|
2010-10-03 | ||||
بعد ثلاث سنوات في كتابة نص "الصندوق الاسود"، رانيا البيطار لسيريانيوز: سيف الشيخ نجيب لم يكن أميناً على النص و شوه الرسائل الهامة التي كتبت له |
|||||
توقفت عن متابعة كتابة "أشواك لم تعد ناعمة" بعد أن ضاعت الفرحة التي انتظرتها من "الصندوق الأسود" ودع رمضان أعماله الدرامية، ليبدأ بعدها الخلافات بين كتّاب السيناريو والمخرجين عن عدم رضا الكتاب عما آلت إليه نصوصهم، بعدما عدّل بها المخرجون تناسباً لرؤيتهم الإخراجية.
المسلسل الاجتماعي «الصندوق الأسود» للكاتبة رانيا بيطار، كان من بين هذه الأعمال التي تناولتها الصحف حول الخلاف بين المخرج وكاتبته، مبينة أنه تم قلب النص رأساً على عقب. لتسليط الضوء أكثر حول الخلاف كان لسيريانيوز لقاء مع الكاتبة رانيا بيطار:
تناقلت الصحف عن اعتراضك على الصورة البصرية التي قدمت لمسلسل "الصندوق الأسود" ما ردك على ذلك؟ أنا اعتراضي لم يكن على الصورة البصرية التي أخرج بها مسلسل " الصندوق الأسود " فهذا عمله و هذه رؤيته الإخراجية الخاصة التي يتحمل نتائجها باعتباره مخرج العمل و الصورة البصرية اختصاصه، حتى أداء غالبية الممثلين في العمل كان مميزاً و متقناً لدرجة كبيرة أدهشت الكثيرين ..
إذن أين نقطة الخلاف؟ اعتراضي ليس على العمل كصورة بصرية و كأداء تمثيلي بل على الصورة النهائية التي تحول بها نص " الصندوق الأسود " لمسلسل
هل كان المخرج العمل سيف الشيخ نجيب أمينا على النص؟ لا لم يكن أميناً .. فالمخرج استلم النص بعد التعديل النهائي عليه وبعد كل الدقة التي أرادها في النص، بالغ في وجودها أثناء التعديل وهذا لم أجدها في إخراجه بل وجدت نقيضها " مد يده للنص دون وجه حق" فحذف ما أراد و أضاف ما شاء و غيّر الحلقات الثلاثة الأخيرة بالعمل تغييراً شبه كامل ليخرج العمل للمشاهد حسب رؤيته الشخصية و نظرته الخاصة كأن العمل ملكه الشخصي و من بنات أفكاره هو مما شوه الرسائل الهامة التي كتبت العمل من أجلها و سحب من النص الأصلي جوهره و روحه الاجتماعية القريبة من المشاهد و حوله لعمل أقرب للبوليسي بألوان كئيبة عاتمة.
برأيك ماذا ينقص سيف الشيخ نجيب كمخرج ؟ لست بصدد تقييم أحد .. أنا كاتبة لي نص تعبت في كتابته كثيراً وانتقيت مشاهده وأحداثه وحروفه و كل كلمة فيه بكل دقة و دراية و خصوصاً بعد تجاربي السابقة ومعرفتي بأهمية علم النفس في حياتنا، مما حملني مسؤولية كبيرة و دفعني للبحث و الدراسة ليخرج عمل الصندوق الأسود بعد سنوات و لتقع مهمة إخراجه على سيف شيخ نجيب الذي استخف أحياناً كثيرة بورقي وأخذ منه قصة أبطاله وتجاهل الكثير من حواراتهم وغيّر الخط النفسي لشخصياتي تغييراً مجحفاً بحق هذا العلم و بدله بأشياء غير مقنعة. أنا حتماً لم أكتب حواراتي وأحداث عملي فقط لأملأ به الورق الأبيض بل كان لكل كلمة أو حدث كتبته هدفه.
مَن مِن المخرجين كنت تتوقعين أن ينجح في إخراج الصندوق الأسود؟ أي مخرج يثق بنفسه حق الثقة ويحترم النص الذي بين يديه ويحترم جهد الآخرين ووجهة نظرهم وأفكارهم. أي مخرج له قابلية المناقشة، المرونة والتواضع في التعامل للتوصل لعمل يرضي جميع القائمين عليه دون التعدي على دور أحد فيهم ويبحث عن مفاتيح ليقدم النص بأجمل صورة لا أن يستسهل ويستخف بما كتب فيحذف كل ماله علاقة بعلم النفس من حوار ووسائل مذكورة تبسطه وتقربه من المشاهد ليستسيغه بأفضل طريقة.
راهنت على مسلسل "الصندوق الأسود"، برأيك هل كسبتي الرهان ؟ راهنت أنني سأقدم عملاً سيفوق بتميزه ما سبقه من أعمال" كالبيوت أسرار" و"أشواك ناعمة " لكنني ربما بالغت في رهاني حين نسيت أن نجاح العمل لا يعتمد فقط على النص الذي أقدمه بل على الإخراج وقدرة الممثلين المختارين لتمثيل دور الشخصيات حسبما هو مخطط لهم. العمل الناجح هو جهد جماعي يبدأ من الكاتب مروراً بدور شركة الإنتاج فالمخرج والممثل حتى انتهاءً بأصغر فني في العمل.
لنتحدث عن الأعمال الدرامية لهذا الموسم الرمضاني، ما رأيك بالسوية؟ أنا أحترم الدراما السورية وأرى فيها تنوعاً جميلاً لافتاً للنظر حتى وإن ارتفعت نسبة الجرأة فيها أو قلت أو وجد عمل ضعيف أو حتى تافه برأي البعض، يبقى جمهور الدراما عريض ولكلٍ رأيه و نظرته فما نراه سيء يراه الآخرين إنجازاً مهماً وما نراهن على نجاحه يتراجع درجات أمام ما نراه عادياً. هو رأي الجمهور الذي يمتلك ذائقة تتناسب وثقافته ورغباته
ما أكثر عمل لفتتك هذا الموسم؟ بصدق أنا لم أتابع كل الأعمال التي عرضت في شهر رمضان لأنني على ثقة أنني سأظلم أي عمل يُتابع في زحمة العرض الدرامي لذا فضلت متابعة الأعمال بهدوء على مدار السنة حتى يكون لكل عمل وقت مشاهدة كافٍ لتقدير جهود العاملين فيه.
جديدك للموسم القادم؟ كنت مستمتعة جداً ومتفائلة وأنا أعكف على كتابة " أشواك لم تعد ناعمة " الجزء الثاني من عملي " أشواك ناعمة " قبل بدء شهر رمضان باعتباري أنتظر عرض مسلسلي " الصندوق الأسود " بفارغ الصبر بعد ثلاث سنوات من الغياب لكنني توقفت عن متابعة الكتابة بعد أن ضاعت فرحة انتظرتها سنوات طويلة و تحولت لعتب كبير واستهجان ورغبة ونداء عاجل لكل من يهمه الأمر بأن يكون لنا نقابة أو جهة تحمي جهد الكاتب الدرامي و تعطي لكل ذي حق حقه دون انتقاص من جهد أحد.
تهاني عبود- سيريانيوز منوعات
|
|||||