما ملكت ايمانكم, ذاكرة الجسد), والآن لدي نية بمتابعة عدد كبير من
الأعمال التي لم يتح لي مشاهدتها في شهر رمضان, أما بالنسبة للأعمال
الجديدة فهناك وعود بعدة أعمال ولكن حاليا لا يوجد شيء رسمي.
كلمة أخيرة:
أشكر موقع سيريانيوز
وأحيي القائمين عليه, وأتمنى أن يكون هناك اهتمام اكبر في الدراما السورية
بالسيناريو وان تحترم الأعمال عقل المشاهد, وان يكون هناك كرم اكبر على
مستوى الإنتاج, وأن تحافظ الدراما على سويتها ولا نذهب باتجاه ما يحبه
الناس فقط, وهذا العام استطعنا أن نثبت أنّ هناك أعمال سورية ناجحة ومؤثرة
على مستوى الوطن العربي كله.
إعداد وحوار: أروى
الباشا-سيريانيوز
منوعات